باريس تستعد لاستقبال نيمار ورابطة «الليغا» تحاول عرقلة الصفقة

تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستقبال النجم البرازيلي نيمار، الذي حسم أمس الأول الجدل حول مستقبله، وأبلغ ناديه برشلونة الإسباني بقرار الرحيل، تمهيدا لانتقاله المتوقع إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية تبلغ 222 مليون يورو.

وكان من المتوقع أن يقدم سان جرمان اللاعب البرازيلي (25 عاما) في عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما أكد فاغنر ريبيرو، وكيل الأعمال المقرب من اللاعب، والذي كان موجودا بصحبة الأخير ووالده في مطار برشلونة بعد ظهر الأربعاء، قبل سفرهم إلى بورتو، حيث أجرى على الأرجح الفحص الطبي الروتيني، وفق وسائل الإعلام قبل العودة إلى برشلونة.

لكن رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم قررت أن تلعب "ورقتها" الأخيرة، ومحاولة عرقلة الصفقة، من خلال رفضها أمس تسلم أموال البند الجزائي التي سيدفعها النجم البرازيلي لبرشلونة.

وقال متحدث باسم الرابطة لوكالة فرانس برس: "حضر الممثلون القانونيون للاعب إلى رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، لإيداع (المبلغ) البند الجزائي، فرفضته".

ولم يشأ ممثلو نيمار الحديث إلى الصحافيين، الذين احتشدوا أمس أمام مقر رابطة الدوري الإسباني.

وبموجب أنظمة العقود في كرة القدم الإسبانية، يتوجب على اللاعب نفسه أن يدفع مبلغ "شراء العقد"، كإيداع لدى رابطة الدوري، على أن تقوم هي بتحويله إلى النادي "البائع".

لكن الصفقة تلاقي اعتراض رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، الذي نقلت عنه وسائل إعلام إسبانية أمس الأول قوله: "لن نقبل هذا المال من نادٍ مثل باريس سان جرمان يخالف الأعراف والقوانين"، متهما النادي الباريسي بـ"التنشط المالي".

وقام نيمار أمس الأول بإبلاغ برشلونة قراره بالرحيل، فيما أفاد وكيل أعمال مقرب منه، بأن تقديمه كلاعب لسان جرمان يتم هذا الأسبوع.

وأكد النادي الكتالوني أن التخلي عن لاعبه مشروط بدفع كامل قيمة البند الجزائي لفسخ عقده.

وفي ظل الموقف الذي اتخذته رابطة الدوري الإسباني حيال الصفقة القياسية، قد تتأجل عملية انتقال نيمار إلى نادي العاصمة الفرنسية، بعدما كان متوقعا أن تحسم رسميا في عطلة نهاية الأسبوع وفق ريبيرو، الذي قال الأربعاء للصحافيين في مطار برشلونة، إن النادي الباريسي سيدفع قيمة البند الجزائي "خلال الساعات المقبلة"، وإن نيمار قد يقدم كلاعب للنادي الفرنسي بحلول "نهاية الأسبوع".

وأضاف وفق ما نقلت صحيفة ماركا الإسبانية: "من اللحظة التي منحني فيها نيمار الضوء الأخضر، في 1 أغسطس، انتقلت إلى باريس، وأحضرت معي اقتراحا من سان جرمان، لدفع قيمة البند الجزائي، وهذا ما سيحصل".

تأخر وصول نيمار

ووفق مصدر مقرب من سان جرمان، كان من المفترض أن يحط نيمار في العاصمة الفرنسية أمس، بعد ساعات معدودة من تأكيد برشلونة أن التخلي عن لاعبه البرازيلي مشروط بدفع قيمة البند الجزائي لفسخ عقده كاملة.

لكن يبدو أن وصول البرازيلي إلى باريس تأجل إلى اليوم، وفق ما كشفت مصادر من مطار العاصمة الفرنسية.

وتصدرت أخبار الانتقال المحتمل عناوين الصحافة الرياضية خلال الأسابيع الماضية، ليحسم نيمار، الذي التزم الصمت طوال هذه المدة، الجدل الأربعاء، بإبلاغه قرار الرحيل إلى برشلونة وزملائه.

وأوضح متحدث باسم برشلونة، أن نيمار "أبلغ زملاءه بأنه سيرحل، المدرب أعطاه الإذن بعدم خوض التمرين والذهاب للاهتمام بمستقبله".

وكان نيمار عاد الثلاثاء إلى برشلونة على متن رحلة من دبي، بعدما شارك في نشاطات ترويجية بمدينة شنغهاي الصينية الاثنين.

ورجحت التقارير أن نيمار راغب في الرحيل عن برشلونة، للخروج من ظل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي اختار وداع زميله بطريقة عاطفية عبر موقع "انستغرام" للتواصل الاجتماعي، إذ نشر شريط فيديو يضم صورا لهما بقميص النادي، مرفقا إياه برسالة جاء فيها: "كانت سعادتي كبيرة بتمضية سنوات معك صديقي نيمار جونيور، أتمنى لك المزيد من التوفيق في هذه المرحلة الجديدة من حياتك. إلى اللقاء".

وأنهى الرسالة بثلاثة حروف تختصر عبارة "أحبك كثيرا" بالإسبانية.

ورد نيمار على الموقع ذاته بالقول: "شكرا أخي، سأفتقدك".

تطلعات سان جرمان

ويسعى سان جرمان إلى تعزيز صفوفه، أملا في استعادة لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، الذي فقده الموسم المنصرم لمصلحة موناكو، وإحراز دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.

وخلافا لموقف الإسبان، وبشكل خاص رابطة الدوري المحلي ورئيسها تيباس، كان وزير المالية الفرنسي حيرالد دارمانان مرحبا بانتقال نيمار إلى سان جرمان، لأن الخزانة العامة ستحصل الضرائب من اللاعب البرازيلي.

وأضاف: "إذا جاء نيمار إلى ناد فرنسي، فستكون وزارة المالية مرحبة بالضرائب التي سيدفعها في فرنسا. من الأفضل (للفرنسيين) أن يدفع هذا اللاعب ضرائبه في فرنسا، عوضا عن دفعها في مكان آخر".

وتابع دارمانان لإذاعة فرانس انتر الحكومية: "عندما تكون وزيرا في الجمهورية، فمن واجبنا الدفاع عن مصلحة الدولة، وهذا الأمر يقتضي بأن يدفع الناس ضرائبهم في فرنسا".

ووصلت أصداء انتقال نيمار إلى سان جرمان للرئاسة الفرنسية، حيث اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس، أن الانتقال المتوقع للنجم البرازيلي "خبر جيد".

ورأى ماكرون خلال وجوده في منطقة ايفلين، حيث يزور مركزا ترفيهيا للأطفال خارج باريس، أن انتقال نيمار "يضيف جاذبية (إلى الدوري الفرنسي). نعم، إنها أخبار جيدة".

كما هنأ ماكرون الرئيس القطري لنادي سان جرمان ناصر الخليفي، الذي كان موجودا في الحدث ذاته، قائلا له: "تهانينا، أعتقد أننا سمعنا أخبارا جيدة"، في إشارة منه إلى الاقتراب من حسم صفقة نيمار.