الدورة الـ 11 لمهرجان «فيلم المرأة» بسلا المغربية...

عشاق السينما في مدينة القراصنة

نشر في 02-10-2017
آخر تحديث 02-10-2017 | 00:00
السينما قصة حب، نسافر من خلالها إلى حياة بشر آخرين. نعيش مشاكلهم، ونتسلل إلى قلوبهم، ونكشف مشاعرهم ونختلف معهم، ونقترب منهم، ونعارضهم أو نوافقهم.
وفي أي مهرجان سينمائي تجد نفسك إزاء وليمة دسمة من الأفلام من مختلف أنحاء العالم تطرح قضايا تمس عقلك وقلبك.
وفي المهرجان الدولي لـ{فيلم المرأة} في مدينة سلا المغربية، الذي تنظمه جمعية أبي الرقراق تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، ساد فرح سينمائي من طراز خاص، فالمهرجان يعزف على قضايا المرأة وأحلامها وهمومها ومشاكلها مما يمنحه مذاقاً خاصاً.
سلا مدينة بألقاب عدة، ولكن اللقب الأكثر تعبيراً عنها هو «مدينة القراصنة». لماذا؟ لأنها كانت القاعدة الرئيسة للقراصنة الذين سيطروا على سفن البرتغال وإسبانيا منذ بداية القرن الـ 19. إنه تاريخ يجعل منها مدينة استثنائية بين مدن المغرب، خصوصاً إذا عرفنا أنها تربط بين مدن إسلامية عدة من بينها مراكش وفاس، وتعتبر مركزاً مهماً للتجارة بين المغرب ودول أوروبا.

تعرض المهرجانات السينمائية كافة فيلماً روائياً طويلاً في حفلة الافتتاح، ولكن مهرجان سلا كسر القاعدة هذا العام وعرض خمسة أفلام قصيرة لخمس مخرجات مغربيات، وهي: «لا» لدمنة بونعلات، و«أمل» لعايدة السنة، و«آسيا» لمليكة الزايدي، و«آدم» لنرجس الطاهري، و«رياض أحلامي» لزينب تامورت.

افلام

ويعرض المهرجان في مسابقته الرسمية 12 فيلماً من خمس قارات وهي: «صيف 93» للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون، و«آفة» للمخرجة الفرنسية ليا ميسوز، و«نور في الظلام» للمخرجة المغربية خولة بنعمر، ومن إندونيسيا «مارلينا القاتلة»، ومن فنلندا «الجناح الصغير»، ومن كرواتيا «لوحتي»، ومن أميركا «يا لوسي»، ومن ألمانيا «ويسترن»، ومن بلغاريا «ابن صوفيا»، ومن النيجر «الخاتم الذهبي»، ومن الأرجنتين «عروس الصحراء».

أما من مصر فاختير «أخضر يابس» للمنافسة على جوائز المسابقة الرسمية، وهو الفيلم الذي حصل مخرجه محمد حماد على جائزة أفضل مخرج من مهرجان دبي السينمائي، كذلك شارك العمل في مهرجانات عدة، فافتتح عروض مسابقة سينما الحاضر في «لوكارنو» السينمائي الدولي، ليكون الفيلم المصري الوحيد الذي شارك في هذه المسابقة خلال 70 عاماً هي عمر المهرجان العريق، كذلك شارك في «هامبورغ الدولي» بألمانيا، و«ديربن السينمائي الدولي» بجنوب إفريقيا، و«قبرص السينمائي الدولي».

تدور قصته حول فتاة اسمها إيمان، تتمتع بشخصية محافظة وملتزمة بالعادات والتقاليد وتحاول رعاية شقيقتها الصغرى بعد وفاة والديها.

في الافتتاح كرَّم المهرجان الفنانة روجينا عن مجمل أعمالها، وفي كلمة قصيرة ألقتها بعد التكريم الذي سلمه لها وزير الثقافة والاتصال في المغرب محمد الأعرج أكدت أنها سعيدة، خصوصاً أنها لا تشعر بأية غربة في المغرب وتحس بأنها بين أهلها في مصر.

يُذكر أن روجينا أصطحبت معها ابنتها مايا، وقالت لـ«الجريدة» إنها لن تستمر طوال أيام المهرجان، لارتباطها بتصوير فيلم جديد بعنوان «أهل الكهف» مع ماجد المصري ومجموعة كبيرة من النجوم.

ومن ناحية أخرى، أجرت روجينا لقاءات تلفزيونية وإذاعية عدة، وأقيمت لها ندوة تحدثت فيها عن أبرز محطاتها الفنية.

كذلك كرَّم المهرجان الممثلة التركية ديفني هالمان، التي سبق أن حصلت على جائزة من مجلس الفنون والأعمال في نيويورك، وعملت في إذاعة الأمم المتحدة كمنتجة وكاتبة. أما في احتفال الختام، فتُكرّم الممثلة المغربية فضيلة بن موسى، التي شاركت في أكثر من 21 مسلسلاً و19 فيلماً و10 مسرحيات.

لجنة التحكيم

ترأست لجنة التحكيم المخرجة والمنتجة والسيناريست الفرنسية دومنيك كابريرا، في حين جلس في مقعد الأعضاء كل من المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري، والممثلة السويسرية ماري ايف موزي، والباحثة الأسبانية بيلار كارسكو، والممثلة المغربية السعدية لديب، والكاتبة والمخرجة الكندية صوفي غوييت، والباحثة سعاد حسين من جيبوتي.

أما ضيف شرف دورة هذا العام فهي تركيا، التي عرض لها المهرجان خمسة أفلام لخمس مخرجات وهي «ثياب رثة»، و«بين اثنين»، و»اكتشاف ايلا»، و«صندوق باندورا»، و«برج المراقبة».

ويبقى مهرجان سلا بطموحه السينمائي وأحلامه التي لا تنتهي في صنع حدث فني متميز وفريد بعدما قرر أن يحتضن قضايا المرأة بأفلام مهمة ومختلفة وشديدة الخصوصية.

back to top