تزامناً مع ذكرى التكريم الأممي لسمو الأمير.. أسبوع حافل للمساعدات الانسانية الكويتية

نشر في 09-09-2017 | 12:43
آخر تحديث 09-09-2017 | 12:43
No Image Caption
رغم أنه لا يمر أسبوع إلا ويشهد على جهود أيادي الكويت البيضاء في العمل الإنساني إلا أن الأسبوع الذي انتهى يوم أمس الجمعة كان متميزاً حيث سادته أجواء قرب الاحتفال بذكرى عزيزة على دولة الكويت تعكس بأحلى صورة القيمة الكبيرة للمساعدات الكويتية الإنسانية.

فاليوم السبت يصادف الذكرى الثالثة لتسمية الأمم المتحدة لدولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني ومنح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب قائد للعمل الإنساني وقد ذكرنا كل يوم من أيام الأسبوع بمدى أحقية الكويت وسمو الأمير بهذين اللقبين ولك من خلال نشاطات عديدة كالعادة أوصلت بها الكويت المساعدات والإغاثات إلى كل محتاج أينما كان.

الروهينغا

ونبدأ من الكويت التي تأهبت لمواجهة الأزمة الأبرز التي يتحدث عنها العالم بأسره هذه الأيام وهي أزمة أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار حيث أعلن وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية ووزير الدولة للشؤون البلدية الكويتي محمد الجبري أمس الجمعة تخصيص 1.5 مليون دولار مساعدات عاجلة لإغاثة مواطني أقلية الروهينغا.

وقال الوزير الجبري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن تلك المساعدات تهدف إلى العمل على تخفيف معاناة المسلمين في ميانمار ومساعدتهم على مواجهة الظروف القاسية التي يمرون بها، موضحاً أن الامانة العامة للأوقاف قدمت مليون دولار فيما قدم بيت الزكاة الكويتي نصف مليون دولار لتسيير قوافل متتابعة بالتعاون مع الهيئات المعتمدة من وزارة الخارجية الكويتية لتقديم مساعدات عبارة عن طرود غذائية وملابس وخيم للاجئين على حدود ميانمار مع بنغلادش.

ودعا الوزير الجبري المحسنين من أهل دولة الكويت والمقيمين على أرضها الطيبة إلى التبرع لإغاثة إخوانهم المسلمين في ماينمار كما هي عادة أهل الكويت في تقديم يد العون لكل محتاج.

وقبل يومين من ذلك أي يوم الأربعاء الماضي أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تنظيم حملة تبرعات يوم الاثنين المقبل بمقر الجمعية لصالح لاجئي الروهينغا في بنغلاديش الذين يعانون أوضاع مأساوية.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير في تصريح لـ (كونا) أن تنظيم الحملة يأتي تضامناً مع الظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون من الروهينغا في بنغلاديش، مشيراً إلى أن الجمعية حشدت طاقاتها البشرية وكوادرها التطوعية لتعزيز الحملة وإنجاح فعالياتها.

وأضاف أن حملة التبرعات التي تنطلق يوم الاثنين المقبل وتستمر أربعة أيام ستكون على فترتين من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الواحدة ظهراً وفي الفترة المسائية من الساعة الخامسة إلى التاسعة مساءً.

لبنان

وفي موضوع إنساني آخر شهدت فترة الاحتفال بحلول عيد الأضحى المبارك مناسبة للكويت كي تقدم ما يضفي الفرحة على وجوه كل الناس فانطلقت نحو العالم بأنشطة عديدة.

ففي لبنان، أعلنت هيئة الاغاثة في دار الفتوى اللبنانية في الثاني من الشهر الجاري عن البدء بتوزيع الأضاحي على النازحين السوريين بتمويل من بيت الزكاة الكويتي ضمن مشروع «الأضاحي لعام 2017».

وقال رئيس عمدة الهيئة رياض عيتاني في تصريح لـ (كونا) أن التوزيع بدأ في العاصمة بيروت وشمل 1360 عائلة نازحة على أن يستكمل الأحد في المناطق الأخرى، لافتاً إلى أن التوزيع سيشمل مناطق عرسال وبعلبك شمالي شرقي البلاد وعكار وطرابلس شمالاً وراشيا شرقاً ليبلغ اجمالي عدد المستفدين من المشروع 5040 عائلة.

