واشنطن تبحث ترتيبات مرحلة ما بعد «داعش»

● ستبقى في العراق لرعاية العملية السياسية
● مصير الأسد مرهون بنجاح التسويات الميدانية

نشر في 16-07-2017
آخر تحديث 16-07-2017 | 00:12
دبابات الجيش العراقي تمر أمام العبادي وأركان الدولة العراقية خلال استعراض عسكري في بغداد بمناسبة تحرير الموصل أمس (رويترز)
دبابات الجيش العراقي تمر أمام العبادي وأركان الدولة العراقية خلال استعراض عسكري في بغداد بمناسبة تحرير الموصل أمس (رويترز)
شهدت العاصمة الأميركية سلسلة من التحركات واللقاءات السياسية، فضلاً عن العديد من المواقف والتصريحات التي جاء بعضها من باريس خلال الزيارة الخاصة التي قام بها الرئيس الأميركي لفرنسا، والتي تمحورت جميعها حول ملف الحرب على الإرهاب، ومعركة استكمال تحرير المناطق التي لا يزال تنظيم داعش يحتلها في العراق وسورية.

وتشير أوساط سياسية أميركية إلى أن الحوار، الذي تديره واشنطن مع بغداد، وصل إلى نهايات تؤكد توافق الطرفين على استمرار وجود القوات الأميركية بالعراق لرعاية عملية سياسية طويلة، وقد تكون شاقة، لتلافي تكرار ما جرى بعد انسحابها منه عام 2011.

ومع تطابق تصريحات المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، بريت ماكغورك، بعيد انتهاء الاجتماع الذي دام ثلاثة أيام بين ممثلين عن الدول السبعين الأعضاء في التحالف بواشنطن، مع تصريحات ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن النقاشات والاستعدادات تتمحور حول «اليوم التالي» بعد سقوط دولة خلافة أبوبكر البغدادي، قالت تلك الأوساط إن الإدارة الأميركية تعمل مع حلفائها الغربيين على توفير ظروف ملائمة للعملية السياسية لضمان مستقبل العراق، ومنع أطراف إقليمية من تكرار هيمنتها على المشهد العراقي.

وأشارت الأوساط، في هذا السياق، إلى أهمية الحراك السياسي الجاري داخل المكون الشيعي نفسه، وإلى مغزى وأهمية الدور الذي أدته القوات العراقية الرسمية من جيش وشرطة ووحدات مكافحة الإرهاب في تحرير الموصل، ولاحقاً في استكمال تطهير تلعفر والحويجة على الحدود مع سورية.

ماكغورك، الذي تحدث أيضاً عن إجراء انتخابات محلية في مدينة الرقة السورية في مايو 2018، وعن توسيع مناطق وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي أكده ترامب في مؤتمره الصحافي مع ماكرون بباريس أيضاً، كشف عن رؤية وثقة سياسية تراهن على تعاون مثمر مع روسيا في هذا المجال، في حين قالت أوساط أميركية إن استبعاد الإشارة إلى ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد الآن يعكس تفاهماً سياسياً أوسع بين القوى الدولية على أن مستقبله السياسي بات مرهوناً بنجاح التسويات الميدانية المتدرجة، التي قررت القوى الدولية اعتمادها للوصول إلى حل سياسي مقبول من جميع الأطراف في مرحلة لاحقة.

وعلى خط آخر، اكتسب الاجتماع الثلاثي الذي عقد في البنتاغون بين مسؤولين عسكريين كبار أميركيين وعراقيين وأكراد أهمية خاصة، لحل الخلافات حول مستقبل المناطق المتنازع عليها، وسط رغبة أميركية بأن يؤجل إقليم كردستان استفتاء تقرير المصير المقرر في 25 سبتمبر إلى ما بعد التحرير الكامل.

وأوضحت تلك الأوساط أن الحوار الأميركي - التركي المتصل بهذا الملف وملف الكيانات السياسية والعسكرية الكردية القائمة على الحدود السورية - التركية، توصل إلى تفاهمات مبدئية يجري العمل على تحصينها عبر استكمال ترسيخ مناطق وقف التصعيد في سورية، وإزالة العقبات أمام تجديد التفاهم السياسي بين بغداد وأربيل، وعلى ضمان مصالح تركيا الأمنية في شمال العراق.

وذكرت أن المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات سياسية وعسكرية لافتة، خصوصاً أن إدارة الرئيس ترامب نجحت في بلورة تفاهم سياسي مع حلفائها الغربيين، وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا وبروكسل كعاصمة للاتحاد الأوروبي، على مسار سياسي يوقف تدخلات «الأنظمة المارقة»، في إشارة إلى إيران التي سماها ترامب، أمس الأول، في مؤتمره الصحافي مع ماكرون بباريس.

back to top