«جيش إنقاذ روهينغا» يعلن وقفاً لإطلاق النار لمدة شهر

نشر في 10-09-2017 | 12:29
آخر تحديث 10-09-2017 | 12:29
No Image Caption
أمام حجم الكارثة الانسانية، أعلن متمردو «حركة اليقين» الروهينغا الأحد وقفاً لاطلاق النار من جانب واحد بعد أسبوعين من الهجمات التي شنوها على قوات الأمن البورمية في ولاية راخين ورد عليها الجيش بعملية قمع عسكرية واسعة.

وتفيد الأرقام الأخيرة التي نشرتها الأمم المتحدة أن 300 ألف شخص معظمهم من المسلمين الروهينغا لجأوا إلى بنغلادش هرباً من الاضطرابات.

ويبدو أن آلاف الأشخاص فروا أو نزحوا داخل البلاد ويختبئون في الغابات أو على تلال بلا مياه أو غذاء.

وقالت الحركة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم «جيش إنقاذ روهينغا أراكان» (أرسا) في بيان على تويتر أنها «تعلن وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية الهجومية»، وأشارت المجموعة المعروفة محلياً باسم «حركة اليقين» إلى أنها تريد بذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

ومنذ بداية العنف، طوقت القوات البورمية المنطقة ومنعت دخول الصحافيين والمنظمات الدولية التي تخشى حدوث كارثة انسانية، إليها.

وفي مخيم إقليم على عجل بالقرب من شالامبور ببنغلادش، يشكك اللاجئون الروهينغا في امكانية أن يسمح وقف اطلاق النار بعودتهم إلى قراهم.

وقال حافظ أحمد (60 عاماً) لوكالة فرانس برس أن الجنود البورميين «يقولون لنا ارحلوا أو نقوم بإحراقكم جميعاً»، كيف يمكننا الاعتقاد أن وقفاً لاطلاق النار سيكون له أي تأثير؟.

وبالنسبة لكثيرين لم يتبق شىء.

وقال هاشم وهو مزارع من الروهينغا «لم أعد أملك شيئاً هناك، لا منزلاً ولا قرية، كل شيء دمر».

وعرضت بورما للمرة الأولى السبت اقامة مخيمات للروهينغا المسلمين النازحين.

وفر حوالي 27 ألف بوذي وهندوسي من قراهم ولجأوا إلى أديرة ومدارس في جنوب المنطقة.

وبدأت دوامة العنف في 25 أغسطس عندما شنت الجماعة المتمردة سلسلة من الهجمات على مراكز للشرطة في ولاية راخين، رد عليها الجيش بحملة عسكرية واسعة النطاق تعرض خلالها المدنيون الروهينغا لفظاعات على أيدي العسكر وميليشيات أثنية مناوئة للأقلية المسلمة.

وحملت الحركة التي كانت قد تبنت هجمات في أكتوبر، السلاح للدفاع عن حقوق أقلية الروهينغا المسلمة، وقال الجيش البورمي أن نحو 400 منهم قتلوا خلال المعارك.

وتعاني هذه الأقلية التي تضم نحو مليون شخص وتعد أكبر مجموعة بلا جنسية في العالم، منذ عقود للتمييز في بورما حيث أغلبية السكان من البوذيين.

عبر الصليب الأحمر في بنغلادش عن ارتياحه لوعد وقف إطلاق النار، موضحاً أن منظمات العمل الإنساني تواجه «أزمة هائلة».

وقالت ميسادة سعيد من اللجنة الدولية للصليب في بنغلادش لفرانس برس «كيف تريدون منا إدارة تدفق هذا العدد من الأشخاص؟ أنه بحاجة إلى مأوى إلى مكان آمن».

يعتقد أن عشرات الآلاف ممن لا يزالون في ولاية راخين هم في طريقهم إلى الفرار هرباً من حرق القرى وحملات الجيش وممارسات عصابات أثنية، يتهمها لاجئو الروهينغا بمهاجمة المدنيين ومحاصرتهم في الهضاب بدون طعام وماء ومأوى ورعاية طبية.

ويصل معظمهم إلى بنغلادش مشياً على الأقدام بعد أيام من السير تحت الأمطار، أو في مراكب، ويتقاسم البلدان حدوداً طولها 278 كيلومتراً يشكل ربعها نهر ناف.

وتقول المنظمات غير الحكومية أنه بعد رحلة طويلة بلا طعام، يأتي القادمون الجدد مرضى وجائعين وضعفاء جداً، ويكون بعضهم مصابين بالرصاص أيضاً.

وكانت معلومات تحدثت عن إصابة عدد من هؤلاء اللاجئين في انفجار ألغام زرعت على الجانب البورمي من الحدود. وقال قائد حرس الحدود في بنغلادش الكولونيل منظر الحسن خان لفرانس برس الأحد أن ثلاثة من القرويين الروهينغا قتلوا على بعد حوالي مئة متر من الحدود في انفجار لغم على ما يبدو مساء السبت.

وأضاف خان أن حرس الحدود رأى شخصاً نجا من الانفجار لكنه مصاب بجروح في جسمه ووجهه.

وفي نهاية الطريق، يجد هؤلاء اللاجئون مخيمات مكتظة غير قادرة على استيعابهم.

في المجموع، تفيد تقديرات أنه بين أعمال العنف التي وقعت في أكتوبر ودفعت 87 ألف شخص إلى الهرب والاضطرابات الحالية، فإن ثلث روهينغا بورما أصبحوا في بنغلادش.

وقال يانغي لي المقررة الخاصة للأمم المتحدة لبورما «أعتقد إنها ستكون واحدة من أسوأ الكوارث في العالم وبورما في السنوات الأخيرة»، وعبرت عن استيائها لتعذر دخول هذه المنطقة الواقعة في غرب بورما حيث يمكن أن يكون نحو ألف شخص قتلوا.

ودعت اونغ سان سو تشي التي تقود الحكومة فعلياً إلى أن «تظهر للعالم لماذا كافحت من أجل بورما حرة وديموقراطية» وإلى «التحرك» في هذه الأزمة.

وتتعرض حائزة جائزة نوبل للسلام في 1991 لضغوط من الأسرة الدولية التي تنتقد صمتها بشأن مصير الروهينغا.

back to top