مكتبة الكويت الوطنية نظمت أول ملتقى لليوم الدولي للترجمة

• فخرالدين والخطيب والمطيري تحدثوا عن دور الترجمة وأهميتها

نشر في 06-10-2017
آخر تحديث 06-10-2017 | 00:00
المطيري وفخر الدين وملك والخطيب في الملتقى
المطيري وفخر الدين وملك والخطيب في الملتقى
تحدَّث المحاضرون د. طارق فخرالدين، ود. ابتهال الخطيب، وحسين المطيري، في ملتقى اليوم الدولي للترجمة، عن أهمية الترجمة، ودورها البارز في التفاهم والتقارب.
نظمت مكتبة الكويت الوطنية أول ملتقى بمناسبة اليوم الدولي للترجمة، والذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام، تحت عنوان "إضافات كويتية لميدان الترجمة"، شارك فيها د. طارق فخرالدين، د. ابتهال الخطيب، وحسين المطيري. وأدارت الجلسة الكاتبة أبرار ملك من قسم المكتبات الخاصة.

في مستهل الملتقى، أكد المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، أهمية الترجمة في خلق حالة من التواصل والتقارب والتفاعل بين الشعوب والحضارات، باعتبارها "السبيل الأمثل لذلك"، مضيفا أن "هناك مسؤولية كبرى ملقاة على عاتق المترجم خلال عمله، تتمثل في نقل المعلومة بكل أمانة واحترافية، بغية إيصالها بالشكل الصحيح ودون تحريف".

مسؤولية المترجم

من جانبه، ركز الكاتب والمترجم المعتمد والمستشار بمركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري د. طارق فخرالدين على مسؤولية المترجم، بقوله: "توجد الكثير من الأمثلة على الأخطاء اللغوية المضحكة للترجمة، مثل ترجمة أحدهم لعبارة Made in Turkey (صنع في تركيا)، لكن المترجم قرر أن ترجمتها الصحيحة، هي: صنع في الديك الرومي"، مشيرا إلى أنه توجد أخطاء لغوية غيرها قد تكون رهيبة.

ولفت د. فخرالدين إلى أنه من خلال ممارسته الميدانية في مجالي الترجمة التحريرية والفورية على مدى ما يزيد على 3 عقود ونصف العقد شاهد الكثير من مآسي الترجمة، وحملة الشهادات الورقية التي لا تدعمها منهجية، ولا خبرة عملية مشهود بها، مشيرا إلى أنه "من أخطر الأخطاء اللغوية على الإطلاق تلك التي تجري في أورقة المحاكم، ومكاتب التدقيقات، نتيجة الاعتماد على مترجمين غير أكفاء".

وأكد أنه "تقع على المترجم مسؤولية كبرى، وهو مطالب بالدقة والأمانة، لأنه يتعامل لمصلحة الناس، لكن للأسف أغلب المترجمين لا يدركون هذه المسؤولية، والأسباب تكمن في ضعف تكوينهم المهني، وغياب الرقابة على عملهم، وعدم وجود لوائح لممارسة المهنة، وضبط الجودة، كما أن الاستجابة الرسمية لتدارك الموقف ضعيفة".

وذكر أنه "لا يوجد في الكويت قانون ينظم مهنة الترجمة، كما هو موجود في بعض الدول العربية، ومنها: الجزائر، المغرب، سورية، لبنان، والإمارات، التي صدر فيها قانون اتحادي ينظم مزاولة مهنة الترجمة".

أما في الكويت، فأوضح د. فخرالدين أن شروط الحصول على ترخيص ممارسة نشاط الترجمة وفق التسمية الرسمية تماثل شروط أي عمل تجاري آخر، وتصدر وزارة التجارة هذا الترخيص بعد موافقة وزارة الإعلام، التي ألغت أخيرا شرط حصول طالب الترخيص على شهادة جامعية في اللغة الأجنبية، كما كان يحدث في السابق.

وقال إنه "لا توجد أي شروط أخرى، مثل اختبار المهنة للتدقيق الفعلي على قدرات المترجم قبل اعتماده، لذا فمفهوم الاعتماد لا يستند إلى معايير الجودة المهنية، والتي نحن أحوج ما نكون إليها، في إطار سعينا لتحقيق جانب من جوانب رؤية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا".

وأشار د. فخرالدين إلى أنه "في إطار السعي للعالمية تكتسب الجودة في جميع المجالات، بما فيها الترجمة التي تكون ذات أهمية مركزية وحاسمة".

