العلاج ضروري لتجاوز اكتئاب ما بعد الولادة

نشر في 16-07-2017
آخر تحديث 16-07-2017 | 00:00
No Image Caption
ما الذي يسبّب اكتئاب ما بعد الولادة وهل يمكن أن تصاب به المرأة بعد الولادة مباشرةً؟ هل تكون بعض النساء أكثر عرضة من غيرهنّ لهذا الاكتئاب؟ وفي أي مرحلة يصبح العلاج ضرورياً؟
قد يبدأ هذا الاكتئاب منذ الأسبوع الثاني بعد ولادة الطفل ويستمر على مر السنة الأولى من حياته. حين تشتبه المرأة بأنها مصابة بهذا الاكتئاب، يجب أن تطلب المساعدة في أسرع وقت ممكن. إذا كنت تظن أن اكتئاب ما بعد الولادة بدأ يصيب امرأة مقرّبة منك، اقترح عليها بكل سلاسة أن تتحدث إلى طبيبها عما تشعر به.

تكون المرأة أكثر عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة إذا كانت قد أصيبت سابقاً بالاكتئاب خلال الحمل أو لديها تاريخ في اكتئاب ما بعد الولادة. قد ترفع عوامل أخرى خطر إصابة المرأة بهذا الاكتئاب مثل تعقيدات الحمل أو الولادة، أو نتيجة غير متوقعة عند الولادة، أو ولادة طفل له حاجات خاصة، أو حمل توقعات غير واقعية عن تجربة الأمومة. أو يمكن أن تؤدي مشاكل لا ترتبط مباشرةً بالحمل أو بولادة الطفل إلى زيادة احتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، منها مواجهة مشاكل في العلاقة مع الشريك أو أي فرد آخر من العائلة، أو نشوء مشاكل مادية، أو غياب نظام الدعم الاجتماعي...

تشعر الأم الجديدة، عموماً، بمجموعة واسعة من العواطف خلال الأيام والأسابيع التي تلي ولادة طفلها. تكون التقلبات المزاجية ونوبات البكاء والقلق وصعوبة النوم حالات اعتيادية بعد ولادة الطفل. غالباً ما تبدأ هذه الردود العاطفية خلال أول يومين أو ثلاثة أيام بعد ولادة الطفل وقد تدوم لفترة تصل إلى أسبوعين. لكن إذا استمرّت تلك الأعراض لفترة أطول وبدأت تتفاقم مع مرور الوقت بدل أن تتلاشى، تدخل الحالة في خانة اكتئاب ما بعد الولادة.

ما من سبب واضح لهذا الاكتئاب. تتعلق المشكلة على الأرجح بخليط من التقلبات الهرمونية وقلة النوم وحصول تغيرات بارزة في أسلوب الحياة بعد ولادة الطفل.

من الضروري أن تعالج المرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتحديداً إذا كانت تجد صعوبة في أداء نشاطات يومية أو التقرّب من الطفل الجديد. قد يشمل العلاج مناقشة مشاعرها ومخاوفها مع طبيب التوليد أو اختصاصي في الصحة العقلية (طبيب نفسي أو عالِم نفسي) ويجب أن يكون الأخير مطّلعاً على تفاصيل اكتئاب ما بعد الولادة. قد تكون مضادات الاكتئاب مفيدة أيضاً. يمكن اللجوء إلى مجموعة متنوعة من مضادات الاكتئاب الآمنة بالنسبة إلى الأم التي ترضع طفلها كي لا تؤثر الأدوية الرضاعة.

يمكن تحقيق التعافي أيضاً عند القيام بخيارات صحية على مستوى أسلوب الحياة. يساهم اتباع حمية صحية وممارسة تمارين منتظمة والنوم لمدة كافية في تحسين المزاج وتخفيف بعض أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. يمكن أن يقترح مقدم الرعاية الصحية جماعات دعم خاصة بالأمهات الجديدات أو شبكات تربوية محلية.

قد يصعب أحياناً على أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أن يثير موضوع اكتئاب ما بعد الولادة مع أم أنجبت لتوها. لكن إذا واجهت امرأة تهمّك عواطف مضطربة بعد أسابيع على ولادة طفلها أو أكثر، شجّعها على التكلم مع طبيبها. قد يُحدِث العلاج السريع فرقاً كبيراً بالنسبة إلى الأم وعائلتها.

back to top