زبدة الهرج: وفيت وكفيت سيد ‎

نشر في 02-09-2017
آخر تحديث 02-09-2017 | 00:15
 حمد الهزاع لفت انتباهي تصريح النائب وليد الطبطبائي لإحدى الصحف المحلية حول تعديل راتب النائب، والذي لم يخلُ من القفشات والإفيهات، وهذه هي طبيعة الدكتور وليد، مرح وصدره وسيع لأي انتقاد يوجه إليه، ودائماً تصاريحه تثير خلفها زوبعة تجعل ردود الأفعال تصاب بلوثة جنون البقر.

من حق النائب أن يطالب برفع سقف راتبه بوصفه إنساناً «زيه زينا» ولديه التزامات أسرية، وقد يكون عائلاً لأكثر من أسرة، وقد باتت متطلبات الحياة وتكاليفها باهظة في ظل ارتفاع المواد الاستهلاكية، خصوصاً أن دواوين النواب لا تخلو من المقبلات و«المشمر والمحمر» في وجبة العشاء الدسمة، وقد يعطي النائب «شرهة أو عانية» إلى المحتاجين من أبناء دائرته، كما أن بعض الأعضاء قبل أن يصبح نائب كان راتبه أعلى من الراتب الحالي، وليس وراء عضوية البرلمان غير وجع الراس، كل هذه الأمور كفيله بمطالبة النواب برفع رواتبهم، وهذا حقهم الذي لا ينازعهم فيه أحد.

تعالوا إلى الشق الآخر من تصريح السيد وليد حول تعديل الراتب، حيث ذكر أن النائب في ظل الراتب الحالي مهيأ لأن يكون «مشروع حرامي» يمكن استغلاله من الحكومة وأصحاب النفوذ...

هنا مربط الفرس «هذي الغمندة» د. وليد طيب، وعلى سجيته، ومقاتل شرس في الدفاع عن المال العام، فهو يريد أن يرفع سقف راتب النائب ليمنعه من السرقة... شيء جميل، ولكن كم يجب أن يكون الراتب لتستحي العين، وكيف يصبح النائب «مشروع حرامي» وتكون ذمته وسيعة وقد أقسم بالله أن يكون أميناً ويحافظ على مصالح الدولة، صحيح أن النفس إمارة بالسوء إلا من رحم ربي... لكننا نربأ بممثلي الشعب عن أن تكون أنفسهم شريرة والعياذ بالله.

ومادام الموضوع عن «الحرامية» أذكر أنه في يوم من الأيام وساعة من الزمان فإن أحد اللصوص المحترمين أدلى بمعلومة قيمة يقول فيها، بكل براءة، إن «الحرامي» يحب أن يتطهر من المال الذي أخذه من غير وجه حق، إلا أن الشيطان شاطر فيوسوس له أن «المال الذي لطشته وشفطته هو من عرق جبينك»، فيفرح الحرامي، ويحزن الشيطان، وبهذه الطريقة يرتاح ويتخلص من عذاب الضمير، فيمشي مرفوع الهامة معززاً مكرماً بين القوم.

ثم أما بعد...

حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.

عيدكم مبارك وعساكم من عواده... وكل عام وأنتم بخير.

back to top