أكراد العراق يصوتون بكثافة لمصلحة الاستقلال... وبغداد تتخذ إجراءات عقابية عسكرية واقتصادية

• البرلمان العراقي يلزم العبادي إعادة نشر القوات العراقية بالمناطق المتنازع عليها وغلق المنافذ الحدودية
• إيران تعلن إغلاق الحدود البرية ثم تتراجع... وتقارير عن اجتماع لسليماني مع قيادات من «الحشد» وحزب الطالباني
• توصيات نيابية للحكومة العراقية بتجميد أموال الإقليم ومعاقبة الموظفين المشاركين في الاقتراع
• أنقرة تهدد بوقف الصادرات النفطية وبتدخُّل عسكري إن تعرّض التركمان للخطر وتوقف تدريب البيشمركة

نشر في 25-09-2017
آخر تحديث 25-09-2017 | 21:45
توجه آلاف الأكراد العراقيين، أمس، إلى جانب أقليات أخرى، إلى صناديق الاقتراع بكثافة، متجاوزين خلافاتهم للتصويت لمصلحة الاستقلال والانفصال عن العراق، في خطوة قد تسبب أزمة إضافية في العراق تمتد شظاياها إلى 3 دول إقليمية هي تركيا وإيران وسورية التي تقيم فيها شرائح كردية كبيرة.
وبرغم التهديدات والتخوف من أعمال عنف، مرّ يوم الاستفتاء بسلام، ولم تقع أحداث أمنية، بينما بدأت تسود حال ترقب لمعرفة ما قد يحصل، بعد أن اتخذت بغداد إجراءات عقابية أخطرها نشر الجيش في المناطق المتنازع عليها، التي تسيطر عليها "البيشمركة" الكردية.
توجه ملايين الأكراد العراقيين وأقليات اتنية ودينية ومذهبية تقيم في إقليم كردستان العراق ومناطق متنازع عليها تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية، أمس، الى صناديق الاقتراع، للمشاركة في استفتاء تاريخي بشأن انفصال إقليم كردستان عن العراق، يمثل خطوة أولى نحو استقلال هذا الإقليم.

ورغم التحذيرات الدولية، والتهديدات الإقليمية، مضى الأكراد بالتصويت، وتوجهوا بكثافة الى صناديق الاقتراع، متغلبين على مشاعر الخوف والتشكيك، في ظل التهديدات التي انصبت عليهم من كل حدب وصوب. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في كردستان، انها مددت مهلة التصويت ساعة إضافية، مشيرة الى أن نسبة المشاركة بلغت 74 بالمئة.

ودعي أكثر من 5 ملايين مقترع الى الاستفتاء الذي نظم في المحافظات الثلاث من الإقليم، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، بينها خانقين وجلولاء والسعيدية في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، وأهمها محافظة كركوك الغنية بالنفط.

وتشير توجهات غالبية الأكراد الى التصويت بـ "نعم" للاستقلال. ففي مدينة أربيل، عاصمة الإقليم، توافد المصوتون منذ ساعات الصباح الأولى، ووقفوا في طابور عند أحد مراكز الاقتراع.

وقال ديار أبوبكر (33 عاما) وهو ينتظر منذ أكثر من نصف ساعة للإدلاء بصوته: "جئت مبكرا كي أكون أول شخص يصوت بنعم للدولة الكردية"، مؤكدا أنه "يوم عيد لنا".

وفي السليمانية، ثاني مدن الإقليم، والتي تعد مركز الزعامة التاريخية للرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، توافد المصوتون الى مركز كانيسكان في شرق المدينة. وقال ديار عمر (40 عاما) العامل في القطاع الخاص، وهو أيضا يرتدي الزي الكردي، وكان أول مصوت في المركز، "سننال استقلالنا عن طريق صناديق الاقتراع".

وأقيم 12 ألفا و72 مركز اقتراع في عموم إقليم كردستان العراق، إضافة الى المناطق المتنازع عليها.

وفي مدينة كركوك، أبرز المناطق المتنازع عليها بين الأكراد وحكومة بغداد المركزية، علا التكبير في مساجد المدينة للدعوة إلى التصويت، وكأنه يوم عيد.

وكانت الآراء متباينة، وقال متين عبدالله أوجي، وهو مدرس تركماني عمره 42 عاما: "لم أشارك في التصويت، لأنه يشعرني بأن هويتي وقوميتي ومكانتي وتراثي وتاريخي كلها ستضيع".

