عبدالسلام مقبول يسرد «حكايته» في ملتقى أمسيات

تحدث عن تاريخه الفني ومواقفه مع الصحافة والمسرح والتلفزيون

نشر في 13-09-2017
آخر تحديث 13-09-2017 | 00:02
استضاف ملتقى "أمسيات" رسام الكاريكاتير الكبير عبدالسلام مقبول، حيث تحدث عن مسيرته في المجالات التي عمل فيها، ومنها الرسم الكاريكاتيري واللوحات التشكيلية وديكور المسرح على مدى أكثر من 40 عاماً.
في أمسية حملت عنوان "حكاية عبدالسلام مقبول" اقامها ملتقى "أمسيات" الثقافي في "ميوز لاونج" بمجمع سيمفوني بالسالمية، سرد مقبول، رسام الكاريكاتير الكبير، على مدى ساعة ونصف مسيرته الفنية والثقافية التي تجاوزت 40 عاما، كاشفاً عن الكثير من المواقف والمشاهد التي لا تغيب عن ذاكرته مع الصحف والاشخاص والمسرح.

ومقدماً لها، قال الفنان التشكيلي بدر بن غيث انه لن يتكلم كثيرا عن ضيف هذه الأمسية، لأن اعماله وتاريخه وابداعاته تتحدث عنه، فهو قيمة وقامة في مجاله، له بصماته التي لا تخفى على الانظار في الرسم الكاريكتيري ولوحات الفنون التشكيلية وديكورات بعض المسرحية الشهيرة، "ومن خلال هذه الأمسية نأمل ان يكشف ضيفنا عن تجاربه الحياتية، وما انضجته فيه السنون ليبلغ مدى العمق الحياتي، ما يمنح الاخرين فرصة النهل من تلك الينابيع التي احتوتها عشرات السنين".

وأضاف بن غيث انه يترك المجال لضيف الامسية الفنان الكبير عبدالسلام مقبول من اجل اضاءة ما حفلت به سيرته وما قدمته حياته من تجارب، فضلاً عما أبدعه من اعمال فنية مهمة سواء في الصحافة او المسرح او معارض الفنون التشكيلية.

من جهته، قال مقبول إن بدايته كانت في مجلة "مرآة الأمة" حيث كان يرسل لها بعض رسوماته الصغيرة وهو طالب في المرحلة الثانوية عام 1972، وذات يوم فوجئ باتصال يطلب منه الحضور الى مقر المجلة لمقابلة مدير تحريرها الذي عبر عن اعجابه بخطوطه وافكاره وطلب منه ان يكون عضوا في اسرة تحريرها بوضع رسوماته على صفحتين في كل عدد، ثم تمت ترقيته بعد ذلك الي سكرتير تحريرها في الفترة من 1974 الى 1979 ليكون اصغر سكرتير تحرير سناً في الصحافة الكويتية.

وأوضح مقبول ان "مرآة الأمة" كانت وجه خير عليه وفاتحة ابواب ترقية في المجال الصحافي، حيث تولى منصب مدير التحرير لأكثر من مطبوعة كويتية، ومنها مجلة صوت الخليج عام 1985 ومجلة دليل التلفزيون من عام 1988 حتى 1991 ومجلة السوق العقارية والتي توقفت عن الصدور عام 1996، بجانب عمله رساما كاريكاتيريا على الصفحة الاخيرة في صحف الوطن والسياسة والقبس و25 فبراير، ويعمل حاليا بجريدة الأنباء.

جدل

وأشار إلى أنه رسوماته الكاريكاتيرية اثناء عمله في جريدة القبس أثارت الكثير من الجدل، لان كل واحد كان يفسرها طبقا لرؤيته لدرجة ان وكيل وزارة الاعلام حينذاك المرحوم حمد يوسف الرومي طلب منه أن يرسل له "الرسمة" على فاكس خاص، فإذا لم يرد عليه تكون مجازة للنشر.

وبين مقبول انه كان يتمنى دراسة الفنون التشكيلية في مصر، وقام بطلب ذلك من الرومي الذي قال له "لن تسافر الى القاهرة، وسوف تدخل المعهد العالي للفنون المسرحية التي بها قسم يتلاءم مع رغبتك في دراسة الفنون التشكيلية، وهو قسم هندسة الديكور"، ليحصل على البكالوريوس وكان ترتيبه الاول على دفعته عام 1979، ثم حصل على ماجستير في فنون الاعلام، بامتياز مع مرتبة الشرف الاولى من جامعة كاليفورنيا عام 1983، وعمل خلال تواجده في بلاد العام سام وبالتحديد في مدينة سان دييغو في الفترة من 1981 الى 1983 رئيسا للتحرير في القسم العربي لمجلة عالم الشرق الاوسط الاسبوعية.

وذكر أنه عقب عودته من اميركا، ساهم في البرنامج التلفزيوني "ما يطلبه المشاهدون" عبر القناة الفضائية الكويتية والقناة الاولى في تلفزيون الكويت، حيث كان يرسم رسوماته الكاريكاتيرية على الهواء مباشرة كأسئلة المسابقة للمشاهدين عام 2000 و2001، كما ساهم برسوماته في كثير من البرامج التلفزيونية والمسلسلات والاوبريتات، ولم يقتصر نشاطه على رسم الكاريكاتير او اللوحات التشكيلية، حيث كتب في الصحف عمودا تحت عنوان "شيء من القلب" وألف بعض القصائد الغنائية.

وكشف عن الاعمال التي قام بها اثناء فترة الغزو، كالمنشورات السرية والتصوير التلفزيوني للممارسات العراقية ورسم البوسترات والاعمال الفنية التي تخدم الكويت وتدين الاحتلال كما ان بوستره الذي صممه عن معاناة الاسرى الكويتيين في السجون العراقية ايام حكم الطاغية والذي طبع بأكثر من 6 لغات وزع في معظم دول العالم، وكان له صدى كبير في القاء الضوء على هذه المأساة، بالاضافة الى اعماله الاخرى من لوحات، ومنها الحمام واللون الابيض، وخارطة الكويت التي تأخذ شكل النسر دلالة على القوة والتي كانت وراء حصوله على العديد من الجوائز العالمية والعربية والمحلية مع شهادات تقدير عن مجمل اعماله الابداعية التي تصدرت عدداً من اغلفة المجلات والكتب العالمية والعربية والمحلية، فضلاً عن رسوماته الكاريكاتيرية ولوحاته التشكيلية وتصميمه الشعارات والبوسترات وديكورات المسرحيات والتلفزيون والكتابات الصحافية.

وقال مقبول إنه، برغم حصوله على العديد من الجوائز، فإنه يفتخر كثيرا بتكريمه من قبل صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد عندما كان سموه رئيسا لمجلس الوزراء، وذلك لدى افتتاح مقبول معرضه الكاريكاتيري بحضور رئيس مجلس الامة آنذاك محمد الخرافي والوزراء عام 2004، وهي المرة الاولى في تاريخ الكويت ان يفتتح رئيس الحكومة معرضا فنيا وبحضوره الشخصي.

كما عبر عن سعادته بما حصل عليه من تكريم قادة الكويت وأمرائها الراحلين، ومنهم المغفور له الشيخ صباح السالم عام 1975، والشيخ جابر الاحمد رحمه الله عام 1980 عن احسن ديكور مسرحي بالجائزة الأولى للإبداع، وكان سموه كرمه ايضا عندما كان وليا للعهد عام 1972 عن اول معرض لفن الكاريكاتير يقام في الكويت، كما كرمه الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، عام 1978 لدوره البارز في الاسبوع الثقافي الكويتي بالمغرب.

back to top