الكويت تضاعف جهودها لتوفير استجابة نوعية ومؤثرة للأزمات الإنسانية حول العالم

نشر في 16-09-2017 | 13:12
آخر تحديث 16-09-2017 | 13:12
جانب من توزيع جمعية الهلال الأحمر الكويتي مساعدات إغاثية على لاجئي (الروهينغيا) في مخيماتهم ببنغلاديش
جانب من توزيع جمعية الهلال الأحمر الكويتي مساعدات إغاثية على لاجئي (الروهينغيا) في مخيماتهم ببنغلاديش
ما بين كوارث طبيعية وأزمات إنسانية بنتائج مفجعة تفاقمت حدتها أخيراً عملت دولة الكويت على مضاعفة جهودها وشحذ جميع هيئاتها في مسعى لتوفير استجابة نوعية ومؤثرة لتلك المشكلات حول العالم.

وواصلت دولة الكويت السير على نهجها الثابت في سياستها الخارجية التي تركز بشكل أساسي على تقديم المساعدات الإنسانية لجميع البلدان المحتاجة بعيداً عن المحددات الجغرافية والدينية والاثنية لتقدم يد العون للتخفيف عن المحتاجين والمعوزين ومساعدة الدول العربية والصديقة على دعم جهودها في تحقيق التنمية.

ميانمار

وبينما يتزايد الوضع الإنساني تدهوراً في ولاية راخين غربي ميانمار كانت دولة الكويت في طليعة جهود الاستجابة الدولية لأزمة «الروهينغيا» التي شهدت مقتل المئات وأحالت حياة ملايين غيرهم إلى حالة من الفوضى جراء حملة عسكرية للجيش وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها غير متناسبة.

ودعا مجلس الوزراء الكويتي إلى توجيه الجهود الدولية للحفاظ على سلامة مسلمي «الروهينغيا» وإنهاء الواقع المأساوي الأليم والمعاناة الإنسانية المريرة التي يعيشونها مؤكداً في بيان وقوف دولة الكويت ومؤازرتها لمسلمي ميانمار في محنتهم الإنسانية التي يتعرضون لها.

وعلى الصعيد نفسه أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي حملة لجمع التبرعات لإغاثة «الروهينغيا» في ميانمار الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن الحملة تأتي انطلاقاً من اهتمام الكويت تجاه الشعوب الضعيفة التي تحتاج إلى دعم إنساني سريع لإغاثتهم.

وأضاف أن الجمعية تحرص على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى من هم في أشد الحاجة لها في مختلف أنحاء العالم دون تمييز أو تحيز لجنس أو عرق أو معتقد وإسهاما منها في إغاثة الروهينغيا الفارين حيث تشكل مجموعات النساء والأطفال الغالبية العظمى منهم.

كما وزعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع هيئة الإغاثة للحقوق والحريات (iHH) مساعدات إغاثية على لاجئي «الروهينغيا» في مخيماتهم في بنغلاديش.

وقال الساير لـ «كونا» إن الهلال الأحمر الكويتي واستجابة للحالة الإنسانية ولما يعانيه لاجئو «الروهينغيا» لاسيما من الأطفال والنساء وكبار السن في بنغلاديش من أوضاع مأساوية قاسية فقد سارع إلى التعاون مع المنظمات الإنسانية لاسيما هيئة الإغاثة للحقوق والحريات لتوزيع المساعدات الإغاثية عليهم.

وأضاف أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي تسعى خلال الأيام المقبلة إلى توزيع المساعدات على اللاجئين في المخيمات ببنغلاديش من خلال فريق ميداني تابع للجمعية.

وأوضح أن الجمعية وهيئة الإغاثة للحقوق والحريات أدركتا أهمية توفير المواد الإغاثية بشكل عاجل، مشيداً بدور الأخيرة في البدء بالمشروع الإنساني الحيوي لهؤلاء اللاجئين.

وأكد أن الجمعية تسعى إلى تحقيق أهدافها وتقديم المساعدات للاجئين بشكل عاجل والاهتمام بشكل خاص بالقطاع الإغاثي إضافة إلى الاهتمام برعاية الطفل مشيراً إلى أهمية هذه القطاعات في حياة الإنسان.