يذكر أن محافظة كركوك، وفقا للدستور والقانون، محافظة غير منتظمة بإقليم، ولا يحق لأي جهة ضمها إليها، وحتى تنفيذ المادة 140 من الدستور المخصصة للبت في مصير المحافظة يجب أن تنفذ عن طريق الحكومة الاتحادية، كما تنص بنود المادة نفسها.

وقال المتحدث باسم قيادة شرطة محافظة كركوك العقيد أفروسياو كامل، أمس، إنه "بأمر محافظ كركوك وقائد الشرطة تقرر حظر تجوال العجلات داخل المحافظة الى إشعار آخر".

البارزاني

وعلى الرغم من أن النتيجة شبه محسومة وستكون لمصلحة الاستقلال، فإن مسعود البارزاني، رئيس الإقليم الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي، سبق أن أعلن أن الاستفتاء لن يعني إعلانا تلقائيا للاستقلال، لكنه سيشكل بالأحرى نقطة الانطلاق "لمفاوضات جدية مع بغداد" حول هذه المسألة.

وأدلى البارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي.

من ناحيته، أكد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل بعد الإدلاء بصوته إنه "من الأفضل على المجتمع الدولي ودول الجوار بالأخص، أن يسألوا بغداد عما آلت إليه العلاقات بين أربيل وبغداد"، مضيفا، أنهم "كثيرا ما يتحدثون عن الدستور وكأنه مقدس، واعتبار استفتاء شعب كردستان على أنه غير دستوري، ولكن أقولها بكل صراحة إن من لم يلتزم بالدستور الذي توافقنا عليه، ولم يعر أهمية لأكثر من خمسين مادة دستورية هي الحكومة العراقية، فهم يلتزمون بالمواد الدستورية التي في مصلحتهم فقط ويخرقون ويتجاهلون بقية الدستور".

ووصف التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي وتهديداته لكردستان "أشبه ما تكون بقرارات مجلس قيادة البعث"، متابعا "هذه العقلية هي التي نخاف منها، وهي التي أوصلت علاقاتنا الى ما نحن عليه الآن".

وشدد البارزاني على أن "كردستان أثبتت للجميع، ولدول الجوار خاصة، أنها عنصر استقرار في المنطقة، وأنها ليست مصدر تهديد لأحد، ونتطلع الى الحوار الجاد مع جميع دول الجوار، وإلى علاقات جوار مبنية على المصالح المشتركة والتفاهم والاحترام المتبادل".

وعن آفاق المستقبل بعد الاستفتاء، أكد أن "كردستان تتطلع إلى بدء حوار جاد ومفتوح مع بغداد حول جميع القضايا المشتركة، كما نتطلع إلى تفهم دول الجوار لحقوقنا ووضعنا ومحاولة استمرار أفضل العلاقات معها".

أحزاب كردية

في السياق، دعا زعماء الأحزاب الكردية، أمس، الى فتح باب الحوار مع بغداد ودول الجوار من أجل استقرار المنطقة.

وقال نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول علي، بعد الإدلاء بصوته،" هذا اليوم تاريخي في مسيرة الشعب الكردي"، مضيفا أن "كردستان لن تكون مصدر تهديد لأحد، بل مصدر استقرار للجميع"، داعيا دول الجوار والعالم الى "سماع صوت الكرد المنادي بالحرية".

من جهته، قال الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني صلاح الدين محمد بهاء الدين، في مؤتمر صحافي، إن "الوقت لإجراء الاستفتاء مناسب، وإن الأكراد يمارسون حقهم الطبيعي في الاستفتاء، وإن حزبه يفتخر بمشاركته"، مضيفا، أن "حق تقرير المصير حق لجميع الشعوب، ولاسيما الشعب الكردستاني الذي تعرض لأنواع الظلم والاضطهاد والإبادة الجماعية، مناشدا دول الجوار والعالم تفهم القضية الكردية".

بدوره، أكد أمير الجماعة الإسلامية علي بابيران بعد الإدلاء بصوته في الاستفتاء بمدينة أربيل أنه "لا يمكن لأي جهة منع ممارسة الحقوق الطبيعية التي وهبها الله للإنسان، ومنها الاستقلال"، مضيفا "علينا السعي إلى بناء دولة مؤسساتية ذات سيادة".