وتابع: "يتعيَّن إيجاد قانون ينظم ممارسة مهنة الترجمة في الكويت، وإيجاد جهة مرجعية من ذوي الخبرة الميدانية والأكاديمية تتولى تدريب المترجمين واختبارهم وتقييمهم ومتابعتهم، وتحديث معلوماتهم، والتأكد من جودة أدائهم، ومراقبة أعمالهم، أسوة بما هو معمول به في بلاد متقدمة أخرى".

جودة الترجمة

بدوره، تحدث المترجم المعتمد لدى الديوان الأميري حسين المطيري عن الترجمة، قائلاً: "حال المترجم في نقل المعنى كحال الخطاط في اللغة العربية. أما المترجم، فيحاول الوصول في ترجمته إلى تلك الترجمة المثالية"، مشيرا إلى أن المترجم في الترجمة الفورية يصل إلى المثالية في ترجمته عندما يحاول التغلغل في عقل المتحدث، كأنه يقود المتحدث إلى الكلمات التي يريد قولها في حدث معيَّن".

ولفت إلى أن "الترجمة الفورية تُحدث آثارا صحية على المترجم، لذلك نرى أن المترجمين الفوريين من أكثر الناس الذين يُدفع لهم"، مشيرا إلى أن "العمل صعب جدا ويؤذي، لذلك لا نجد الكثيرين يقومون بالترجمة الفورية، وعلى وجه الخصوص باستخدام السماعات، والمتعارف عليه دوليا، ألا يقوم المترجم بترجمة أكثر من نصف ساعة، وأن يكون هناك اقتسام للوقت".

من جانب آخر، تحدث المطيري عن المزايا التي يجب أن يتمتع بها المترجم، حتى يتمكن من الوصول إلى جودة الترجمة، منها "يتوجب أن يكون للمترجم حصيلة معرفية، ومواكبة الأحداث الجارية، إضافة إلى حصيلة معجمية جيدة في اختيار الأنسب عند الترجمة، وأن يكون على معرفة بالتراكيب في اللغتين، والجُمل وأنواعها".

وأضاف: "يتوجب أن يكون صوت المترجم جيدا ومقبولا، وأن تكون مخارج الحروف واضحة لديه، وأن يتمتع بحضور ذهني، وتركيز عالٍ". وأكد أن "الترجمة الفورية مَلَكة، إما أن تكون لديك، أو لا، وإن كانت لديك فعليك تطويرها، وإن لم تكن لديك فمن الأفضل ترك هذا المجال".

نشاط الترجمة

أما عضو هيئة تدريس اللغة الإنكليزية في كلية الآداب بجامعة الكويت د. ابتهال الخطيب، فقالت إن "ترجمة النص تعد مغامرة مثيرة، ورحلة بعيدة إلى زمن ما، ومكان ما، وعقل ما، وزاوية لم يسبق للمترجم أن نظر من خلالها، أو إلى رؤية لم يسبق له أن شكَّلها من خلال عينيه اللتين لا تستطيعان النظر من خلال مساحة بيولوجية ضيقة".

وأشارت إلى أن كل نص هو تحدٍ جديد، تحدٍ بين اللغة الأصلية للنص واللغة المستضيفة له، بين المعنى الذي فهمه المترجم، والمعنى الساكن في قلب الكاتب".

وأضافت د. الخطيب: "ربما إحدى المغالطات المنتشرة بحق الترجمة كفعل لغوي أدبي، حين يعتقد أنها مجرَّد استبدال كلمات بكلمات في عملية ميكانيكية، في حين أن واقع عملية الترجمة يتطلب ليس فقط جهدا عقليا كبيرا، لكن اطلاعا واسعا على اللغتين طرفي الترجمة، وكذلك على موضوع الترجمة".

وتابعت: "المبدأ الأخلاقي ومفهوم الأمانة العلمية والالتزام اللغوي تعتبر الحل الأثقل، والعائق الأصعب أمام ترجمة لينة ومطواعة وسلسة، وكثيرا ما يضحى بالسلاسة من أجل الالتزام بالمعنى".

وذكرت أنه "كثيرا ما يقف المبدأ الأخلاقي عائقا بين المترجم والاستمتاع الكامل بالنص، والذي لا يتأذى سوى بالحرية المطلقة بالتصرف به، كما هي الحرية مكفولة للقارئ في فهم وتفسير النص دون أي وصاية من الكاتب".

كثيراً ما يقف المبدأ الأخلاقي عائقاً بين المترجم والاستمتاع الكامل بالنص ابتهال الخطيب
back to top