مواقع التواصل... هل أنهت علاقة النجوم بوسائل الإعلام؟

نشر في 12-08-2017
آخر تحديث 12-08-2017 | 00:04
يحرص نجوم الفن والإعلام على التواصل المباشر مع جمهورهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت صفحاتهم بالنسبة إليهم المكان المفضل لعرض إعلاناتهم وأخبارهم وأعمالهم الخيرية.
هل باتت وسائل الإعلام سواء المسموعة أو المقروءة وسائط قديمة تجاوزها النجوم ولم يعودوا بحاجة إليها، أم أنها تحافظ على القدر نفسه من الأهمية؟
على رأس نجوم الفن الذين يهتمون بالتواصل مع جمهورهم من خلال «فيسبوك» ومواقع التواصل الأخرى كل من محمد رمضان، وظافر العابدين، وهيفاء وهبي، وغادة عبد الرازق التي وقعت في مأزق أخيراً بسبب مقطع فيديو بثته على صفحتها، يظهر فيه جزء من جسدها، ما أثار ضجة كبيرة جعلت النجمة المصرية تعلن اعتزالها مواقع التواصل الاجتماعي، حسبما أكدت.

بين مدمني «إنستغرام» من النجوم يحضر كل من رامي صبري، ونانسي عجرم، وهنا شيحة، وأحمد جمال، وياسمين عبد العزيز، وياسمين رئيس، ومي سليم، ودوللي شاهين، حيث يشاركون جمهورهم صوراً من حياتهم الشخصية، ومن أعمالهم الخاصة وكواليس التصوير.

في هذا السياق، يؤكّد النجم تامر حسني أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أمراً أساسياً في حياة النجوم، مشيراً إلى أن الفنان يكتب عليها ما يريد في الوقت الذي يريده، موضحاً أن هذه الوسيلة الجديدة حلّت أزمة تحريف تصريحات الفنانين التي تحدث أحياناً بشكل غير متعمد في الصحافة، مضيفاً: «لا غنى للفنان عن الشبكات الاجتماعية».

من ناحيتها، تشير درة إلى أن هذه المواقع أصبحت مهمة وأساسية في حياة أي فنان كونها تتيح للجمهور التواصل مع النجوم من خلال صفحاتهم مباشرة. وتوضح النجمة التونسية: «لا يكتفي الفنانون اليوم بالصحافة والتلفزيون والإذاعة، بل يعتمدون على أنفسهم أيضاً في نقل أخبارهم».

وتصرّح ميس حمدان بأن من حق الجمهور أن يكون على تواصل مباشر مع نجمه المفضل، من دون أي وسيط، مع الوضع في الاعتبار أن للصحافة دوراً كبيراً ومهماً لا يمكن إغفاله أو تجاهله مهما ازدادت أهمية مواقع التواصل، وأن ما ينشره النجوم على الأخيرة من أخبار شخصية لا يغني عن الصحافة أو يقلّص دورها المهم.

النجمة آيتن عامر ترى أن صفحات النجوم الخاصة على مواقع التواصل أصبحت محور اهتمام الجميع سواء النجوم أنفسهم أو المتابعين، مشيرة إلى أنها تمضي وقتاً إزاء صفحتها تتواصل مع متابعيها، وتشعر بسعادة بالغة عندما تقرأ تعليقاتهم أو أسئلتهم، وهي أهم ميزة للشبكات الاجتماعية، على حد قولها.

في السياق نفسه، يقول النجم سامح حسين إن لمواقع التواصل الاجتماعي ميزات وعيوباً. يتابع: «أبرز مزاياها أنها تربط النجم بجمهوره بشكل لم نره سابقاً، إذ لم يتواصل الطرفان بهذه الطريقة إلا بفضل التكنولوجيا الجديدة»، مشيراً إلى أن مواقع التواصل أيضاً أصبحت منبعاً لنشر الإشاعات، «فيما علينا أن نستخدم الجوانب المفيدة من هذه الشبكات».

ويشير الإعلامي تامر أمين إلى أن ثمة من يستفيد مباشرة من «مواقع التواصل» ويبث الإشاعات، مؤكداً أن البعض جعل هذه المواقع منصة للهجوم على زملائه، ويستغلّها لمصلحته الشخصية من دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى.

رأي النقد

بدوره، يرى الناقد الفني نادر عدلي أن التكنولوجيا جعلت النجوم يعتمدون على أنفسهم في نشر المعلومات الخاصة بهم، بعيداً عن الوسائل التقليدية، موضحاً أن الوسائل الحديثة للتواصل كشفت للمشاهدين كواليس تصوير الأعمال الفنية مباشرة على الهواء من خلال «فيسبوك»، ما يبعد نسبة كبيرة من الجمهور عن الصحافة فتكتفي بالمعلومات والفيديوهات على صفحات التواصل التي أصبحت أكثر جذباً.

ويضيف عدلي أنه «لا يمكن لأية وسيلة إعلامية أن تمحو وسيلة أخرى. من ثم، لن تستطيع مواقع التواصل الاجتماعي أن تلغي دور الصحافة التي لم تزحزحها من مكانتها أية وسيلة أخرى كالتلفزيون والإذاعة، مشدداً على أن النجوم أنفسهم يعلمون أن الخبر المنشور في جريدة ورقية أهم وتأثيره كبير، علاوة على مقالات النقد الرصينة والتحقيقات الصحافية التي لن نراها إلا في الصحافة سواء الورقية أو الإلكترونية».

رأي الطب النفسي

قال الطبيب النفسي د. أحمد عكاشة إن نجوم الفن والإعلام يشعرون بالأمان عندما يتعاملون مع الجمهور من خلال صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل، مشيراً إلى أنهم يرون أنفسم أقوى من خلال هذه الشبكات لأنهم يخاطبون جمهورهم مباشرة، وهي ميزة تجعل الأخير يرتبط بهم ويشعر بالسعادة والبهجة.

يضيف عكاشة: «رغم أن هذه المواقع في العالم الافتراضي، لكنها تعتبر أقوى وأهم وسيلة لدى الجمهور والفنانين، خصوصاً أصحاب الملايين من المعجبين. لذلك يعتمد أبناء الوسط الفني اليوم على جيش من مديري الصفحات الإلكترونية ليكون التواصل مع الجمهور منظماً، ولا تتخلله أخطاء تعكر صفو العلاقة بين الطرفين».

تامر حسني يؤكّد أن مواقع التواصل أصبحت أمراً أساسياً في حياة النجوم
back to top