دواء من لعاب السحالي يساعد مرضى الباركنسون

نشر في 05-09-2017
آخر تحديث 05-09-2017 | 00:03
No Image Caption
يحدّ دواء لمعالجة مرض السكري طوّرته شركة للتكنولوجيا الحيوية في سان دييغو في الولايات المتحدة الأميركية من لعاب سحالٍ سام من أعراض داء باركنسون، وفق دراسة جديدة.
اكتشفت دراسة شملت 62 مريضاً أُعطيت مجموعة منهم دواء وهمياً أن دواء «إكسيناتيد» يحقِّق فاعلية عالية إحصائياً في الحفاظ على السيطرة الحركية.

يحدّ الدواء فعلاً من تقدّم باركنسون، مع أن على الباحثين التثبّت من دقة النتائج بإجراء مزيد من البحوث.

بالنسبة إلى مرضى باركنسون، تمثِّل هذه التجربة أساساً أقوى لتوقّع علاجات أكثر فاعلية. نشر الدراسةَ في مجلة The Lancet باحثون بقيادة توماس فولتيني وديلان أثودا، من جامعة لندن.

صحيح أن الدراسة ليست كبيرة مع 62 مريضاً فقط، إلا أنها ضُبطت بإعطاء مجموعة منهم علاجاً وهمياً، فضلاً عن أن نتائجها جاءت مطابقة لدراسة سريرية سابقة نُشرت عام 2014.

براءة الاكتشاف

عثر د. جون إنغ، طبيب غدد صماء من مركز شؤون قدامى الحرب الطبي في برونكس بنيويورك على إكسيناتيد في لعاب وحش جيلا السام. تسبب هذه السحلية السامة، التي تعيش في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك، ألماً حاداً جداً عندما تعضّ.

سجّلت شركة Amylin للأدوية بسان دييغو براءة الاكتشاف عام 1996، وأدّت عمليات تطوير إضافية إلى ولادة دواء إكسيناتيد، الذي يُباع تحت الاسم Byetta.

حقّق الدواء نجاحاً كبيراً، ما دفع شركة Bristol-Myers Squibb إلى شراء Amylin عام 2012 بنحو 7 مليارات دولار لتعمل بعد ذلك على حلّها، فلم يعد لها وجود.

مقاومة الأنسولين

يحدّ إكسيناتيد (Byetta) من مقاومة الإنسولين لدى مرضى الداء السكري من النمط الثاني، ما يتيح ضبط السكر في الدم بفاعلية أكبر. ويشير بعض الأدلة إلى أن باركنسون يرتبط أيضاً باضطرابات في إشارات الإنسولين.

حقّقت الدراسة الجديدة تقدّماً أكبر، مقارنة بالدراسة السابقة، لأنها ضُبطت بإعطاء مجموعة من المرضى علاجاً وهمياً، حسبما جاء في مقال نُشر مع الدراسة في The Lancet. ولكن للدراسة حدود واضحة تحول دون اعتبارها حاسمة. أضاف المقال: «لا نعرف ما إذا كان إكسيناتيد يشكّل عاملاً جديداً يؤثر في الأعراض أو يملك تأثيرات تحمي الأعصاب وتستهدف أسباب باركنسون الكامنة. لكن دراسة أثودا وزملائه تفتح بالتأكيد أفقاً علاجياً جديداً لمداواة المرضى».

مهارات حركية

يشير د. كريستيان ويير، مدير Amylin السابق، إلى أن أبرز جزء في الدراسة يبقى قدرة إكسيناتيد المحتملة على تغيير مسار باركنسون. يُذكر أنه يرأس اليوم شركة ProSciento لتأمين الخدمات السريرية في منطقة تشولا فيستا.

في الدراسة الجديدة، قيست مهارات المرضى الحركية بعد 48 أسبوعاً من تلقيهم الحقن التي احتوت على إكسيناتيد أو علاج وهمي. حققت المجموعة التي عولجت بالدواء تقدّماً بأربع نقاط على مقياس اختبار من 132 نقطة، ما يُعتبر خطوة مهمة إحصائياً.

يحاكي إكسيناتيد عمل هرمون، ويتحلّى هذا النوع من الأدوية غالباً بخصائص تبدّل المرض، وفق ويير، الذي كان نائب رئيس قسم البحوث والتطوير في Amylin. يتابع موضحاً: «لا نعرف يقيناً أن لإكسيناتيد قدرة على تغيير المرض. لكن ما أثار اهتمامي أن المرحلة الأخيرة من الاختبار أُجريت بعد انقضاء مرحلة الحصول على الدواء. وهكذا، تكون قيمتَ ما إذا كان له تأثير حتى بعد التوقف عن أخذ العلاج».

أجرت Amylin بحثاً أولياً غير سريري على إكسيناتيد في حالة باركنسون، حسبما يذكر ويير. ويؤكد الباحث أن العثور على علاجات تغيير الداء في حالة أمراض مزمنة مثل السكري من النمط الثاني وباركنسون يشكّل «إنجازاً عظيماً».

يضيف: «هذه أمراض تدوم مدى الحياة. لذلك يُعتبر كل ما يمكنك القيام به لتأخير بداية المرض، أو تفاديه بالكامل، أو ربما إبطاء تقدّمه خلال فترة طويلة من الزمن أمراً بالغ الأهمية».

للإنسولين أدوار حيوية عدة في الجسم. لذلك لا عجب في أن يكون للتفاعل غير الطبيعي معه تأثير في داء باركنسون كما السكري، وفق ويير.

المجموعة التي عولجت بالدواء حققت تقدّماً بأربع نقاط على مقياس اختبار من 132 نقطة
back to top