وحول مرحلة ما بعد الاستفتاء قال بابيران: "خلال الفترة الماضية لم نتمكن من خدمة مواطنينا بالقدر الكافي، لذا يجب إجراء تغييرات شاملة في طريقة إدارة الحكم".

من ناحيته، قال المنسق العام لحركة كوران (التغيير) عمر سيد علي في أحد المراكز بمدينة السليمانية إنه صوت من أجل استقلال كردستان، مضيفا: "يجب أن تكون هذه العملية مشروعا وطنيا من أجل الرفاهية والاستقرار مستقبلا".

من جهته، أعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم أن حكومة إقليم كردستان ستشرع بالحوار مع بغداد بعد الاستفتاء، قائلا: "حققنا طموحنا بشكل سلمي، واليوم قد انتهى، وسنبدأ بالحوارات مع بغداد للاستقلال"، مضيفا: "لا يمكن التعويل على المواقف المتشنجة من الأطراف والجهات السياسية في بغداد حاليا، نظرا للظروف السياسية التي تشهد مزايدات كثيرة".

العبادي

في المقابل، وجه رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين في مناطق تحت سيطرة إقليم كردستان.

وقال بيان لرئاسة الوزراء العراقية، أمس، إن "العبادي وجه الأجهزة الأمنية، بحماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم".

وتبنى مجلس النواب العراقي، أمس، جملة من القرارات لعرضها على الحكومة الاتحادية في بغداد ردا على استفتاء الإقليم.

وذكر مصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، أن البرلمان صوّت على جملة قرارات بينها مطالبة العبادي بإعادة نشر الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها مع الإقليم، بما فيها محافظة كركوك.

وأوضح المصدر أن قرارات المجلس تتضمن كذلك غلق المنافذ الحدودية مع الإقليم كردستان العراق من جميع الاتجاهات، مضيفا، أن القرارات تشمل أيضا دعوة الحكومة الاتحادية لإعادة حقول النفط الشمالية في كركوك والمناطق المتنازع عليها الى إشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية، ومنع سيطرة أي قوة أمنية تابعة للأحزاب الكردية.

توصيات

كما دعت القرارات الى ضرورة الحفاظ على الروابط الوطنية والاجتماعية مع المواطنين الأكراد، باعتبارهم مكونا أساسيا من مكونات الشعب العراقي.

وأفاد مصدر حكومي عراقي، أمس، بأن الحكومة الاتحادية بدأت تنفيذ قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني بخصوص استفتاء إقليم كردستان فور إقرارها.

وقال المصدر: "تم التنسيق مع دول معنية لإيقاف التعاون مع الإقليم بخصوص المنافذ الحدودية والمطارات وتصدير النفط، وأبلغنا تلك الدول بعدم التعامل إلا من خلال الحكومة الاتحادية".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "توجيهات صدرت للجهات الرقابية والقضائية المختصة لمتابعة الأموال المودعة في حساب الإقليم وبعض السياسيين من واردات بيع نفط الإقليم بعيدا عن الحكومة الاتحادية"، مؤكدا أن "أي مباحثات لن تجرى مع إقليم كردستان إثر الاستفتاء غير الدستوري".

وتابع: "هناك إجراءات قانونية بحق الموظفين الذين يسهمون بتنفيذ استفتاء الإقليم المخالف لقرار المحكمة الاتحادية وإجراءات أخرى ستتخذ، إضافة الى قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني للحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وحماية المواطنين".

تركيا

في السياق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الغاضب من الاستفتاء في إقليم كردستان العراق أمس، أنه سيغلق قريبا الحدود البرية مع هذه المنطقة، وهدد بوقف صادراتها النفطية عبر تركيا.

وقال إردوغان خلال منتدى في إسطنبول، "هذا الأسبوع ستتخذ إجراءات، ستوقف حركة الدخول والخروج عند معبر خابور الحدودي"، مضيفا: "لنر من أين سيتمكن كردستان العراق من بيع النفط، الصمامات عندنا، وسيتوقف العمل بمجرد أن نغلقها"، وهو إجراء من شأنه تضييق الخناق على اقتصاد كردستان العراق.

