ختام فعاليات «النخبة الثقافية» حول مستقبل «مكتبة الإسكندرية»...

مطالبات بالابتعاد عن العمل السياسي

نشر في 19-07-2017
آخر تحديث 19-07-2017 | 00:03
لقاء النخبة بمصر حول مستقبل مكتبة الإسكندرية
لقاء النخبة بمصر حول مستقبل مكتبة الإسكندرية
اختتمت في مدينة الإسكندرية الساحلية فعاليات حوار النخبة الثقافية والإعلامية والسياسية في مصر حول «مستقبل مكتبة الإسكندرية» الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في 13 و14 يوليو الجاري، بحضور مدير المكتبة المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي.
في لقاء حول دور مكتبة الإسكندرية، قال مديرها د. مصطفى الفقي: «يأتي هذا اللقاء ضمن لقاءات أخرى نعقدها لاستطلاع الرأي والاستماع إلى المقترحات والآراء المتنوعة بشأن مستقبل مكتبة الإسكندرية»، مشيرا إلى أن ما تحقق في المكتبة من إنجازات طيلة السنوات الماضية مبهر محلياً وإقليمياً ودولياً، ما يستدعي الحفاظ عليه، ومواجهة التحديات القائمة وإطلاق مبادرات جديدة.

كذلك أشار إلى أن البعد العربي والإفريقي سيكون محور اهتمام المكتبة خلال الأيام المقبلة.

ووضع د. رفعت السعيد، رئيس حزب «التجمع»، تصوّره حول المكتبة بضرورة استكمالها ما ينقص من الأداء العام داخل المجتمع المصري.

بدوره، رأى الإعلامي مفيد فوزي أن مكتبة الإسكندرية في ظل إدارة د. مصطفى الفقي يجب أن يكون لها صوت مباشر وعال وفاعل ومتشابك مع الدولة، كذلك عليها أن تعلن شعاراً خاصاً بها يحدد منهجها الثقافي، خصوصاً في ظل غياب القامات الفكرية التي كانت تتولى التعليق والشرح والرأي، لا سيما عقب انفراد مقدمي برامج «التوك شو» بالرأي والتعليق، وتقديم كل مذيع نحو 30 دقيقة للحديث عن رأيه سواء كان سطحياً أو عقلانياً.

كذلك أكد أهمية دور المكتبة في مناقشة قضايا بارزة مثل الهجرة غير الشرعية، وحال بعض القرى في مصر، ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرجعاً للشباب...

الابتعاد عن الأيديولوجيا

ورفض د. ناجح إبراهيم، القيادي الأسبق في الجماعات الإسلامية، تدخل المكتبة في السياسة لأنها ربما تعصف بها، لذا على المكتبة أن تهتم بالعلوم الإنسانية لأنها رحبة مع الابتعاد عن الأيديلوجيا لأنها لا تنفتح على الآخر، وقال: «علينا مثلاً الجمع بين القضاء على الإرهاب وبين الحفاظ على حقوق الإنسان، وعلى المكتبة الانطلاق خارج إطارها المحلي والانتشار دولياً، ولا بد من محاولة المصالحة بين السنة والشيعة من خلال المكتبة».

الكاتب والمفكر د. عبد المنعم سعيد طرح السؤالين: «ما يجب ألا تفعله المكتبة؟ أو ما يجب عليها فعله؟ مؤكداً أن المكتبة غير مؤهلة للقيام بدور الحزب السياسي أو العمل السياسي، أو أن تكون مجالاً لإنشاء أيديولوجيا جديدة، لأن الأخيرة وظيفة المفكرين، فيما على المكتبات إتاحة الفرصة للمفكرين ليتحدثوا وينفتحوا على الآخرين، فضلاً عن تقديم الكتب المؤيدة أو المخالفة للتيارات.

وأكّد أن الدور الذي يجب أن تفعله هو العمل بسرعة أكبر وأكثر طموحاً وتجدداً يومياً، فهي لها دور كبير في محافظة الإسكندرية بما تحمله الأخيرة من قيمة، وفي ساحل البحر المتوسط، وإذا نجحت المكتبة في الإجابة عن الأسئلة الأساسية، ستقدم لمصر ما يفيدها.

طرح المطران يوحنا قلتة، النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك، تصوره بشأن المكتبة مشيراً إلى ضرورة التركيز على قيمة الإنسان، خصوصاً أن ثمة اتفاقاً بين الديانتين الإسلامية والمسيحية بأن الإنسان خليفة الله على الأرض، كذلك يجب طرح مفاهيم احترام الإنسان والحياة، لأن قيمة الحياة هي هبة من الله. وأكّد أيضاً ألا صلة لداعش بالإسلام والحضارات، فهو نتاج ظلم الحكام والتربية الخاطئة.

حقوق الإنسان

ورأى د. حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه لا يمكن تعظيم دور المكتبة في القضايا السياسية أو الخلافات الداخلية، وأن ثمة ضرورة لربطها بالحقوق الجوهرية المتعلقة بحقوق الإنسان، فضلاً عن أن المكتبة تمثّل جسراً بين مصر والمنطقة العربية والعالم.

وطالب المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، بعدم الزج بالمكتبة في العمل السياسي لأنها مسؤولة عن الجانب الفكري، ويجب أن تحتضن الحوار المجتمعي الغائب، خصوصاً مع الشباب، إذ علينا أن نسمعهم ونبحث لهم عن حلول، مقترحاً وضع وثائق الحركات السياسية كافة في المكتبة، لأنها ستكون أمينة عليها. كذلك طالب بإتاحة الوثائق للباحثين، وبذلك تكون المكتبة حافظة الذاكرة الوطنية المصرية، وطالب أيضاً باحتضان المواهب الجديدة في الفن والإبداع في خطة موسعة.

وأكدت د. حنان يوسف، عميدة كلية الإعلام في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن المكتبة مؤسسة عريقة لها استقلاليتها ولن تقوم بدور المؤسسات الحكومية، وأن ثمة ثقة متبادلة بين المثقفين وبين المكتبة، لذلك علينا أن نقوم بعمل ثقافي منتج، والتنسيق بين المؤسسات الثقافية. وأضافت أن دور المكتبة التقريب بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

وقال د. كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، إن لمكتبة الإسكندرية القديمة قيمة رمزية تجمع بين العلم والفلسفة، مضيفاً أن المكتبة الجديدة مركز إشعاع في العالم العربي، واقترح أن تبسّط المكتبة العلوم للنشء والأطفال عن طريق إخراج كتب في هذا المجال، ووضع بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم. كذلك ذكر أن الترجمة مهمة جداً، وهي مؤشر على التنمية والتقدم ويجب علينا الاهتمام بالترجمة العكسية، أي من العربية إلى الأجنبية كي يعرف الأجانب أداء العرب.

أخيراً، تحدّث الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. حاتم ربيع، وقال إنه يجب تقييم الوضع الحالي في المكتبة وأوجه القصور وآليات التنفيذ، وتدشين مركز للتسامح والتنوير لمواجهة الأخبار المغلوطة، وإنشاء إدارة لرصد حركة المؤتمرات الثقافية، واقترح تأسيس جائزة باسم المكتبة.

back to top