أزمة القبول... مسؤولية مَن؟

نشر في 05-08-2017
آخر تحديث 05-08-2017 | 00:06
يكفي طالب المرحلة الثانوية ما يعانيه من مناهج صعبة واختبارات أصعب، ويكفي ما يعانيه أولياء الأمور من إهدار الأموال على الدروس الخصوصية بمبالغ تصل إلى آلاف الدنانير بسبب وزارة متقاعسة عن وضع الحلول لمشاكلها، أليس من الضروري النظر إلى مشروع جامعة الشدادية الذي أسمع عنه منذ كنت في مقاعد الدراسة، ولا يزال في حكم المجهول، ولا توجد نقطة ضوء واحدة تبشر بانتهاء هذا المشروع الأزلي؟!
 أحمد الخياط في السنوات الأخيرة تجددت أزمة القبول في الجامعة و"التطبيقي" جاعله مستقبل خريجي المرحلة الثانوية معتماً من غير ملامح، محولة فرحة التخرج إلى كابوس مزعج، فما إن يتخرج الطالب بعد اثني عشر عاما من الدراسة حتى يدخل في دوامة القبول في الجامعة أو "التطبيقي"، فماذا يريدون من طالب الثانوية؟ هل يريدون منه أن يعيش القلق إلى أن يستقر وضعه في خريطة القبول التي لا اتجاهات لها ولا سياسة ولا استراتيجية.

السؤال هنا: هل وزارة التربية تعيش تخبطاً إلى درجة أنها لا تعرف أعداد مخرجاتها خلال السنوات القادمة، لماذا لا تعمل بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي لوضع استراتيجية لتوزيع هذه المخرجات حسب متطلبات سوق العمل؟ أم أن القبول يسير على حسب القاعات والإمكانيات المتوافرة فضلاً عن الاتجاه إلى البعثات الداخلية؟ علما أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب قامت بإنشاء مبان وعقدت برامج تدريبية وانتهجت نظام قبول متطوراً لتوفير مقاعد أكثر للطلبة، غير أن أعداد خريجي المرحلة الثانوية في تزايد، ويتم الضغط على "التطبيقي" بشكل كبير في حين أن الجامعة تقبل أعداداً قليلة جدا من الخريجين إذا قورنت بالهيئة.

فإن كان الحل الذي سوف تجده الوزارة مناسباً هو العبث بوثيقة المرحلة الثانوية ومحاولة إيجاد نظام يقلل أعداد خريجي المرحلة الثانوية، ويخفض نسبهم لأن العمل على إيجاد حل مناسب يصب في مصلحة الطالب لا تريد الوزارة النظر إليه، فإنه يكفي طالب المرحلة الثانوية ما يعانيه من مناهج صعبة واختبارات أصعب، ويكفي ما يعانيه أولياء الأمور من الأموال التي تهدر على الدروس الخصوصية بمبالغ تصل إلى آلاف الدنانير بسبب وزارة متقاعسة عن وضع الحلول لمشاكلها، أليس من الضروري النظر إلى مشروع جامعة الشدادية الذي أسمع عنه منذ كنت في مقاعد الدراسة، ولا يزال في حكم المجهول، ولا توجد نقطة ضوء واحدة تبشر بانتهاء هذا المشروع الأزلي، والذي هو الحل لهذه المشكلة، إضافة إلى زيادة رفع أعداد المقبولين في "التطبيقي"، خصوصاً في التخصصات التي يرغب الطالب المتفوق في الحصول عليها، فلماذا يتم حرمان من حصل على نسب مرتفعة من تحقيق غايته وهدفه، فكفى إحباطاً للطلبة، فلم تعد هناك وسيلة إلا قامت الوزارة باستخدامها لمنع الطلبة من تحقيق رغباتهم.

رفعتم نسب القبول، وضعتم اختبارات القدرات، غيرتم وثيقة المرحلة الثانوية، كل هذه الطرق التي استخدمتموها لم تكن حاجزاً أمام الطالب المتفوق واجتازها بمجهوده، فاتجهتم إلى العبث بالقبول، ألا تكفون عن أبنائنا يا من عجزتم عن إصلاح الوزارة المتهالكة فاتجهتم إلى مستقبل هؤلاء الأبناء لتلعبوا به.

back to top