وتابع إردوغان: "سنتخذ كل الإجراءات اللازمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية. لن تكون هناك تسوية".

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، "الاستفتاء الذي يجري اليوم... باطل ولاغ. لا نعترف بهذه المبادرة".

كما أوصت الوزارة رعاياها في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية العراقية بالرحيل إذا لم يكن وجودهم ضروريا، محذرة من مخاطر أمنية مرتبطة بالاستفتاء.

وعلق وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، على الاستفتاء قائلا إن "بلاده لن تستمر بتقديم التدريب العسكري لقوات البيشمركة".

وقال أوغلو: "إذا تعرض إخواننا التركمان لأي مكروه، سنتدخل عسكرياً على الفور".

وأضاف أن الجهة التي سيخاطبونها منذ الآن هي بغداد، وأنهم لن يستمروا في تدريب قوات البيشمركة.

إردوغان وبوتين

وأعلن كل من "الكرملين" والرئاسة التركية، عقب اتصال هاتفي بين الزعيمين إردوغان وبوتين أمس، أن الأخير سيقوم بزيارة عمل تستمر يوما واحدا إلى أنقرة بعد غد.

وأفادت مصادر في الرئاسة التركية بأن الرئيسين ناقشا الاستفتاء التاريخي غير الملزم الذي جرى أمس، على استقلال إقليم كردستان العراق.

وأكد الطرفان ضرورة المحافظة على وحدة الأراضي في كل من سورية والعراق.

كما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن مسؤول إيراني كبير قوله، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني ناقشا استفتاء الإقليم والحرب الأهلية السورية عبر الهاتف، مضيفا: "أكدا ضرورة الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار المنطقة".

وأفادت تقارير، أمس، بأن قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني عقد اجتماعا أمس مع قادة في «الحشد الشعبي»، وفي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني، لمناقشة التطورات.

«حزب الله»: الانفصال ليس بريئاً

قال رئيس كتلة "حزب الله" في البرلمان اللبناني، النائب محمد رعد، أمس، إن "تحريك موضوع انفصال إقليم كردستان العراق ليس بريئاً". وأضاف في خطاب له خلال "المجلس العاشورائي" الذي أقامه الحزب في حسينية بلدة سحمر، في البقاع الغربي، شرقي لبنان، أن "الاستفتاء الكردي مسألة جديدة حتى يشغلوا المنطقة بها، لأن الإسرائيلي لا يستطيع أن يفعل شيئاً، والتكفيري انتهى مشروعه".

وأعرب عن أمله أن "يكون هناك بقية عقل في كردستان حتى لا يلاقوا ما لاقاه غيرهم".

اقتراع في ديالى وتظاهرة

قال النائب العراقي عن محافظة ديالى رعد فارس الماس، أمس، إن مناطق خانقين وجلولاء وقزانية، شهدت مشاركة في الاستفتاء الكردي رغم قرار مجلس المحافظة عدم المشاركة.

ودعا الماس، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية، إلى «نشر القوات الأمنية في تلك المناطق والتدخل الفوري لحماية العرب والتركمان في ديالى».

وطالب بـ«بتشكيل لجنة لتقصي حقائق عن سقوط ناحية جلولاء ودخول البيشمركة اليها، وتشكيل لجنة أخرى لتقصي الحقائق عن الضغوطات والاستفزازات التي مورست على العرب والتركمان لإجبارهم على الاستفتاء».

إلى ذلك، أعلن عضو مجلس محافظة ديالى عمر الكروي أمس، انطلاق تظاهرة سلمية وسط ناحية السعدية شمال شرق المحافظة للمطالبة برفض الاستفتاء وإعادة آلاف العوائل العربية إلى جلولاء.

وقال الكروي، إن «شيوخ ووجهاء وأهالي ناحية جلولاء خرجوا في تظاهرة سلمية وسط ناحية السعدية للمطالبة برفض إجراء الاستفتاء في ديالى ككل وجلولاء خاصة باعتباره غير قانوني، بالإضافة الى الدعوة لإعادة آلاف العوائل العربية إلى مناطقها في جلولاء»، مضيفا أن «التظاهرة كانت سلمية وذات مطالب مشروعة سيتم إيصالها للجهات الحكومية في ديالى».

74 % من الناخبين شاركوا في الاستفتاء وأربيل مددت الاقتراع ساعة كاملة
back to top