وأشار عيتاني إلى أن دولة الكويت دأبت منذ سنوات على مشاركة الاخوة السوريين النازحين بالعيد المبارك في محاولة منها للمساهمة برفع بعض العناء عنهم، موضحاً أن المساعدات لا تقتصر على أضاحي العيد إنما تتنوع وتعم مختلف المناطق اللبنانية.

بدورها، وفي لبنان أيضاً وزعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي الأضاحي على مئات الأسر السورية النازحة جرياً على عادتها السنوية بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وقال رئيس وفد الجمعية إلى لبنان قاسم البلوشي على هامش التوزيع الذي جرى يوم الأحد الماضي إن التوزيع شمل مناطق عكار شمالاً بواقع 265 أضحية والمخيمات في البقاع شرقاً في منطقتي زحلة 250 أضحية وقب الياس 250 أضحية.

وأضاف البلوشي أن توزيع أضاحي العيد يمثل تأكيداً لحرص دولة الكويت على الوقوف إلى جانب الحاجات الإنسانية للأسر الضعيفة التي تجهد لتأمين قوت يومها.

إعادة البسمة

ونبقى في لبنان وبموضوع مختلف أعادت الكويت البسمة لثلاثة أشقاء سوريين يعانون فقدان السمع وصعوبته بإجراء عملية زرع طبلة الأذن وتركيب قوقعة لهم في أحد المراكز المتخصصة بعد تكفل الهلال الأحمر الكويتي بعلاجهم.

فبعدما لجأت العائلة السورية المكونة من سبعة أفراد إلى لبنان عام 2013 هرباً من النزاع الدائر في سوريا عمل رب العائلة عبدالحميد في الزراعة من أجل تأمين قوت أبنائه ليكتشف مع الوقت مشكلة السمع لدى ثلاثة منهم.

ولم يتردد عبدالحميد في اللجوء إلى فرق المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال زيارة دورية على مخيمات النازحين لشرح معاناة أبنائه الثلاثة وهم محمد (11 سنة) وعصام (8 سنوات) وحنين (13 سنة) وطلب المساعدة منهم.

وسرعان ما استجاب العاملون في المفوضية الأممية لطلب عبدالحميد وتواصلوا على الفور مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي لم تتوان في تقديم المساعدة الإنسانية لأسرة عبدالحميد تماشياً مع مبادئها في دعم الأشقاء وترجمة حقيقية لرسالة الكويت الإنسانية السامية باعتبارها مركزاً للعمل الإنساني وتحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «قائد العمل الإنساني».

وبالفعل تكفل الهلال الأحمر الكويتي بإجراء العمليات اللازمة للأشقاء الثلاثة في أحد المراكز المتخصصة بأجهزة السمع وسط فرحة عارمة ارتسمت على وجوه أفراد العائلة.

وقال آلان الغفري من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن المفوضية تتعامل مع الحالات الطارئة والحرجة بينما تندرج حالة الأطفال الأشقاء الثلاثة في إطار الحالات الإنسانية غير الحرجة وهو ما تطلب تواصلاً مع الكويت.

من جانبها، قالت مديرة البرنامج الصحي في «مؤسسة مخزومي» دانا سنو التي أشرفت على علاج الأطفال الثلاثة لـ (كونا) إنه عقب اكتشاف معاناة الأشقاء الثلاثة في موضوع السمع تواصلت مفوضية اللاجئين مع الهلال الأحمر الكويتي الذي تكفل مشكوراً بتحمل تكاليف العمليات.

من ناحيته، أعرب والد الأطفال الثلاثة عن جزيل الشكر والتقدير للكويت قيادة وحكومة وشعباً لتكفلها بعلاج أبنائه.

وقال إن محمد وعصام فاقدان للسمع كلياً ويحتاجان عملية زرع طبلة الأذن فيما تحتاج حنين آلة خاصة بالسمع مشيراً إلى حاجة محمد وعصام لوضع جهاز خارجي للأذن بعد العملية.

وأبدى الوالد سعادته الغامرة بتلقي أولاده العلاج موضحاً أنه ستتم متابعة حالة أبنائه بعد العملية عبر دورة نطق ومدرسة تأهيلية.

أما الأشقاء فقد عادوا إلى كنف العائلة لبدء مرحلة جديدة من حياتهم مع دورة نطق والالتحاق بمدرسة تأهيلية ليستعيدوا حياتهم الطبيعية أسوة بأشقائهم الآخرين وأقرانهم الأطفال.

