مصر/ «قطب الشمال» لن يؤثر على القناة

نشر في 29-08-2017
آخر تحديث 29-08-2017 | 21:10
No Image Caption
على الرغم من الاستثناء، الذي حققته ناقلة الغاز الروسية العملاقة "كريستوف دي مارجيري" بعبور "القطب الشمالي" الممتلئ بالكتل الجليدية، الأسبوع الماضي، متجنبةً العبور من المجرى الملاحي العالمي "قناة السويس"، فإن متخصصين أكدوا لـ"الجريدة" عدم تأثر القناة التي تديرها الحكومة المصرية بتلك الرحلة، لأن اجتيازها لا يعني نجاح تحويل القطب الشمالي إلى مجرى ملاحي تجاري، لوجود عقبات طبيعية تحول دون ذلك.

وقلل المستشار الاقتصادي للقناة عبدالتواب حجاج، من أهمية الحدث، قائلا لـ"الجريدة": "لن يؤثر على حركة الملاحة في القناة، لأن المرور من القطب الشمالي يحتاج إلى كاسحات جليد وهذه الإمكانيات غير متوفرة في أغلب السفن التجارية"، موضحاً أن توفير هذه الكاسحات في السفن كلفته المالية ضخمة، ولن تتمكن شركات بناء السفن من توفيرها، واختتم حديثه: "الأمر ليس مخيفاً".

وحذر استشاري التغييرات المناخية مستشار وزير البيئة الأسبق سيد صبري، من أن التغييرات المناخية تسببت في ذوبان ضخم لقطع الجليد في القطب الشمالي، مضيفاً أن: "استمرار المناخ على ذلك النحو يجعل القطب الشمالي ممراً مهيئاً لمرور السفن"، وهو ما عززه أستاذ الفيزياء البيئية العميد الأسبق لمعهد الدراسات العليا محمد الراعي، بقوله، إن "القطب الشمالي ربما يكون صالحاً للملاحة، خلال مدة زمنية تصل إلى نحو 10 سنوات، بسبب الوتيرة المتسارعة لذوبان الجليد".

في المقابل، قلل خبير النقل البحري واللوجستيات، مستشار وزارة النقل لشؤون القطاع البحري الأسبق أحمد سلطان من جدوى الخطوة الروسية، واصفاً إياها بـ"المحاولة" التي لن تكون لها تأثيرات جوهرية على الملاحة في القناة، معتبراً القطب الشمالي بحاجة إلى سنوات طويلة ليكون مهيئاً للمرور الآمن، وأشار إلى أن الممر المصري يتمتع بموقع استراتيجي، يجعله في قائمة الممرات المهمة عالمياً.

ويعول خبراء الملاحة الروس، على تلك السفن العملاقة للمرور من طريق "القطب الشمالي" الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادي، في اختصار المدة الزمنية لنقل البضائع، إلى 6 أيام فقط، إذ إن مثيلاتها، التي تمر عبر قناة السويس تحتاج إلى نحو 22 يوماً للعبور، حيث تسبب الاحتباس الحراري الذي شهده العالم، خلال القرن العشرين في ذوبان قطع جليدية كبيرة، فيما تعتبر الناقلة الروسية "كريستوف دي مارجيري"، أول ناقلة غاز وكاسحة جليد معاً، صممت خصيصاً لنقل الغاز الطبيعي المسال عبر المسار الشمالي.

back to top