زبدة الهرج: الأسعار نار

نشر في 26-08-2017
آخر تحديث 26-08-2017 | 00:09
 حمد الهزاع أرسل لي الأخ العزيز علي دشتي أبوفارس مقدم برنامج "مسيان" على قناة اليوم التي أغلقتها الحكومة بعد أن غضبت عليها مقطع فيديو عبر الواتساب، يتحدث فيه عن الجمعيات التعاونية وزيادة أسعار الفواكه والخضار، ويقول هل معقول صندوق كرز صغير ليس له طعم سعره خمسة دنانير، ويتساءل: ما دور مجلس إدارة الجمعيات في كبح جماح جنون الأسعار وارتفاعها؟

أنا أؤيد كلام "بوفارس" جملة وتفصيلا، ولقد تعبنا وهرمنا وبحّت أصواتنا، وجفت أقلامنا ونحن نتحدث ونكتب ونناشد أنه ليس من المعقول ما إن يطل علينا الصيف بلهيب حرارته حتى ترتفع معه أسعار الفواكه والخضار فتصبح نارا وشرارا، ويكاد أحدنا يمر على بعض الفواكه فيمعن النظر حتى يشبع ولا يستطيع أن يشتريها!

وأقول للأخ علي: هل شاهدت جمهوراً يشجع ملاكماً ضعيفاً في حلبة الملاكمة؟ بالطبع لا!! الملاكم الضعيف الشعب والملاكم القوي التاجر والجمهور معروف.

السفير السعودي صرح لإحدى الصحف الكويتية أن المملكة العربية السعودية لا علاقة لها بموضوع الأسعار أو شؤون الحجاج الكويتيين، وأن السفارة لا تأخذ رسوماً على الحجاج، نحن نعلم "لا فُض فاك" سعادة السفير أن المسؤول عن زيادة الأسعار المبالغ بها هم أصحاب الحملات أو من يديرها.

أنا من ناحيتي أعذرهم، وعليهم بالعافية الأموال التي يتقاضونها؛ لأن بعض الحجاج الذين أنعم الله عليهم يريدون أن يحجوا بدون تعب وعلى الطريقة "الجينيفية "وبمواصفات خاصة، ولأن بعض الحملات لديها جميع الحلول فلا ينقصها سوى الإعلان فقط عن درجات الحج من الأعلى إلى الأسفل، حج على الطريقة السويسرية، الباريسية، اللندنية، النمساوية، الإسطنبولية، طيب أين هم من الشُعث الغُبر؟! الحج استشعار طاعة وجهاد نفس وانكسارها وخضوعها لله سبحانه، ولا يمنع أن تكون الحملات مرتبة ومنظمة ونظيفة بالمعقول، وليس معقولا المساج، والبوفيه المفتوح مما لذ وطاب، والآيس كريم بكل أنواعه، وغيره من أمور الترفيه غير الضرورية، فهذا هو التبذير والإسراف الذي يبغضه الله سبحانه.

سؤالي إلى وزارة الأوقاف: ما دوركم للحد من ارتفاع أسعار الحملات، حيث يتمنى الكثير أن يؤدوا فريضة الحج ولكن لا يملكون المال الكافي ليدفعوه لتلك الحملات، وليتكم لو تفكرون بتأسيس شركة للحج أسوة بشركة الخدم.

ثم أما بعد:

بادرة طيبة من بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف يستحقان الشكر عليها والثناء بتقديم مبلغ 300 ألف دينار لمساعدة إخواننا البدون الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام، ونتمنى أن تكون هناك بوادر حكومية تجلي الظلام عن هذه الفئة المظلومة.

back to top