جمعة استثنائية في «الأقصى»... وإسرائيل تقيد المصلين

• «الأوقاف الإسلامية»: 10 آلاف أدوا الصلاة
• مواجهات أعنفها في بيت لحم وغزة ومقتل فلسينيَّين

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:05
مصلون داخل الأقصى أمس
مصلون داخل الأقصى أمس
استقدمت السلطات الإسرائيلية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط المسجد الأقصى المبارك، ونشرت مئات الجنود أمام أبوابه، قبل أن تفرض قيوداً خانقة على دخول المصلين لأداء أول صلاة جمعة منذ أن أقدمت على إغلاقه منتصف يوليو الجاري، في سابقة لم تحدث منذ خمسة عقود.
شهد المسجد الأقصى المبارك جمعة استثنائية، هي الأولى منذ إقدام إسرائيل قبل أسبوعين على إغلاقه لأول مرة منذ 50 عاماً، أدى صلاتها عدد قليل من الفلسطينيين على وقع استقدام سلطات الدولة العبرية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيطه، ونشرت مئات الجنود أمام أبوابه، قبل أن تفرض قيوداً خانقة على دخول الحرم القدسي.

وصبيحة ليلة دامية شهدت إصابة واعتقال مئات الفلسطينيين وتحولت خلالها باحات "الأقصى" لساحة مواجهات، منعت الشرطة الإسرائيلية الرجال دون الخمسين من أداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي، وأغلقت معظم الطرق حول مدينة القدس القديمة، وعززت إجراءاتها على الحواجز المقامة على مداخلها، واتخذت إجراءات أمنية مشددة، ودفعت بتعزيزات عسكرية الى محيط المسجد، ونشرت المئات من الجنود على بواباته.

واضطر من سمح لهم بالاقتراب من "الأقصى" من النساء ومن تجاوزت أعمارهم الخمسين من الرجال للمشي على الأقدام لمسافة كيلومترين تقريباً وقطع عدد من الحواجز العسكرية للوصول إلى الحرم.

وأوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أن السلطات نشرت 3000 شرطي، ونصبت عشرات الحواجز، كما رفعت حالة التأهب القصوى قبل صلاة الجمعة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من الشرطة فرض القيود وعدم السماح للشبان بالدخول، وتعزيز الوجود العسكري في باحات "الأقصى" وخارجه وفي البلدة القديمة.

صوبحسب هيئة الأوقاف الفلسطينية، تمكن نحو 10 آلاف فقط من دخول المسجد لأداء الصلاة وهو عدد قليل جداً قياساً على أيام الجمعة المعتادة التي يتراوح عدد المصلين فيها بالعادة بين خمسين وسبعين ألفاً.

وأدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في شوارع القدس المحتلة، بعد منعهم من الوصول إلى "الأقصى"، لا سيما في منطقة باب الأسباط وشارع صلاح الدين في محيط البلدة القديمة.

وعلى غير المتوقع، جرت مناوشات محدودة عند الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، أبرزها عند المدخل الشمالي لبيت لحم، حيث اعتدت قوات الأمن على المصلين، واستخدمت الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى وقوع إصابات بالرصاص المطاطي وحالات اختناق.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (صفا) أن "شرطة الاحتلال قررت الدفع بتعزيزات كبيرة إلى محيط المسجد، واستقدام فرق أمنية جديدة من وحدات ما يسمى حرس الحدود، والقوة الخاصة (يمام)"، مشيرة إلى أنها أوقفت حافلات كانت متجهة من الأراضي المحتلة إلى "الأقصى"، وقامت بإرجاعها.

ليلة دامية

وفي وقت سابق، قام عشرات الجنود المدججين بالأسلحة ليل الخميس- الجمعة باقتحام الحرم القدسي من جهة باب المغاربة وأخرجوا المعتكفين في المصلى القبلي بالقوة، ودارت مواجهات عنيفة في باحات المسجد وعلى أبوابه.

واندلعت مواجهات بعد ظهر أمس الأول بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة "الأقصى"، في حين كان الآلاف يدخلون المسجد بعد انقطاع اسبوعين إثر إزالة قوات الاحتلال المسارات الحديدية وأعمدة الكاميرات وهي إجراءات رأى فيها الفلسطينيون محاولة منها لبسط سيطرتها على الموقع، ورفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس حالة الطوارئ للتعامل مع أي أحداث في "الأقصى"، مؤكدة أنها عبأت 200 موظف ومتطوع في المجال الطبي، و20 سيارة إسعاف موزعة على نقاط متفق عليها، استعداداً لأي حالة أو أحداث أثناء صلاة الجمعة.

وأكدت الجمعية أنها عالجت 187 جريح أصيبوا في مواجهات دامية تلت خضوع إسرائيل لضغوط دبلوماسية شديدة وأزالت كل التدابير الأمنية، التي استحدثتها في "الأقصى" عقب اشتباك مسلح وقع في باحته في 12 يوليو الجاري، وأودى بحياة شرطيين إسرائيليين.

وأوضحت أن طواقمها تعاملت مع 113 إصابة، منذ دخول المصلين الى المسجد عصر الخميس حتى الساعات الأولى من فجر أمس، بالإضافة إلى 70 أمام ساحة مركز تحقيق المسكوبية، التابع للشرطة الإسرائيلية أفرج عنهم بعد اعتقالهم.

ووفق "الهلال الأحمر"، تنوعت الإصابات ما بين اعتداء بالضرب أدى الى كسور وإصابات بالرصاص المطاطي وبغاز الفلفل وبقنابل الصوت وإصابة بالرصاص الحي.

قتل واعتقال

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب فتحي كنعان (26 عاماً) من بلدة حزما شرق مدينة القدس المحتلة متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات في بلدة حزما قبل ثلاثة أيام، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين منذ يوم الجمعة الماضي في إطار التحركات لنصرة "الأقصى" إلى خمسة، وبينما قتل فلسطيني آخر قالت الشرطة الإسرائيلية أنه حاول طعن أحد عناصرها في الضفة، قتل فلسطيني في اشتباكات في قطاع غزة.

من جهتها، قالت الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنه، إن الأمن الإسرائيلي اعتقل 119 فلسطينياً، مؤكدة أنهم تعرضوا لضرب مبرح قبل أن يطلق سراح معظمهم، بينما لا يزال 21 معتقلا من بينهم 9 قاصرين يتابع نادي الأسير حالات ستقدم للمحاكمة منهم.

back to top