حجاج قطر إلى المناسك... والدوحة ترحب بالمكرمة السعودية

● بن سلمان يؤكد عمق العلاقات مع آل ثاني
● المنامة: التسهيلات غير مسبوقة... وقرقاش: مبادرة حليمة

نشر في 17-08-2017
آخر تحديث 17-08-2017 | 21:55
No Image Caption
غداة قرار استثنائي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تدفق الحجاج القطريون إلى السعودية، أمس، عبر منفذ سلوى البري، وسط ترقب لقدوم بقية القوافل عبر رحلات جوية على نفقة المملكة بناء على توصية من نائب الملك الأمير محمد بن سلمان ووساطة الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني.
في خطوة رحبت بها الدوحة، فتحت السعودية، أمس، معبرها البري مع قطر للمرة الأولى منذ قطع المملكة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية معها في يونيو الماضي، وسمحت للقطريين بالعبور لأداء مناسك الحج.

وبدأ الحجاج القطريون يتدفقون إلى منفذ سلوى في شرق المملكة، بحسب وسائل إعلام سعودية، أوضحت أنه في الساعات الأولى دخل نحو 100 حاج من دون تصاريح إلكترونية.

وجاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الاستثنائي بُعيد استقبال نائبه ولي عهده الأمير محمد بن سلمان عضو العائلة الحاكمة في قطر، الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وقبله الاتصال الهاتفي بينه وبين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.

علاقات عميقة

ووجه الملك سلمان، أمس الأول، بالموافقة على ما رفعه له ولي العهد بخصوص دخول الحجاج القطريين إلى المملكة عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج.

كما وجه بنقل جميع الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على ضيافته ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

كذلك أمر الملك بالموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل كل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم كذلك بالكامل على نفقته.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن المكرمة الملكية جاءت بناء على توصية رفعها ولي العهد، إثر وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني.

ونقلت الوكالة عن ولي العهد السعودي تأكيده للوسيط القطري «عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعب السعودي وشقيقه القطري وبين القيادة في السعودية والأسرة الحاكمة في قطر».

وشدد الوسيط القطري، الذي لا يشغل منصبا في حكومة الدوحة، خلال اللقاء على أن «العلاقات بين السعودية وقطر هي علاقات أخوة راسخة في جذور التاريخ».

تسهيلات كبيرة

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إن التسهيلات التي أمر بها العاهل السعودي، لحجاج قطر هي «خطوات لم تحصل عليها أي دولة إسلامية من قبل حتى في الظروف العادية».

وأضاف في سلسلة «تغريدات» على «تويتر»: «رعاية خادم الحرمين الشريفين للحجاج ومصالحهم هي مسؤولية تاريخية كبرى تولتها المملكة لجميع الشعوب، ولا يطعن فيها إلا ناكر انتهج الكذب والإساءة ومعاداة الإسلام».

من جانبه، رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن «السعودية تثبت كل يوم كم هي كبيرة، ولغط قطر وتسييسها للحج يجب أن ينتهي بعد مبادرة الملك سلمان الحليمة والكريمة، هناك أمور أسمى من السياسة».

وردت الدوحة على مكرمة خادم الحرمين الشريفين بالترحيب والارتياح، وقال وزير الخارجية محمد عبدالرحمن، أمس، إن بلاده ترحب بفتح الحدود مع السعودية لإتاحة المجال أمام الحجاج القطريين للتوجه إلى مكة المكرمة.

واعتبر عبدالرحمن، في مؤتمر صحافي أثناء زيارته السويد، أن التسهيلات خطوة إلى الأمام للخلاص من «الحصار»، في إشارة إلى إجراءات المقاطعة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الدوحة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وأعربت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» بقطر عن ارتياحها لقرار السلطات السعودية فتح منفذ سلوى الحدودي لعبور القطريين دون تصاريح إلكترونية، والخط الجوي المباشر للحجاج القطريين عبر ناقلات جوية دون الخطوط الجوية القطرية، في وقت دخل 100 حاج قطري الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج أمس.

وكانت السعودية أغلقت حدودها مع قطر، وهي منفذها البري الوحيد، كما تم إغلاق الأجواء والمياه الإقليمية للدول الأربع في وجه الطائرات والسفن القطرية، فيما أُمر مواطنو قطر في الدول الأربع بالمغادرة.

شراكة أميركية

في سياق آخر، وقعت اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في قطر، اتفاقية شراكة مع شركة أميركية بواشنطن، لتكون المستشار الاستراتيجي الرئيسي الخاص باللجنة. وتهدف اتفاقية الشراكة إلى «العمل على تعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في قطر، وضمان أن تستوفي الدولة أبرز المعايير العالمية والمتطلبات المتزايدة والمتغيرة لتحقيق النزاهة المالية».

عبدالله آل ثاني... «وسيط الخير»

يعتبرالشيخ القطري عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني والذي أطلق عليه «وسيط الخير» من كبار شخصيات آل ثاني، ويحظى بقبول داخل الأسرة، فهو الابن التاسع لحاكم قطر الشيخ الراحل علي بن عبدالله آل ثاني وحفيد حاكم قطر عبدالله بن جاسم آل ثاني، وشقيق الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطاح به ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير تميم بن حمد في 22 فبراير 1972.

عرف عن عائلة الشيخ عبدالله وأجداده حسن تثبيت ركائز الحكم وإدارة الدولة، وحسن التعامل مع دول الجوار في القرن الماضي.

وفي عهد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حاكم قطر، شهدت البلاد نهضة ملحوظة ونقلة حضارية بإنتاج البترول من حقول دخان البرية والحقول البحرية. وبعد تنازل الشيخ علي عن الحكم لنجله أحمد، بايعت أسرة آل ثاني الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، في 24 أكتوبر عام 1960، الذي أكمل المسيرة وحقق لبلاده الأمن وبداية عهد الرخاء وصك أول عملة قطرية، قبل أن يعلن إنهاء الوصاية البريطانية والاستقلال عن بريطانيا في سبتمبر عام 1971، وأنشأ أول مجلس للوزراء وأول مجلس للشورى. ويرجع الفضل إلى الشيخ أحمد في إنشاء إذاعة قطر عام 1968 وتلفزيون قطر عام 1970م.

وفي الصورة بن سلمان مستقبلاً آل ثاني.

شراكة قطرية - أميركية لتعزيز مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
back to top