المخرج المصري تامر محسن: «هذا المساء» مغامرة فنية سعدت بنجاحها

نشر في 17-08-2017
آخر تحديث 17-08-2017 | 00:00
تامر محسن أحد أهم مخرجي الدراما التلفزيونية وأكثرهم تميزاً. رغم قلة أعماله الفنية (أربعة أعمال فقط)، فإنه استطاع أن يكون الأهم وسط جيله، والأكثر نجاحاً لما حققته مسلسلاته من تميز، نظراً إلى اختياراته المختلفة التي تحلق دوماً بعيداً عن السائد والمتداول.
عن مشواره الفني وكواليس أعماله التقيناه.
هل توقعت النجاح كله الذي حققه مسلسلك «هذا المساء»؟

بالتأكيد تمنيت النجاح، وسعيت جاهداً إلى تحقيقه، وسعدت أكثر به وبردود الفعل الإيجابية حول العمل وما أثاره من جدل وما زال.

كيف جاءتك فكرة المسلسل أصلاً؟

بدأت التفكير في تقديم المسلسل خلال اطلاعي على مواقف عن حالات تلصص من زوجات وأزواج، واختراق حسابات وهواتف أشخاص. سمعت بهذه الأخبار ولكن لم أصغها في شكل قصة، وهو ما قمت به بعد ذلك.

ورشة كتابة

لماذا لجأت إلى ورشة كتابة، ولم تكتب بنفسك؟

كتبت بعض المشاهد المختلفة، خصوصاً في الحلقتين الأولى والـ30، ولكن لو تفرغت للكتابة أولاً ثم التصوير، ما كنت انتهيت من العمل حتى الآن. لذا لجأت إلى ورشة كتابة للصديق محمد فريد وعقدنا جلسات عمل طويلة لشرح الفكرة وتحديد ملامح العمل وخطوط الشخصيات الدرامية.

انتقد كثيرون ورشة الكتابة. ما رأيك فيها؟

أحد عيوب ورش الكتابة غياب شخصية المؤلف وأسلوبه في الكتابة، وهو ما يظهر على الشاشة بشكل واضح في مستوى النصوص الدرامية. ولكننا تغلبنا على هذا الأمر بالنقاش معاً فترات طويلة والتحضير ومراجعة كل ما يُكتب. لذا نجحنا في أن يكون للعمل شخصية.

هل صحيح أن جزءاً من العمل كُتب أثناء التصوير، ولماذا؟

ثمة منظومة نعمل كلنا من خلالها، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا. لا يستطيع المنتج البدء بالعمل قبل التعاقد مع القناة، والأخيرة لا تشتري المشروع إلا بعد التعاقد مع وكالات الإعلانات، التي تكون تعاقدت مع أصحاب السلع والشركات. وذلك كله لا يمكن أن يحدث قبل موسم رمضان بفترة طويلة، خصوصاً مع حالة الركود والأزمة الاقتصادية التي نعيشها، ومنطقي أن يكون لها تأثير في صناعة الدراما، وعندما تستقر الأمور وتنتظم نبدأ بالعمل قبل الموسم بفترة كافية.

اسم وتفاصيل

ما دلالة اسم العمل، وماذا عن السينما المهجورة التي ظهرت ضمن الأحداث؟

كانت «هذا المساء» تُستعمل في الإعلانات قديماً، إذ كان الناس يذهبون لمشاهدة قصص في السينما، وتحوّل الأمر الآن إلى مشاهدة قصص الناس من خلال الهاتف ومواقع التواصل. والسينما المهجورة التي يستخدمها أبطال العمل لمشاهدة فضائح الناس ومشاكلهم بعد اختراق حياتهم من خلال الهاتف، كان لها أيضاً معنى آخر في أزمنة سابقة. باختصار، أردت أن أؤكد من خلال العمل أننا جميعاً نعيش بمظهر غير حقيقي إزاء من حولنا.

الغوص في تفاصيل هذا العالم الغريب، كان بحاجة إلى متخصصين. هل تمّ ذلك؟

ألجأ في أعمالي إلى المتخصصين في المجال الذي أتحدّث عنه. في «تحت السيطرة» استعنت بمدمنين حقيقيين وأطباء متخصصين، وفي «هذا المساء» لجأت إلى «هاكر» حقيقي كان يخترق هواتف وحسابات شخصية، تعرفنا من خلاله إلى هذا العالم وإلى المفردات والمصطلحات المتعارف عليها في هذا الشأن.

الأبطال

كيف كان اختيار أبطال العمل؟

عندما تعاقدت شركة الإنتاج معي كانت تعلم طريقتي في العمل، ولم تبد أية ملاحظة على اختياري الأبطال، فقد اخترت الأنسب للعمل وللشخصيات من دون النظر إلى حجم الاسم في سوق الإعلانات. كان لديّ تخوف بخصوص حنان مطاوع لأنها في الفترة الأخيرة ركزت في الأدوار الكئيبة والمُعقدة نفسياً، وكنت أخشى أن تكون تأثرت بهذه الشخصيات. ولكن لأنها ممثلة جيدة استطاعت تقديم الشخصية بكل كفاءة، كذلك بقية الأسماء كلها نجوم وعلى مستوى عال.

كيف كان اختيارك الأدوار الثانوية؟

من واجب صانعي الدراما تقديم الفرصة للمواهب الجيدة والشابة، لذا لا نعتمد على عدد محدود من الأسماء في الأعمال. أجريت مقابلات مع ممثلين كثيرين، وشاهدت أفلاماً قصيرة تضمّنت موهوبين بحثت عنهم، واخترت المناسبين منهم. بعد ذلك، أجريت اختبارات وجلسات عمل معهم لأتأكد من صحة اختياري، وفعلاً كلهم كانوا عند حُسن ظني.

أدّت الإضاءة والموسيقى والديكور دوراً كبيراً في العمل، كيف كان ذلك وهل وصل المطلوب إلى الجمهور بشكل جيد؟

يقوم العمل الفني على لغة سينمائية، نستخدمها في إيصال المضمون، وما يتضمّن من مشاعر. وبالطبع، لكل عنصر دور في ذلك، والعبرة في النهاية في أن نكون نجحنا بالشكل الذي نريده.

خير وشر

رغم أن الشخصيات في «هذا المساء» كانت سلبية تعاطف الجمهور معها. يقول تامر محسن في هذا المجال: «لا يوجد شر مُطلق أو خير مُطلق. نحن إزاء شخصيات حقيقية فيها الخير والشر، تخطئ وتصيب. لكل منها ضعف ونقاط قوة. في أعمالي، ألعب على هذه النقطة دائماً. نحن جميعاً مزيج بين الخير والشر. في تحت السيطرة حدث تعاطف في البداية مع البطل ضد الزوجة، ومع مرور الأحداث تحوّل التعاطف إلى الزوجة والكره إلى البطل، وهو ما حدث مع أبطال العمل، أكرم وسمير وسوني. أحد عيوبنا في المجتمع الآن، الأحكام المُسبقة على البشر وتصنيفهم بعضهم بعضاً من دون دليل أو مبرر، وهو ما حاولت مناقشته في العمل من خلال شخصيات متناقضة تقوم بالخير والشر، والصواب والخطأ، ولها منطقها ومبررها في كل حالة».

من واجب صانعي الدراما تقديم الفرصة للمواهب الجيدة والشابة

أحد عيوب ورش الكتابة غياب أسلوب المؤلف في الكتابة
back to top