المسلسلات المصرية... لماذا تفوّقت على السينما في المضمون والشكل؟

نشر في 06-09-2017
آخر تحديث 06-09-2017 | 00:04
مع كل موسم درامي في مصر يلاحظ الجمهور حجم التفوق في مجمل تفاصيل العمل الفني، تحديداً على مستويات الصورة والمونتاج والملابس والديكور وغيرها، مقارنة بالأفلام السينمائية التي يطغى عليها طابع الاستسهال والسطحية، لا على مستوى المضمون فحسب، بل على مستوى الشكل أيضاً. ما هي الأسباب التي أدّت إلى تفوّق الدراما على السينما، وما سر الاهتمام بتفاصيل المشهد في المسلسلات صوتاً وصورة وموسيقى وإلخ.
يرى المونتير وائل فرج أن السوق السينمائي في مصر لم يعد في حالة جيدة فيما الدراما في تطوّر مستمر، لا سيما أن ردود الفعل التي يتلقاها صانعو المسلسل أثناء تصويره تمكّنهم من تفادي الأخطاء وتشجعهم على الاهتمام أكثر بالتفاصيل، حتى أن البعض يعدِّل في النص والمشاهد في حالات معينة بناء على الآراء.

أما في السينما فالأمر يختلف كلياً، إذ يُنجز العمل قبل معرفة رأي الجمهور فيه، إلا بعد عرضه، فضلاً عن أن المنتج يسوِّق الفيلم باسم البطل، من ثم لا تهمّه جودته، على عكس الدراما التي يختلف فيها أبطال المسلسل وطاقم العمل في كل موسم عن الموسم السابق.

ويستشهد فرج بـ «هذا المساء» الذي أنتجه وشارك فيه ممثلاً، ويقول: «أُنشئت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صفحة لمحبي المسلسل، وحفّزت ردود الفعل الإيجابية من مشاهدين عاديين طاقم العمل على تقديم أفضل ما لديه، وهو الأمر الذي يفتقد في السينما».

ويرجع فرج الاهتمام بتفاصيل العمل الدرامي على عكس السينمائي إلى عامل الوقت، إذ إن الزمن المحدد لتصوير المسلسل يكون مضغوطاً جداً، ما يجعل الصانعين متحفزين لإنجازه بشكل أفضل، على عكس الفيلم الذي يأخذ وقتاً أطول لعدم تحديد توقيت للعرض، فتتبعه حالة من التكاسل أحياناً وعدم إتقان التفاصيل أحياناً أخرى.

ويشير فرج أيضاً إلى المنافسة بين الأعمال الدرامية التي تشبه «سباق الخيل»، حيث يتنافس نحو 40 عملاً في موسم واحد، ويتعلق هذا الأمر بالجودة وليس باسم النجم عل عكس الفيلم السينمائي.

وحول الفرق بين العملين الدرامي والسينمائي، يؤكِّد أن من الطبيعي أن يخرج أي مشروع بأفضل صورة له عندما يأخذ حقه في الوقت وليس تحت الضغط، «فنبذل قصارى جهدنا، على عكس العمل السينمائي الذي يتطلب وقتا أكبر وفرص الاهتمام بتفاصيله تكون أقل».

موسم الصيف

يوضح المنتج الفني مينا سمير أن دخول الموسم الدرامي الرمضاني إلى فصل الصيف قلّص عدد أفلام السينما التي اقتصرت على عيدي الفطر والأضحى، ما حفّز المنتجين على التوجه إلى الأعمال الدرامية بشكل أكبر.

ويضيف أن قرصنة أفلام السينما وعرضها على «بير السلم» أو «يوتيوب» جعلت المنتجين يهتمون أكثر بصناعة الفيديو، ما أدى إلى حدوث طفرة في صناعة الدراما، لأن أموال المنتج ستعود إليه بالربح على عكس الفيلم.

ويشبه سمير صناعة الدراما والسينما بمنتجين، الأول علامته التجارية أصلية والآخر تقليد، معتبراً أن سوق السينما «بدأ يموت» وأن إحياءه يبدأ عندما يعود الموسم الصيفي، وهو ما سيحدث في السنوات المقبلة بسبب اتجاه رمضان إلى أشهر الربيع.

رأي النقد

يقول الناقد وليد سيف: «تعتمد صناعتا السينما والدراما في مصر على الفنانين والفنيين أنفسهم، لذلك لا يمكن اتهام السينما بندرة الفنيين الكفء، لكن غياب التلفزيون المصري بمختلف قطاعاته عن الإنتاج منذ سنوات جعل منتجي الأفلام يتجهون إلى المسلسلات».

ويستطرد الناقد: «يقدِّم المنتجون للعمل الدرامي إمكانات وميزانيات أفضل على اعتبار أن هامش الربح من الإعلانات والتسويق للمحطات كبير مقارنة بسوق السينما الذي أصيب بالكساد على عكس السنوات الماضية».

ويتوقع الناقد أن يشهد السوق السينمائي تحسناً كبيراً في الميزانيات، خصوصاً بعد الإيرادات الجيدة التي حققتها أفلام الموسم الأخير والمواسم السابقة، بحسب قوله، مؤكداً أن «الأعمال الجيدة التي تحترم وجدان المتلقي، وترتقي في لغتها السينمائية هي التي تحقق إيرادات أفضل، ما سيحثّ المنتجين على الاهتمام بالتفاصيل وعناصر الصورة والإضاءة والموسيقى والملابس».

وائل فرج يوضح أن المنتج يسوِّق الفيلم باسم البطل لذا لا تهمّه جودته
back to top