خاص

يوسف لـ الجريدة•: الإعلام المصري يتمتع بهامش حرية ضئيل

«حجب المعلومات يعوق مكافحة الإرهاب... و70% من الإعلاميين غير مهنيين ولا يتقبلون المعارضة»

نشر في 15-07-2017
آخر تحديث 15-07-2017 | 00:03
 أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة محمود يوسف
أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة محمود يوسف
ذهب أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة محمود يوسف، إلى أن الإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص لا يتمتع إلا بهامش حرية ضئيل جداً، معتبراً في مقابلة مع «الجريدة» أن حجب المعلومات من جانب الدولة يعوق مكافحة الإرهاب عبر وسائل الإعلام، مضيفاً أن دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يجب أن يكون رقابياً، بحيث يتعامل مع الإعلاميين المتجاوزين وفق القانون... وفيما يلي نص المقابلة:

• ما تقييمك لأداء الإعلام في مصر حالياً على المستويين الرسمي والخاص؟

- خريطة الإعلام الحالية تنقسم إلى شقين: الإعلام الخاص سواء القنوات الفضائية أو الصحف، وإعلام الدولة الذي يبث من خلال قنوات حكومية، أو ينشر من خلال الصحف القومية، وفي كل الأحوال أرى أن الدولة هي الطرف الأصيل المتحكم في الإعلام والصحافة الفترة الراهنة، وللأسف لا يستطيع أحد إنكار أن الإعلام يتمتع بهامش من الحرية لكنه ضئيل جداً، ويزداد بشكل ملحوظ الأداء الإعلامي غير المنضبط من الناحية المهنية والأخلاقية بنسبة تصل إلى 70 في المئة، فحين يتم عرض وجهة نظر معارضة يتم تصنيفها بشكل فج، وللأسف الممارسات الإعلامية أصبحت دعائية وغير مهنية، وأصبحنا نرى الإعلاميين يسبون وينكلون بسمعة الأفراد على الهواء، وهذا يعكس توجه المجتمع إلى الحلول البديلة مثل مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنها تكون أداة غير دقيقة في كثير من الأمور.

• ما يراه البعض قيوداً على حرية الإعلام يراه آخرون إجراءات تتماهى مع المرحلة الحالية التي تتطلب تحقيق استقرار في البلاد، ما تعليقك؟

- من المؤسف القول ان هامش الحريات أصبح يضيق بشكل ملحوظ، وأصبحت المبررات التي تقال في هذا الإطار أن الدولة تمر بظروف شديدة الصعوبة، وهذا من شأنه أن يزيد الأمر تعقيداً، في ظل غياب الردود الرسمية، حيث يسمح ذلك لجهات ومنابر أخرى بنشر الأكاذيب وإطلاق الشائعات بشكل سريع ومؤثر، وفي رأيي لا يوجد استقرار دون شفافية وحرية تداول للمعلومات، حيث إن السيطرة على المجال العام لا تقطف ثماراً حميدة في ظل الضغوط الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد وتنعكس بدورها على المواطن.

• الإعلام يجب أن يكون له دور فاعل في مجابهة الإرهاب... كيف يكون ذلك؟ وهل ترى أن الإعلام المصري مقصر في دوره هذا؟

- دور الإعلام أن يكون مرآة حقيقية للواقع الذي يفرض نفسه على المجتمع، حيث إن الإرهاب ومجابهته قضية تفرض نفسها على جميع بلدان العالم حالياً، لكن المعالجة الإعلامية في مصر لقضية الإرهاب تتوقف على رصد الحدث فقط، بينما التفاصيل والحقائق قد يغيب بعضها، إلى جانب غياب طرق العلاج لوقف هذا المد من التطرف، ولأن قضية الإرهاب تمس جوهر المجتمع، حيث يعكس ذلك زيادة التطرف الديني وغياب الحقوق والعدالة في وزيادة العنف وقمع الحريات، وكلها أسباب لا يتناولها الإعلام، لأنه أصبح أحادياً بشكل كبير، إضافة إلى أن حجب المعلومات قد يعمِّق الأمر أكثر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب عبر وسائل الإعلام.

• إلى أي مدى ترى أهمية الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟

- دور المجلس يجب أن يكون رقابياً مادام أنه جهة خُصصت تحديداً للإعلام، وأعتقد أنه طالما وجدت بنية قانونية تحسم القواعد المهنية والأخلاقية وتتعامل مع أي تجاوز قد يكون دور المجلس مؤثراً.

• ما الدور الذي يجب أن تقوم به الهيئة الوطنية للإعلام للنهوض بالمهنة؟

- يجب وضع معايير محددة لمهنة الإعلامي، خصوصا أن هناك المئات في الإعلام الرسمي على سبيل المثال لا يحملون شهادة إعلام، ثانياً أن تتم ممارسة المهنة بعيداً عن وجهات النظر وإهانة الرأي الآخر، بل يجب فتح مجال أوسع له مما هو عليه الآن، على أن تتحمل كل وسيلة إعلامية عواقب أي إعلامي يحاول الخروج عن الشروط الموضوعة للمهنة.

back to top