البارزاني يلقي «خطاب الاستقلال» ويضم مناطق النزاع

• أربيل تحدد مواعيد الاقتراع
• مجلس الأمن يرفض الاستفتاء وتركيا تحذر
• «البيشمركة» تشتبك مع «الحشد»

نشر في 22-09-2017
آخر تحديث 22-09-2017 | 21:30
القوات العراقية المشتركة داخل بلدة شرقات أمس (أ ف ب)
القوات العراقية المشتركة داخل بلدة شرقات أمس (أ ف ب)
بعد وضع لجنة الانتخابات اللمسات الأخيرة على استفتاء الاستقلال، وضمها للمناطق المتنازع عليها مع بغداد، ألقى رئيس إقليم كردستان خطاب الاستقلال عن العراق، في وقت اندلعت اشتباكات بين ميلشيا «الحشد الشعبي» وعناصر الحماية الكردية بمنطقة سنجار.
مع انتهاء الحملات الدعائية، نظمت سلطات إقليم كردسات، أمس، مهرجاناً جماهيرياً حضره عشرات الآلاف، وشارك فيه رئيس الإقليم مسعود البارزاني، بخطاب أعلن فيه «خروج الاستفتاء من يده»، وأنه أصبح «بيد الشعب»، مؤكداً أن «وقت المطالبة بوقفه نفد».

وطالب البارزاني، الذي أكد فك الارتباط مع بغداد، سكان الإقليم بالذهاب إلى الصناديق لتحديد مصيرهم وتقرير الاستقلال، مشدداً على أن الاستحقاق المقرر يوم الاثنين جاء لتأكيد الحق لا لفرض أمر واقع.

وطالب بغداد بالدخول في مفاوضات عقب إجرائه للاتفاق على تقاسم الثروة من الغاز والنفط والماء، وترسيم الحدود، واصفاً دولة العراق الحالية بـ«الطائفية»، داعيا جميع الأطراف إلى ترك شعب كردستان يقرر مصيره.

وشكر التحالف الدولي المحارب لـ«داعش»، وثمن تضحيات أبناء الإقليم في محاربة التنظيم المتشدد، لافتاً إلى أن قوات «البيشمركة» لن تسمح بأن يقع الإقليم بيد الأعداء، معتبراً أن أبناء الإقليم أمام مفترق طرق «إما اختيار الحرية والاستقلال أو العبودية».

مراكز الاقتراع

وقبيل خطاب البارزاني، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في أربيل موعد فتح وإغلاق مراكز الاقتراع أمام الأكراد الاثنين المقبل بجميع المناطق، بما فيها المتنازع عليها، داعية من لا يقل عمره عن 18 عاماً وله اسم في قاعدة بياناتها، للتصويت، مبينة أن الاعتماد على الجنسية العراقية سيكون الأساس في القبول بالمشاركة في الاستفتاء.

ووجهت المفوضية كتابا إلى دوائرها في محافظات ومناطق أربيل، والسليمانية وحلبجة وكركوك وديالى وخانقين وصلاح الدين ونينوى، تشير فيه إلى أن أبواب 1000 مركز للاقتراع ستفتح بعد غدٍ الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء، لإدلاء المواطنين بأصواتهم في نحو 12000 صندوق.

رفض واشتباكات

في غضون ذلك، أبدى مجلس الأمن، أمس الأول، معارضته للاستفتاء بكردستان العراق، محذراً من أن «الخطوة الأحادية» من شأنها أن تزعزع الاستقرار، مجدداً تمسكه بـ«سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه».

وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، أعرب مجلس الأمن عن «قلقه إزاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن الاستفتاء».

ولم تجد الدعوات من المجتمع الدولي لقيادة إقليم كردستان آذانا صاغية حتى الآن، فرئيس الإقليم مسعود بارزاني، الذي يستعد لإعلان إطلاق الاستفتاء في موعده، اعتبر في رسالة وجهها للشعب الكردي، أن أصواتهم ستصبح في 25 الجاري ناقوسَ إنذار يدق باب وجدان العالم، برغبة الأكراد في الاستقلال.

