جان ماري رياشي: موسيقانا العربية بحاجة إلى أصوات شابة أو تصبح عجوزاً

• برنامجه Out of The Blue يغرِّد خارج السرب

نشر في 28-08-2017
آخر تحديث 28-08-2017 | 00:03
بصمة الملحن والموزع الموسيقي اللبناني جان ماري رياشي استثنائية في عالم الموسيقى العربية، فهو يتميز بأسلوب معاصر لا يشبه غيره، يحرص من خلاله على إبداع أعمال متجددة بعيدة عن التكرار مؤسساً لنفسه خطاً خاصاً جعله أحد الفنانين الذين يغرّدون خارج السرب.
جان ماري رياشي الذي أبدع أعمالاً غنائية عدة لنجوم كثيرين في العالم العربي، يخطو اليوم خطوة فريدة من نوعها من خلال برنامج Out of the Blue الذي يقدِّم كل ما هو خارج عن المألوف بطريقة مبتكرة، كما يقول. للوقوف على تفاصيل هذه الخطوة كان لنا لقاء معه.
كيف انطلقت فكرة برنامج Out of The Blue؟

انطلقت فكرة البرنامج منذ سنة ونصف سنة، وقررنا إعداد برنامج مماثل لنعيد إلى الإنتاج القيمة التي فقدها. بمعنى آخر، أردنا تأكيد أن إنتاج الأغنية ليس بالأمر البسيط. سنعرِّف الناس إلى الفنانين الصاعدين، ونحثّ هؤلاء على تحدّي أنفسهم للقيام بأمر مختلف تماماً. عليه، برنامج Out of the Blue منبر لتحدّيات كثيرة.

ثمة استهتار واضح في إنتاج الأغنية في الشرق الأوسط، ولا يعرف الجمهور أي أمر عن كيفية سير عملية تنفيذ الأغنية: الكاتب، والملحن، والموزع، والأسباب التي أدت إلى ولادتها. يضع البرنامج هذه الأمور كافة في متناول الناس.

الخروج عن المألوف

إلى أي حدّ يشبهك البرنامج، خصوصاً أنك صاحب أسلوب متميز لا يشبه غيره؟

كون البرنامج من إنتاجي الخاص ولأنني صاحب الفكرة التي يحملها فحتماً سيشبهني إلى حدّ كبير.

ما هي توقعاتك تجاه النجاح الذي سيحققه البرنامج؟

لا شك في أن الأيام كفيلة بأن تحدد إن كان البرنامج سيحقِّق النجاح المطلوب أو العكس. يبقى أن أقوم بواجبي تجاهه على أكمل وجه، ثم سنتأكد من نسبة النجاح واستحسان الناس. ولكن أؤكد أنني سأحرص على تقديم أغانٍ جميلة وجديدة، ربما لن تحظى بإعجاب البعض، إلا أنها ستكون غير اعتيادية ولم يسبق أن سمع الناس مثلها!

لماذا وقع اختيارك على الفنانة المصرية لارا اسكندر لتكون نجمة الحلقة الأولى؟

أتعاون غالباً مع أشخاص تربطني بهم صداقة متينة، وتجمعنا علاقة طيبة أو مضت على تعاوننا فترة طويلة، علماً بأن البرنامج جمعني بعدد من الفنانين للمرّة الأولى من بينهم أيمن الأعتر وسعد لمجرد وغيرهما. يستقطب Out of the Blue فنانين يحبون الجنون ويبحثون عن تحدٍّ جديد، ولديهم القدرة على خوضه مهما كانت طبيعته! أتمنى على كل شخص يرغب في تقديم أمر غير اعتيادي التواصل معي.

لماذا اتخذت القرار بعرضه على شبكة الإنترنت وليس عبر قناة فضائية؟

لا يختلف اثنان على أهمّية القنوات الفضائية، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نغض النظر عن القيود التي تفرضها هذه المحطات كوضع شروط محددة في ما يخصّ الأسماء المشاركة ليكون البرنامج فعلاًOut of the Blue .

ولكن كونك صاحب الفكرة ومنتج البرنامج، ألا يعطيك هذا الأمر كامل الحق لفرض شروطك الخاصة؟

بالطبع، ولكن تبقى الميزة التي تملكها شبكة الإنترنت دون سواها إمكان مشاهدة أي محتوى في أي وقت تريد وأينما كنت على عكس التلفزيون، علماً بأن الأخير لم يفقد أهميته الكبيرة حتى اليوم. من ناحية أخرى، يتضمن Out of the Blue مفهوماً جديداً لم يشهد مثله التلفزيون في العالم العربي. من ثم، عرضه على الشاشة الصغيرة ربما تقابله صعوبة في استقطاب الناس على عكس الإنترنت، والدليل Top Chef الذي عُرض على الشبكة العنكبوتية على مدار عامين، وبعدما حقق نجاحاً كبيراً انتقل إلى التلفزيون.

نفهم من ذلك أن انتقالOut of The Blue إلى التلفزيون فكرة واردة.

لم لا؟ كل شيء وارد!

ولكن لا يمكن أن نصرف النظر عن فكرة أساسية وهي قدرة الإنترنت على استقطاب نسبة متابعين أكبر من التلفزيون!

أتوجه من خلال البرنامج إلى فئة الشباب التي من السهل جداً لفت انتباهها واستقطابها لمشاهدة أي محتوى عبر «الأونلاين»، خصوصاً أنها لم تعد تتسمر إزاء التلفزيون في ظلّ وجود مواقع التواصل الاجتماعي و»اليوتيوب». كل ما أسعى إليه في البرنامج تنفيذ أغنية شبابية عصرية وإنتاجها، ولا شكّ في أنني سأكون أكثر من سعيد إن تمكّنت من استقطاب شريحة أكبر من الناس!

