ترامب يدخل على خط «أزمة الأقصى» والتوتر يتصاعد

عمّان تطلب التحقيق مع حارس إسرائيلي قتل أردنيين... ونتنياهو يتعهد بإعادته

نشر في 24-07-2017
آخر تحديث 24-07-2017 | 19:41
مقدسيون يهتفون بعد تأدية الصلاة مساء الأول خارج الحرم القدسي  (رويترز)
مقدسيون يهتفون بعد تأدية الصلاة مساء الأول خارج الحرم القدسي (رويترز)
مع تصاعد التوتر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلى مستوى غير مسبوق منذ سنوات، دخلت واشنطن على خط الأزمة التي اندلعت بعد هجوم فلسطيني أعقبته إجراءات إسرائيلية في المسجد الأقصى يرفضها المسلمون.
وصل إلى إسرائيل أمس، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، في محاولة لتخفيف التوترات بشأن إجراءات أمنية جديدة فرضتها إسرائيل على مداخل الحرم القدسي، الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وتسببت باندلاع أعمال عنف دامية خلال الأيام الأخيرة.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه مع تنامي المخاوف من وقوع المزيد من الاضطرابات، «غادر غرينبلات إلى إسرائيل لدعم الجهود من أجل الحد من التوتر في المنطقة».

وأجريت محادثات مغلقة في مجلس الأمن بشأن العنف المتصاعد بعدما دعت كل من مصر وفرنسا والسويد إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف التصعيد، فيما أشار البابا فرنسيس أعلى لسطة روحية مسيحية، إلى أنه يتابع الأحداث الجارية بقلق، داعياً الأطراف إلى تبني لغة الحوار والاعتدال.

التوتر يتصاعد

جاء ذلك، فيما تصاعد التوتر داخل القدس وفي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، فقد طعن فلسطيني من قلقيلية في بتاح تكفا شمال الضفة اليوم إسرائيلياً عربياً في العنق في مطعم للوجبات السريعة قرب تل أبيب قبل أن توقفه الشرطة الإسرائيلية.

وقالت الشرطة، في بيان، إن الفلسطيني البالغ من العمر 21 عاماً حاول الهرب لكن المارة أوقفوه وسلموه للشرطة، وأضافت أن الهجوم دافعه «قومي»، في إشارة إلى أن المهاجم الفلسطيني اعتقد على الأرجح أن الشاب، الذي طعنه يهودي.

وفي البيرة بالضفة، اندلعت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الذي توغل داخل المدينة، كما أصيب 4 شبان فلسطينيين في مواجهات مع الإسرائيليين في بيت ايل على مدخل رام الله.

وفي القدس، قامت القوات الإسرائيلية أمس، بطرد وإبعاد موظفي الأوقاف الإسلامية، وعشرات المواطنين المعتصمين في الشارع الرئيسي قرب الحي الإفريقي، المؤدي إلى المسجد الأقصى من جهة باب الناظر.

وفي غزة، قصفت دبابة للجيش الإسرائيلي مواقع لحركة حماس في قطاع غزة فجر أمس، رداً على إطلاق قذيفة من القطاع على جنوب إسرائيل، دون تسجيل إصابات في الجانبين، وفق الجيش الإسرائيلي ومصادر حماس.

القدس

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مسؤول قسم الإعلام في الأوقاف الإسلامية قوله، إن «الاحتلال طلب من المعتصمين عدم الوجود على الطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى».

وكانت قوات إسرائيلية، نصبت اليوم، كاميرات وأجهزة مراقبة، وأخرى كاشفة للمعادن تعمل بالأشعة السينية، وتحت الحمراء، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي. وتضاربت التصريحات الإسرائيلية بشأن تفكيك البوابات الإلكترونية، التي أثارت اعتراض الفلسطينيين. وتحدث مسؤولون عن إزالتها تدريجياً بينما طالب آخرون الدول العرببة بتقديم بدائل تحفظ الأمن.

وشرعت القوات الإسرائيلية اليوم في وضع ممرات وحواجز حديدية إضافية أمام المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، تضاف الى الجسر الحديدي الذي يحمل كاميرات مراقبة ذكية.