وبين أن الجمعية تعد مثالاً حياً ينبع من الإحساس بالمسؤولية تجاه من حولها وتجاه محيطها الإنساني حيث يمثل العمل الإنساني هدفاً رئيسياً لجمعية الهلال الأحمر الكويتي.

وأشار إلى أن جهود الإغاثة المقدمة للاجئين والنازحين من ميانمار تأتي تجسيداً لدور الهلال الأحمر الكويتي الإنساني وسعياً من الجمعية لأن يكون المستفيدون من خدماتها الإنسانية هم أكثر الناس حاجة لها.

بورما تستحق العطاء

وبدورها، أطلقت لجنة الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية حملة «بورما تستحق العطاء» لتقديم إغاثة عاجلة للاجئين من «الروهينغيا» في بنغلاديش حيث تم توزيع 4000 طرد غذائي تكفي 16 ألف شخص تقريباً.

وقال رئيس مكتب شبه القارة الهندية باللجنة محمد القصار في اتصال هاتفي مع «كونا» إن خطة الاستجابة الطارئة تمثلت في توزيع طرود غذائية تكفي 16 ألف شخص وتتضمن أيضاً توفير مواد الإيواء والمساعدات الغذائية لحماية المتضررين والحفاظ على كرامتهم وخصوصيتهم وتوزيع مواد النظافة الشخصية للحد من انتقال الأمراض وتوفير المخيمات الطبية التي تساهم في علاج آلاف المرضى.

وأضاف القصار أن أحوال اللاجئين في بنغلادش مأساوية ويعيشون في مواقع عشوائية وعلى جوانب الطرقات في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية.

وأكد أن الكويت من خلال مؤسساتها الرسمية والأهلية لن تتوانى عن تقديم الدعم للتخفيف من معاناة اللاجئين من «الروهينغيا» الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة لتوفير حياة كريمة للاجئين منهم في بنغلاديش.

الموصل

ولم تتوقف مساعدات دولة الكويت عند ذلك الحد وانما امتدت إلى بقاع أخرى من العالم حيث وزعت الجمعية الطبية العراقية الموحدة للإغاثة والتنمية في اطار حملة «التراحم» الكويتية مساعدات انسانية للأسر العائدة إلى مدينة الموصل شمال العراق.

وقال رئيس الجمعية أحمد الهيتي لـ (كونا) أن المساعدات تضمنت توزيع 1500 حصة مكونة من مدفأة نفطية وبطانية على الأسر العائدة لمناطقهم في حي العامل بالجانب الأيمن لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

وبين أن المساعدات قدمت بتمويل من بيت الزكاة الكويتي وبتبرع من خالد عبدالعزيز البريكان وبإشراف خلية إدارة الأزمات المدنية في مكتب رئيس الوزراء العراقي وسفارة دولة الكويت في العراق.

وفي العراق أيضاً وزعت دولة الكويت 30 طناً من المواد الغذائية مقدمة من الجمعية الكويتية للإغاثة على نازحي قضاء تلعفر الموجودين في مدينة الموصل.

وقال مسؤول قسم المساعدات الإنسانية بمؤسسة البارزاني الخيرية اسماعيل عبدالعزيز لـ (كونا) أنه تم توزيع المواد الغذائية على النازحين بواقع 500 سلة غذائية على النازحين في منطقة الرشيدية بالجانب الأيسر من الموصل و500 سلة أخرى على النازحين في منطقة المنصور بالجانب الأيمن من المدينة.

ووصف النازحين بأنهم بحاجة ماسة إلى تلك المساعدات وأنهم قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى بر الأمان معرباً عن الشكر لدولة الكويت على مبادراتها الانسانية تجاه النازحين العراقيين والوقوف معهم.

من جانب آخر قامت دولة الكويت بالتعاون مع مؤسسة روناهي الخيرية بإيصال الدفعة الأولى من السبورات الدراسية والبالغ 600 سبورة من أصل 1500 إلى جامعة الموصل.

وفي تصريح مماثل لـ (كونا) قدم رئيس جامعة الموصل الدكتور أبي سعيد الديوه جي وافر الشكر والعرفان على المبادرة الانسانية الكريمة لدولة الكويت، لافتاً إلى أنها أول مبادرة تصلهم من دولة عربية بهذا الحجم من التبرع فيما وصف موقف دولة الكويت بـ «الطيب»، مشيراً إلى أن المساعدات الكويتية هي أول استجابة واقعة لمتطلبات الجامعة.