تفاعل إيجابي

إلى أي حدّ يتفاعل الفنانون الذين تختارهم إيجابياً مع طبيعة البرنامج؟

الحلقات التي عُرضت والتي ستُبث لاحقاً كفيلة بأن تؤكد ذلك (ضاحكاً).

لارا اسكندر ترددت كثيراً قبل قبولها تسجيل الأغنية.

صحيح! يشكِّل الغناء بالعربية تحدياً كبيراً لها، فكيف إذا طُلب منها أداء أغنية روك آند رول بهذه اللغة؟! إنه أمر في غاية الصعوبة. النص الذي كتبه الشاعر أمير طعيمة للأغنية رائع وإيقاعي بامتياز، أما التوزيع فجاء ناجحاً مع الحرص على الحفاظ على جوّ الأغنية بالتزامن مع وضع بصمتنا الخاصة.

كان لمشاركة الفنان عاصي الحلاني وقعها الخاص في البرنامج. ماذا عن يارا هل ستكون لها مشاركة أيضاً كونك تتعاون معها منذ فترة طويلة؟

لا شك في أننا تواصلنا مع يارا ولكن، كما تعلم، ثمة فنانون يرتبطون بشركات إنتاج، من ثم باتت المسألة هنا قانونية بحتة وليست فنّية، لأن شركة الإنتاج سترفض حتماً أن ننتج أغنية لفنان أو فنانة يرتبطان بعقد معها من دون أن تستفيد هي أيضاً. من يريد أن يكون جزءاً من مفهوم Out of The Blue يجب أن يكون على أتمّ الاستعداد للقيام بأمر مختلف وخارج عن المألوف. البرنامج ليس منبراً لتسجيل أغنية إنما هو منبر لتقديم أغنية غير اعتيادية. نحن نتكفل بدفع نفقات الإنتاج من لحن وكلام وتوزيع وتسجيل وحتى الفيديو كليب. من ثم، لدينا كامل الحق للحفاظ على هوية هذا المنبر.

مواهب جديدة

تأخذ البرامج التي تُعرض على الإنترنت منحى تجارياً بحتاً غالباً. ماذا عن Out of the Blue؟

كل شيء في هذه الدنيا له أهداف تجارية، فحوارك معي له هدف تجاري غير مباشر. يصب تركيزنا راهناً على تحقيق النجاح قبل أي أمر آخر وقبل الأهداف التجارية، ولا شك في أن الصحافة تؤدي دوراً كبيراً في إيصال فكرة البرنامج بالطريقة المناسبة. عموماً، يهمنا تقديم عمل بمستوى عالٍ وأغانٍ بطريقة مبتكرة ومواكبة للعصر.

ما سرّ نجاح أسلوبك المتميز والعصري الذي لا يشبه غيره؟

أحرص على تقديم أعمال جديدة وغير مكررة. في Out of the Blue سيتمكّن الناس من مشاهدة كل ما يحصل في الاستوديو والتعرف إلى مرحلة كيفية تسجيل الأغنية من الألف إلى الياء، وهذا الأمر بحدّ ذاته مصدر إلهام لجيل الشباب، خصوصاً للموسيقيين والفنانين الجدد.

ما الذي يشجعك على دعم المواهب الشابة الجديدة؟

أساعد موهبة جديدة على شقّ طريقها بشكل صحيح إن توافرت لديها الإمكانات المطلوبة. كل صاحب موهبة يثابر في سبيل تحقيق ما يصبو إليه سينجح حتماً، ودوري يبقى في أن أساعده على تحقيق أهدافه بشكل أسرع. بتنا بحاجة ماسّة إلى أصوات جديدة وإلى فنانين نكتشف خلفياتهم وطباعهم ونساعدهم على تقديم أغانيهم بطريقة مختلفة عن تلك التي نشاهدها على خشبة المسرح.

ألبوم للأطفال

ماذا عن مشاريعك المقبلة وهل تحضّر لألبوم جديد خصوصاً بعد نجاح ألبوم «بالعكس 2»؟

أحضّر لألبوم جديد خاص بالأطفال سيحمل عنوان «بالعكس Kids» على أن أنتهي من تنفيذه إن شاء الله مع نهاية العام الجاري. راهناً، نحن في مرحلة التحضير لبرنامج The Voice الذي يأخذ الكثير من وقتي.

ماذا عن ألبوم الفنانة يارا؟

سلّمت أغاني الألبوم منذ فترة إلى مدير أعمالها طارق أبو جودة.

بالعودة إلى برنامج Out of the Blue، كم حلقة سيتضمّن؟

كل موسم سيتضمّن 12 أغنية، ونبدأ قريباً بتصوير الموسم الثاني. وتُعرض كل حلقة على موقع OLN وعلى «يوتيوب».

دم جديد

يؤكد جان ماري رياشي أن الوقت بات مناسباً لتغيير طريقتنا في التعاطي مع الموسيقى، ويقول في هذا السياق: «إن لم تشهد الساحة الفنية أصواتاً شابة جديدة تعطي الموسيقى دماً جديداً فستصبح موسيقانا بسبب ذلك «عجوزاً»، الأمر الذي يرخي بظلاله سلباً عليها. لا نريد للجيل الجديد أن يكره الموسيقى العربية، خصوصاً أن قسماً كبيراً منه لم يعد يستمع إلى الأغنية العربية لأنها باعتقاده لا تعبّر عنه. من ثم، أتمنى أن نتمكن يوماً ما من استعادة حب الجيل الجديد للأغنية والموسيقى العربية».

أحضّر ألبوماً جديداً للأطفال

أتوجه إلى فئة الشباب والجيل الجديد

الوقت مناسب لتغيير طريقتنا في التعاطي مع الموسيقى
back to top