بدوره، قال رئيس بعثة الهلال الأحمر الكويتي في لبنان الدكتور مساعد العنزي لـ (كونا) إن بعض الحالات الإنسانية تشكل معاناة حقيقية لدى العائلة النازحة التي تجهد أصلاً لتوفير أبسط احتياجاتها خصوصاً أن كلفة إجراء العمليات والعلاجات فيها باهظة ولا يستطيع رب الأسرة تحملها من هنا تتدخل الجمعية في محاولة منها للمساهمة في رفع بعض الأعباء عن كاهل العائلة.

السودان

وننتقل إلى السودان حيث قامت جمعية الرحمة العالمية الكويتية يوم الاثنين الماضي بإكمال تنفيذ مشروع الأضاحي هذا العام في السودان عبر ذبح 100 رأس من البقر و245 رأس من الضان بتكلفة اجمالية بلغت 20 ألف دينار كويتي.

وقال الأمين العام لمنظمة الرعاية والإصلاح أزهري عبد القادر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الجمعية نفذت مشروع الأضاحي هذا العام مستهدفة 25 ألف شخص منتشرين في ولايات الخرطوم وكسلا (شرق السودان) ونهر النيل (شمال السودان) وسنار (جنوب السودان) خلال أيام الأضحية الثلاثة.

وأشار عبد القادر إلى أن المشروع تم تمويله من جمعية الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية بينما كان التنفيذ عبر مكتبها بالسودان (منظمة الرعاية والإصلاح) مجدداً شكره لأهل الخير بالكويت وعلى رأسهم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح.

في سياق آخر، أعلن مكتب جمعية الرحمة في السودان عن دعم غرفة طوارئ ولاية الخرطوم بعدد 500 مشمع واق و100 ناموسية مشبعة ضد البعوض في اطار حملة مجابهة آثار الخريف.

الأردن

وكان للأردن حصته في موسم العيد حيث أقامت جمعية النجاة الخيرية الكويتية مهرجانات ترفيهية لخمسة آلاف يتيم من أيتام اللاجئين السوريين في الأردن خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

وقال رئيس وفد الجمعية إلى الأردن خالد الشامري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجمعية أقامت ثلاثة مهرجانات ترفيهية للأيتام الذين تكفلهم في مختلف المحافظات والمناطق الأردنية.

وأضاف الشامري أن هذه المهرجانات تأتي ضمن مساعي الجمعية المتواصلة لرعاية الأيتام وتأهيلهم ليكونوا «إضافة صالحة» لجسد الأمة وطاقات فاعلة منتجة وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم.

وأشار إلى أن المهرجانات أقيمت في ثاني وثالث ورابع أيام العيد بالتعاون مع جمعية المحسنين الخيرية الأردنية تحت شعار «بالعيد.. فرحهم» وشملت برامج مميزة اشتملت على فقرات رياضية ومسابقات ثقافية وتوزيع جوائز عينية.

كل هذا الجهد لفت أنظار العالم وأدى إلى توالي الإشادات بالجهد الإنساني الكويتي من كافة الجهات الدولية ومنها الأمم المتحدة حيث أشادت مسؤولتان أمميتان أمس الجمعة بالسياسة الثابتة التي تنتهجها دولة الكويت تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والتي «ترتكز على مبدأ التضامن الإقليمي والدولي ومبادئ الصداقة والعمل الإنساني».

وفي بيان مشترك بمناسبة الذكرى الثالثة لتكريم الأمم المتحدة للكويت وسمو أمير البلاد ثمنت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت زينب بيجلون ونائبتها ديما الخطيب مساهمة الكويت الإنسانية والإنمائية إقليمياً وعالمياً وأكدتا أن الكويت وضعت نصب أعينها أيضاً هدفاً لتصبح مركزاً حيوياً إقليمياً وعالمياً في مجال التنمية الإنسانية على مستوى عال وذلك بفضل رؤية سمو أمير الكويت لعام 2035 «كويت جديدة 2035».

ولفت البيان إلى استضافة دولة الكويت منذ عام 2013 ثلاثة مؤتمرات دولية متتالية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا والتي خرجت بتعهد الدول المانحة بدفع نحو 7.5 مليار دولار لمساعدة ضحايا الأزمة السورية منها 1.5 مليار دولار من الكويت.

وذكر أن الكويت شاركت أيضاً في تنظيم مؤتمر لندن للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا خلال شهر فبراير 2016 وأيضاً مؤتمر الاتحاد الأوروبي حول دعم مستقبل سوريا والإقليم في العام الحالي.

back to top