هل أصبح الجدري عنيداً أم أن المضاد فاشل؟

نشر في 01-09-2017
آخر تحديث 01-09-2017 | 00:12
 د. روضة كريز المضادات التقليدية للفيروسات فشلت أمام مرض الجدري، وتركنا ننتظر تجلي الشفاء بعد انقضاء فترة احتضانه! فالجدري، أو الحصبة الألمانية أو المائية (مرض فيروسي) كما يسمونها، ينتشر بين الأطفال مع موسم المدارس، والتجمعات، حتى إن الوالدين والأصدقاء قد يصابون بالعدوى ممن لم يأخذ المصل اللازم في طفولته، وهو معروف باسم «الإرهابي الطبيعي»، لما يسببه من تعقيدات في الأعراض.

فسرعة تحوله تجعل المضادات الفيروسية التقليدية تفشل أمامه، في حين يتفاقم الفيروس نتيجة زيادة تخمر الأغذية في الأمعاء، ورداءة النظافة اليومية للطفل أثناء الأكل والاحتكاك، مما يجعل الوسط مناسبا لنشاطه، فيعطل كثيرا من عمليات الهضم وطرح السموم الغذائية أولا بأول، فيؤدي بالجسم إلى إيجاد طريقة للتخلص منها عن طريق فقاعات جلدية مملوءة بماء «مجرثم» تنتشر على الجسم، بدلا من إقحام الكبد والكلى في عملية القضاء على هذه الجراثيم.

غير أن كثيرا من أبحاث هذا العصر أثبتت القضاء على الجدري بالأمصال منذ البداية، ولم يعد هناك حالات وفاة بسببه، ولكن أعراضه أصبحت أشد قسوة، وفترة تحدي الفيروس وحربه مع جسم الطفل (أو المريض) ومناعته أصبحت أطول، فينتج عنها ارتفاع شديد في درجة الحرارة وآلام في الجسم واستفراغ، وطفح جلدي ساخن وفقاعات مجرثمة في كل أنحاء الجسم، وأحيانا داخل الفم، كما أن الحكة المصاحبة لذلك أثناء النوم تزيده انتشارا إذا لم يتم السيطرة عليه بمضادات الهيستامين، والمحاليل المنشفة للفقاعات.

إن سرعة احتضان الفيروس والعدوى تسبب قلقا في الأسرة والمجتمع، ومن ضمنهم المرأة الحامل، ولا يظهر على الشخص السليم إلا بعد 5 إلى 7 أيام من حمله، ولكن ما إن تظهر كل الفقاعات السمية للجدري حتى تنخفض درجة الحرارة ويختفي الألم نوعا ما وينتهي الإزعاج.

ويجب الانتباه من الحكة الزائدة، خصوصا حول العين، أو تعرض فقاعات الجدري لماء الاستحمام الغزير، لما تتركه من أثر أو حفر في الجلد عميقة نتيجة التهاباتها، وينصح بتطهير الأماكن المصابة طبيعيا كاستعمال كمادات خل التفاح المركز بأن يضاف ثلاث ملاعق خل إلى لتر ماء دافئ، ويضغط بالقطن المبلل بالخل على الفقاعات عدة مرات يوميا لتعقيم الجلد من السموم الناتجة عن الالتهابات والجراثيم الجافة، فذلك يسرع في تخفيف الألم وترميم البشرة دون آثار!

وفي حال الالتهابات القصوى يكفي تبريد الرأس وكمادات باردة على البطن لخفض الحرارة! ويفضل أن يبقى المريض هادئا في سريره تحت نور خافت بكل الأحوال، والتهوية الجيدة وحرارة الغرفة المعتدلة، ويبقى على التغذية السائلة من العصائر الطازجة والشوربات والماء، والتلبينة (هريسة الشعير) هي الأفضل، بالإضافة إلى حقنة شرجية من الأعشاب كالشاي الأخضر أو الليمون لتنظيف الأمعاء وتطهيرها، مما ينشط الكبد والكلى ويسرع عمليات طرح السموم كلها لسلامة المريض.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top