وأوضح أن العديد من مباني الكليات التابعة لجامعة الموصل دمرت بالكامل جراء العمليات العسكرية كذلك تم تدمير المكتبة المركزية ومطبعة الجامعة اللتين تعتبران الأكبر على مستوى العراق وكلية الطب البيطري وكلية طب الأسنان والصيدلة، لافتاً بأن نسبة الأضرار تجاوزت 60 بالمئة بجانب الخسارة العلمية المتراكمة.

وأعرب الديوه جي عن أمله في فتح باب العلاقات العلمية بين جامعات الكويت وجامعة الموصل التي توصف بأنها من أكبر جامعات العراق ومر على تأسيسها 50 سنة وتضم ما يزيد على 45 ألف طالب وطالبة.

مشاريع صحية

وبدوره، أعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إطلاق مشاريع صحية عاجلة في العراق ضمن منحة مئة مليون دولار الأخيرة التي خصصها الصندوق لإعادة إعمار العراق.

وقال ممثل صندوق التنمية نواف المحمد لـ (كونا) إن الصندوق خصص 15 مليون دولار من مبلغ المنحة الكلي لتنفيذ مشاريع صحية عاجلة في ثماني محافظات عراقية.

وأضاف المحمد أن المشاريع التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية ستركز على أعادة بناء المراكز الصحية المدمرة وتجهيزها بالمعدات والأدوات الطبية لاستقبال السكان النازحين.

وأوضح أن الحاجة الماسة لإعادة الاستقرار في تلك المناطق دفعت صندوق التنمية لإطلاق البرنامج العاجل بالاتفاق مع صندوق إعادة إعمار العراق.

وفي العراق، كذلك ثمن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتبني عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار العراق.

كما أشاد البارزاني خلال لقاء مع القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري بالمبادرات الانسانية لدولة الكويت تجاه النازحين العراقيين لاسيما تلك التي حملت شعار «الكويت بجانبكم» التي أدت وبشكل فاعل إلى تخفيف معاناة النازحين.

فلسطين

ومن جانبه، أشاد مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بيير كرينبول بالمساهمات «السخية» التي قدمتها دولة الكويت لدعم ميزانية برامج الوكالة.

وقال كرينبول في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 148 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة جيبوتي إن المساهمات التي قدمتها دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات مكنت الوكالة من المحافظة على استمرارية خدماتها خلال عامي 2015-2016.

وقال «نحن بحاجة الى تكرار هذه التجربة التي شهدت نجاحاً خلال العامين الماضيين»، داعياً الدول العربية إلى تدعيم الوكالة «بقوة» لكي تتمكن من المحافظة على دورها الحيوي والهام في خدمة 5.3 مليون لاجئ فلسطيني.

الأردن

وفي الأردن، أكد رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الكويتية المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق حرص دولة الكويت على دعم المشاريع الصحية في المملكة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به المعتوق لـ (كونا) على هامش حفل افتتاح المباني الجديدة لمركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعدد من الوزراء والمسؤولين الأردنيين وسفير الكويت لدى الأردن الدكتور حمد الدعيج.

وأضاف المعتوق أن الكويت مستمرة في دعم شتى البرامج الإغاثية والتعليمية والانتاجية والاجتماعية في المجتمعات المنكوبة والفقيرة حول العالم، مشيراً بهذا الصدد إلى أن «الهيئة الخيرية الإسلامية» كانت قد دشنت مجموعة من القرى بمرافقها المتكاملة في مخيمات اللاجئين بالأردن ترجمة للتوجيهات الكريمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بدعم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في المنطقة.

وعن افتتاح التوسعة الجديدة لمركز الحسين للسرطان، قال المعتوق إن المركز أحد أهم المراكز الطبية المتخصصة في تقديم العلاج والرعاية الشاملة لمرضى السرطان في الشرق الأوسط.

وأشاد بجهود القائمين على المركز في توفير أفضل علاج للسرطان وحرصهم على تطوير وتنمية طاقاته الاستيعابية في ظل الأعداد المتزايدة للمرضى الراغبين في العلاج.

