الكويت عن أزمة قطر: الحل بالحوار والتهدئة لا بالتصعيد والقطيعة

● الوساطة نجحت في تجنب تفاقم الخلاف لتفهم الأشقاء خطورته
● «الدول الأربع» تتمسك بجهود الأمير وتطالب بتنفيذ مطالبها الـ 13 بلا شروط

نشر في 09-09-2017
آخر تحديث 09-09-2017 | 00:09
سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب - واشنطن أمس
سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب - واشنطن أمس
غداة قمة استثنائية جمعت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولاقت صدى عربياً ودولياً كبيراً رداً على تفنيد صاحب السمو بصراحته المعهودة لكل محاور الأزمة الخليجية غير المسبوقة، أوضحت الكويت أمس موقفها من بيان الدول الأربع المقاطعة لقطر، مطالبة بضرورة التهدئة والجلوس على طاولة الحوار بدلاً من التصعيد والقطيعة، لتسوية جميع الخلافات.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية متابعته باهتمام البيان المشترك الصادر عن السعودية والإمارات والبحرين ومصر حول الخلاف بين الأشقاء في المنطقة، موضحاً أن الوزارة تعرب عن تقديرها لما ورد فيه، وما عكسه من حرص الأشقاء على وضع حد لذلك الخلاف، وما عبروا عنه من تقدير لجهود الكويت.

وتمسك المصدر بموقف الكويت منذ البداية والهادف إلى التهدئة بدلاً من التصعيد، والحوار البنّاء بدلاً من القطيعة، مشيراً إلى أن ما حققته الكويت من نجاح في التهدئة وعدم التصعيد بكل ما ينطوي عليه من مخاطر جاء نتيجة لتفهم الأشقاء لخطورة استمرار ذلك الخلاف وانعكاساته المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى مستقبل مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ولتأكيد استمرار حرصهم على اللجوء إلى الحوار.

واختتم المصدر تصريحه بأن الكويت ستواصل مساعيها الخيّرة لرأب الصدع يحدوها الأمل والتفاؤل بالوصول إلى نهاية سريعة لذلك الخلاف المؤسف.

وفي وقت سابق، أصدرت الدول الأربع المقاطعة لقطر، بياناً في وقت متأخر ليل الخميس- الجمعة، أكدت فيه أنها "تقدر وساطة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة، وجهوده المشكورة في إعادة السلطة القطرية إلى جادة الصواب، وما أعلنه عن استعداد قطر للاعتراف بالمطالب الثلاثة عشر والاستعداد للتفاوض حولها".

وأشار البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إلى أن الحوار حول تنفيذ قطر للمطالب الـ13 "يجب ألا تسبقه أي شروط"، مضيفاً: "كما تأسف الدول الأربع على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري، وتشدد على أن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب".

وأوضح أن هناك "دولاً أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شأنها الداخلي، مما جعلها تخشى من عواقب ذلك، خصوصاً مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات، واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف، وخطاب الكراهية".

واختتم البيان بأن "تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح سمو أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول".

وشددت الدول الأربع على تقديرها لموقف الرئيس دونالد ترامب "في تأكيده الحازم على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو ضرورة وقف دعم وتمويل الإرهاب، وعدم رغبته في حل الأزمة ما لم يتحقق ذلك"، بحسب البيان.

وفي الليلة ذاتها، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اتصالاً هاتفياً من الرئيس ترامب تناول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الخليجية في ظل مساعي الكويت لحلها عبر الطرق الدبلوماسية، وأطلعه فيه ترامب على نتائج مباحثاته مع أمير البلاد.

ورحب الشيخ تميم بتأكيد ترامب ضرورة حل الأزمة من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً موقف بلاده الثابت من حل الخلافات بالحوار البناء الذي لا يمس سيادة الدول.

ووصف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن الاتصال بأنه إيجابي، مشيراً إلى أن ترامب أكد حرصه على العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، ودعا إلى وضع حد للخلاف بين أعضاء المجلس والجلوس إلى طاولة الحوار في أسرع وقت ممكن.

وجدد بن عبدالرحمن موقف الدوحة بأن حل الأزمة يجب أن يمر عبر الحوار ووفقاً لمقتضيات القانون الدولي ودون المساس بسيادة الدول، وأن يكون مسبوقاً بإلغاء الإجراءات غير القانونية المفروضة على قطر.

وإذ أكد قبول قطر مناقشة أي قضية بشرط ألا يكون ذلك عبر إملاءات ولكن عبر اتفاقات ملزمة للجميع، عبّر الوزير القطري عن أسفه للمعلومات عن وجود نية سابقة لدى الدول الأربع باستهداف قطر عسكرياً.

ولاحقاً، شكر وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش جهود الكويت، وكتب مغرداً: "جهد مشكور للكويت وأميرها نحو معالجة أزمة قطر مع محيطها الخليجي الطبيعي"، مشدداً على تصريحات أمير البلاد "أياً كانت القراءة، أكدت مركزيتها" من الأزمة.

وعبر قرقاش عن قلقه من أن تقوض الدوحة جهود الكويت بتعدد مصادر القرار. واعتبر أن "الحكمة مطلوبة لخروج قطر من مأزقها، وأن إضاعة الفرص في غير صالحها"، منبهاً إلى أن الدول الأربع المقاطعة لقطر أكدت منذ اليوم الأول أن حل الأزمة دبلوماسي، وأن المطالب هي الركن الأساس لحلها.

back to top