وفرضت إسرائيل إجراءات أمنية مشددة في المسجد الأقصى بعد هجوم وقع في 14 الجاري وأسفر عن مقتل عنصري شرطة إسرائيليين ينتميان إلى الأقلية الدرزية ومنفذي الهجوم، وهم ثلاثة شبان من عرب 1948. ونصبت السلطات الإسرائيلية بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم القدسي، الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ورأى فيه الفلسطينيون محاولة إسرائيلية لبسط سيطرتها على الموقع وهو ما دفعهم إلى رفض دخول الحرم القدسي وباتوا يؤدون صلواتهم في الشوارع المحيطة. وتخللت الاحتجاجات الفلسطينية صدامات أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين وثلاثة إسرائيليين.

السفارة في عمان

في سياق متصل، أفاد مصدر حكومي أردني أمس، بأن عمّان طلبت التحقيق مع حارس بسفارة إسرائيل في عمان قتل أردنيين إثر خلاف وقع داخل مجمع السفارة، مؤكداً أن إسرائيل «مازالت تدرس الطلب».

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «الاردن طلب التحقيق مع موظف أمن السفارة الدبلوماسي» مضيفاً أن «إسرائيل مازالت تدرس هذا الطلب».

وأكد أن «الهدف في النهاية هو الوصول الى الحقيقة وإنهاء إجراءات التحقيق، فالدولتان تسعيان لإحقاق العدالة».

وقال المصدر، إن «الأردن يعي تماماً الاتفاقات الدولية بشأن الحصانة الدبلوماسية ويعرفها تماماً، ولكن يطلب تعاون الجانب الإسرائيلي في هذا الأمر». وأكد أنه «لا حاجة لأي تصعيد دبلوماسي في أمر يمكن التعاون بشأنه».

وأشار المصدر إلى أن «التحقيقات الأولية تبين أن هناك اتفاقاً مسبّقاً بين النجار الأردني وموظف أمن السفارة الإسرائيلية، لكن خلافاً وقع بينهما أدى إلى طعن وإطلاق نار».

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، أن حارساً في سفارتها في عمان قتل أردنياً بالرصاص بعد أن حاول مهاجمته وآخر عن طريق الخطأ. وأوضح المتحدث باسم الوزارة في بيان أن عاملاً أردنياً كان ينقل أثاثاً الى شقة الحارس المقيم في مبنى تابع للسفارة، حاول طعنه بمفك للبراغي في ظهره إثر خلاف نشب بينهما مساء اليوم. وأوضح البيان أن الحارس رد باطلاق النار فقتل العامل وأصاب عن طريق الخطأ صاحب الشقة وهو طبيب كان في المكان. وتوفي الطبيب متأثراً باصابته.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن «منفذ الهجوم» من أصل فلسطيني وقام بالطعن على خلفية التوترات في القدس.

نتنياهو

وفيما ذكرت وسائل إعلام أنه تم منع الحارس من مغادرة الأردن، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات بالقدس: «إننا على اتصال مستمر مع المسؤولين في عمان من أجل إنهاء القضية في أسرع وقت ممكن»، وأضاف :«لقد تعهدت لحارس الأمن بأننا سنعيده إلى إسرائيل. ولدينا خبرة في هذا الأمر».

وأشار نتنياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، إلى أنه اتصل ليل الاحد ـ الاثنين مرتين مع السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن عينات شلاين ومع رجل الأمن، وأكد لهما إن الحكومة تجري اتصالات متواصلة مع الجهات الحكومية والأمنية بعمان بهدف احتواء الحادثة.

وأضاف أن السفير الأردني لدى إسرائيل استدعي اليوم الى وزارة الخارجية الإسرائيلية وطلب منه أن يساعد في هذا الأمر.

وأكد نتنياهو أن «إسرائيل تقوم بكل الاتصالات بشكل يتحلى بالإصرار والمسؤولية»، مضيفاً: «هكذا تصرفنا أيضاً بما يتعلق بالطريق الصحيح الذي من شأنه ضمان الأمان والهدوء في جبل الهيكل وفي البلدة القديمة وفي أورشليم كلها».

إسرائيل تضع ممرات وحواجز حديدية أمام «الأقصى» من جهة باب الأسباط
back to top