وأثنى على الدور الذي تقوم به رئيسة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال في النهوض بالمركز وتنمية قدراته العلاجية وتطويره من خلال زياراتها المتكررة للجهات المعنية لدعوتهم للشراكة في دعم المركز وإبراز دوره الطبي في علاج المرضى.

وبهذه المناسبة دعا المعتوق أهل الخير إلى تقديم الدعم لمركز الحسين للسرطان بسبب ارتفاع معدلات حالات الإصابة بالسرطان والإقبال المتزايد عليه للعلاج والحاجة إلى تطوير بنيته التحتية باستمرار لمواجهة هذا المرض الخطير وتقديم الرعاية الصحية للضحايا الذين يستقبلهم المركز من فلسطين والعراق وسوريا واليمن والسودان «ممن انقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من الحصول على العلاج في أي مكان آخر».

وأكد حرص الكويت على نصرة الشعوب المنكوبة وحب أهلها لبذل والعطاء عبر المشاركة بالمال والجهد في المشاريع الإنسانية بمختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن أعلى منصة أممية وهي الأمم المتحدة شاهدة على ذلك بتتويجها سمو الأمير «قائداً للعمل الإنساني» وتسمية الكويت «مركزاً للعمل الانساني» عام 2014.

من جانبه، أشاد السفير الدعيج في تصريح لـ (كونا) بمشروع التوسعة الجديد والذي يضم مرافق حيوية ترفع من مستوى الخدمات المقدمة وفق احدث المعايير العلاجية والصحية لهذا المرض الذي يعاني منه كثيرون في الوطن العربي.

وبين أهمية دعم هذه الشريحة من المرضى وتوفير سبل العلاج اللازم لهم عبر أحدث الأساليب والأجهزة والتقنيات، لافتاً إلى أن الكويت من الدول الداعمة لبرامج المركز خصوصاً ما يتعلق باستقبال حالات مرضية للاجئين السوريين.

من جانبها، قالت الأميرة غيداء في كلمتها أمام الحفل إن المساحة الإجمالية للمركز بلغت بعد التوسعة نحو 109 آلاف متر مربع بعدد إدخالات سنوية يبلغ 14 ألف إدخال و13 غرفة للعمليات و352 سريراً وأكثر من 35 وحدة للعناية المتخصصة و250 ألف زيارة للعيادات الخارجية سنوياً.

وأضافت أن المركز يتمتع بأرقى ما توصل إليه العلم في عالم السرطان ويرحب بجميع المرضى من أنحاء الوطن العربي ممن حرموا من فرصة الشفاء أو ممن تدمرت البنية التحتية في بلدانهم.

وشارك في الحفل إلى جانب المعتوق والسفير الدعيج مستشار العلاقات الدولية في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الكويتية هديل السبتي.

مساهمة

يذكر أن الكويت ساهمت في العامين الماضيين بدعم أنشطة المركز عبر اتفاقيتي منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بقيمة مليوني دولار أمريكي تهدفان إلى استقبال اللاجئين السوريين المصابين بمرض السرطان في الأردن وتوفير الخدمات العلاجية لهم.

وخلال تلك الفترة أيضاً بادرت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بإنشاء صندوق خيري لدعم ومساعدة مرضى السرطان من اللاجئين السوريين بقيمة ربع مليون دولار أمريكي تبرعت به الجمعية إلى جانب بيت التمويل الكويتي والجمعية النسائية الثقافية الكويتية.

كما كان للجمعية الخيرية الإسلامية العالمية الكويتية تبرعات سخية على مدار سنوات خصصت لمختلف أنشطة وبرامج المركز.

ويعتبر مركز الحسين للسرطان الذي تأسس عام 2001 مؤسسة مستقلة غير ربحية ويعد صرحاً عربياً طبياً يتكفل بعلاج أكثر من 37 ألفاً من المرضى العرب الذين يبحثون عن أفضل علاج شامل لمرض السرطان وبمعدل سنوي 4000 حالة سرطان جديدة.

وستضاعف التوسعة الحالية للمركز الطاقة الاستيعابية للمرضى وستوفر مساحات محسنة ومتكاملة للعناية بالمرضى وتقديم أفضل الخدمات لهم باستخدام التقنيات الحديثة وأساليب العلاج البحثية المتطورة.

back to top