وفي وقت تتزايد المخاوف الدولية من اندلاع مزيد من التوترات في المنطقة المضطربة، أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى، أمس، بأن عددا من الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح، جراء اشتباكات اندلعت بين قوة تابعة لـ»الحشد الشعبي» وقوات حماية سنجار الكردية (البيشمركة)، التي تصدت لتحرك عناصر الحشد العربية في القضاء الواقع غرب مدينة الموصل.

معصوم والعبادي

في المقابل، بحث الرئيس فؤاد معصوم مع السفير الفرنسي بورنو أوبيير الموضوع، مؤكدا ضرورة الاحتكام للدستور ومواصلة الحوار.

وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، خلال استقباله معصوم بمكتبه، أمس الأول، أن الحكومة تصر على رفض الاستفتاء «المخالف للدستور»، لكنه لفت إلى أن باب الحوار «مفتوح».

كركوك والمالكي

في غضون ذلك، رد محافظ كركوك المُقال نجم الدين كريم، على نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مؤكدا أنه «لا يوجد شيء في الدستور يمنع إجراء استفتاء للشعب كي يعبر عن رأيه في المستقبل الذي يريده، خصوصا بعد تعرض الأكراد لحملات تطهير عرقي، واستخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم، إضافة إلى التمييز الذي استمر سنوات».

وقال كريم: «أعتقد أن الوقت مناسب للمضي قدما في الاستفتاء، وبعدها الانخراط في نقاشات جدية مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بالانفصال السلمي والتوصل إلى اتفاق حول عدد من المسائل العالقة».

وأردف: «الكرد كانوا في الصفوف الأمامية في قتال تنظيم داعش، سواء في سورية أو العراق، وقوات البيشمركة كانت أول من وقف في وجه عنف التنظيم، في الوقت الذي تركت فرق وقطاعات عسكرية عراقية العديد من المدن العراقية، مثل: الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة والحويجة، وهربت بعهد المالكي».

تحذير تركي

في هذه الأثناء، جدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مطالبته لأربيل بتأجيل الاستفتاء، محذرا من أن «الاستفتاء مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا، ولن تتردد في استخدام حقوقها المنبثقة عن الاتفاقيات الدولية والثنائية في هذا الإطار».

ولوَّح يلدريم بإمكانية تدخل الجيش خارج الحدود، في حال تهديد الأمن القومي، قائلاً: «أي تحرك سيؤدي إلى تغيير الوضع في سورية والعراق، هو نتيجة غير مقبولة لتركيا، وسنفعل ما يلزم».

في السياق، قالت رئاسة الأركان التركية إن المقاتلات الحربية نفذت مساء أمس الأول غارات جوية على معاقل منظمة حزب العمال الكردستاني التركية الانفصالية شمال العراق أسفرت عن «تدمير مواضع للسلاح ومخابئ للإرهابيين ومخازن أسلحة وذخائر تابعة للمنظمة».

وطالبت إيران وتركيا، بصفة خاصة، إقليم كردستان بعدم المضي قدما في الاستفتاء، حيث تخشى الدولتان من أنه قد يشجع الأقليات الكردية بهما على السعي لاتخاذ نفس الخطوة.

مركز الشرقاط

إلى ذلك، اقتحمت القوات العراقية المشتركة، أمس، مركز قضاء الشرقاط - شمال بغداد، حيث كان يتمركز عناصر من تنظيم داعش، في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على القضاء، وهو واحد من آخر معقلين للجهاديين في البلاد.

وتقع الشرقاط على بُعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال غرب الحويجة، التي تمثل آخر معقل التنظيم المتشدد في شمال البلاد.

كريم يذكر المالكي بهروب قواته والعبادي يبقي باب الحـوار مفتوحـاً
back to top