«الشيوخ الأميركي» يضحي بإجازته لتقييد ترامب

● خطة لوقف التسريبات بعد نشر محاضر اتصالات للرئيس
● تشكيل هيئة محلفين كبرى في قضية «التدخل الروسي»

نشر في 04-08-2017
آخر تحديث 04-08-2017 | 19:45
جدارية تظهر ترامب يغمر برج حراسة على جدار الفصل في مدينة بيت لحم الفلسطينية. وكان ترامب قال مراراً في معرض دفاعه عن اقتراحه بناء جدار على الحدود مع المسكيك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغه أن جدار الفصل الإسرائيلي ناجح وفعال. (رويترز)
جدارية تظهر ترامب يغمر برج حراسة على جدار الفصل في مدينة بيت لحم الفلسطينية. وكان ترامب قال مراراً في معرض دفاعه عن اقتراحه بناء جدار على الحدود مع المسكيك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغه أن جدار الفصل الإسرائيلي ناجح وفعال. (رويترز)
بعد إقراره قانوناً يفرص عقوبات على روسيا يقيد صلاحية الرئيس في رفعها، قام مجلس الشيوخ الأميركي بفرض قيد جديد على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي بدأ اليوم إجازة مدتها 17 يوماً في منتجع الغولف الخاص به في نيوجيرسي.

وقطع مجلس الشيوخ الطريق على ترامب لاغتنام فترة الإجازة الصيفية من أجل القيام بأي تعيينات، إذ أعلن أنه يبقى منعقداً رغم مغادرة أعضائه لقضاء إجازاتهم.

ويهدف التحرك، الذي أقره المجلس بإجماع أعضائه المئة قبل رفع جلستهم، أمس ، إلى تقييد ترامب في وقت يدرس إمكانية إقالة وزير العدل جيف سيشنز على خلفية تزايد الضغوط على البيت الأبيض في التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

وانتقد ترامب وزير العدل مراراً بعدما نأى الأخير بنفسه عن التحقيق فيما تزايدت التكهنات بشأن قيام الرئيس باستبداله خلال فترة استراحة الصيف، التي تعفيه من ضرورة الحصول على موافقة الكونغرس.

وأعلنت السناتور ليزا موركوسكي، أنه سيتم عقد تسع «جلسات شكلية» خلال الشهر المقبل. وعادة ما يستمر هذا النوع من الجلسات لدقيقة أو اثنتين دون القيام بأي أمر، لكن عقدها يضمن استمرار التئام مجلس الشيوخ أثناء فترة العطلة.

التسريبات

إلى ذلك، وضعت إدارة ترامب خطة تهدف إلى وضع حد لتسريب المعلومات الواسع والمتكرر من البيت الأبيض.

ويأتي ذلك بعد واحدة من التسريبات اللافتة جداً بالنظر الى طبيعة الوثائق التي حصلت عليها صحيفة «واشنطن بوست»، وهي محاضر لاتصالات هاتفية لترامب مع نظيره المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، ورئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول قبل 6 أشهر.

ويدعو ترامب، بحسب هذه المحاضر، بينيا نييتو إلى الكف عن التصريح علناً بأن بلاده لن تدفع نفقات بناء الجدار الحدودي.

ويبدو الرئيس الأميركي وكأنه يتوسل نظيره المكسيكي خلال الحديث، قائلاً: «يجب أن أصل إلى أن تدفع المكسيك نفقات الجدار. يجب أن يتحقق ذلك»، مضيفاً: «أتحدث عن ذلك منذ سنتين».

ويرفض الرئيس المكسيكي طلب ترامب، موضحاً أنها مشكلة «مرتبطة بكرامة المكسيك والعزة الوطنية للبلاد».

ومع رئيس الوزراء الأسترالي، يتخذ الحوار مساراً أكثر سوءاً. ويقول ترامب بعد نقاش حاد «طفح الكيل»، مضيفاً «أجريت اتصالات مثل هذا طوال النهار، وهذا الأسوأ». ويتابع أنه أجرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «اتصالاً لطيفاً».

وعين ترامب الجنرال المتقاعد من سلاح مشاة البحرية الاميركية جون كيلي في منصب الأمين العام للبيت الأبيض الاستراتيجي، لترتيب إدارة تكشف الصحف بشكل شبه يومي الخلافات في داخلها.

وكتب ديفيد فروم القريب من الرئيس جورج بوش الابن في نشرة «ذي أتلانتيك» أن «تسريب نصوص محادثة هاتفية رئاسية مع مسؤول أجنبي غير مسبوق وخطير ويثير الصدمة».

وأضاف «من الضروري أن يتمكن الرئيس من التحدث بسرية تامة، والأهم من ذلك أن يتمكن القادة الأجانب من الرد بكل ثقة»، موضحاً أن أي مسؤول لن يجرؤ على التعبير عن رأيه بصراحة إذا كان يخشى من نشر تصريحاته في الصحف.

تدخل روسيا

إلى ذلك، قال ترامب أمس خلال تجمع جماهيري في هنتنغتون بولاية ويست فيرجينيا :» القصة الروسية مختلقة بشكل كامل، هي مجرد ذريعة لأكبر خسارة في تاريخ السياسة الأميركية، إنها فقط تجعلهم يشعرون بشعور أفضل عندما لا يكون لديهم شيء آخر يتحدثون عنه».

جاء ذلك، بينما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن روبرت مولر، المستشار الخاص بشأن التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 أصدر أوامر استدعاء رسمية للإدلاء بشهادات أمام هيئة محلفين كبيرة ما يمكن أن يؤدي إلى ملاحقات جنائية.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير، نقلاً عن محامين يعملون في القضية، بأن بعض أوامر الاستدعاء للشهادة أو تقديم مستندات، التي صدرت في الأسابيع القليلة الماضية، كانت تهدف إلى «الحصول على وثائق متعلقة بالتعاملات التجارية» لمايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب.

وأضافت الصحيفة أن مولر يعتمد على إحدى هيئات المحلفين الكبيرة التي تعمل عادة في واشنطن بدلاً من تشكيل هيئة محلفين خاصة.

في السياق، أعلن الكرملين اليوم، أنه يوافق ترامب الرأي بأن العلاقات بين موسكو وواشنطن تراجعت إلى مستوى خطير بشكل غير مسبوق.

back to top