High Light: الإدارة بالحب مدخل للإصلاح

نشر في 15-07-2017
آخر تحديث 15-07-2017 | 00:05
 د. حمود حطاب العنزي المتتبع للواقع السياسي الكويتي لا يخطئ حقيقة مفادها أننا نعيش أزمة إدارية مزمنة منذ زمن بعيد، فنظامنا السياسي الذي يعتبر نفسه ديمقراطياً لا هو رئاسي ولا هو برلماني، لكنه اختراع كويتي خليط بين النظامين، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر جُبِلت السلطة على شراء الولاءات السياسية من خلال ترضيات التعيينات، بناءً على خلفيات قبلية وطائفية وفئوية، على حساب مبدأ اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب الغائب تماما، ويكفي أن نذكر أن ديوان المحاسبة منذ تأسيسه لم يمنح كتاب إشادة إلا لقيادي واحد هو د. سليمان الحربش، الرئيس السابق للمكتب الصحي في ألمانيا، الذي للأسف يتعرض الآن لحملة تشويه، على خلفية المواقف السياسية لأخيه النائب د. جمعان الحربش، ولاسيما التي تتعلق بوزارة الصحة، والكل تابع تصريحه الشهير الذي تمت بسببه إقالة ثلاثة وكلاء في «الصحة» دارت حولهم شبهات فساد.

تمثل هذه الحالة البعد السيئ من صورة تردي الأنظمة الإدارية والتي تسمح لتدخل حكومة الظل لتحريك أدواتها لتعطيل أي إنجاز حكومي أو تشريعي، مستغلة الأزمة الإدارية في البلد وما نتج عنها من نمط قيادي تسيبي يخدم بالدرجة الأولى المتنفذين ومصالحهم الخاصة.

نحتاج إلى رؤية واضحة للإصلاح الإداري قادرة بعمق على استيعاب وهضم ثقافة العصر الرقمي الذي أصبح مصدراً مهماً من مصادر القيم التي يتشربها شبابنا، وحسبك متابعة الجديد على التواصل الاجتماعي لتكتشف الكم الهائل من القيم السلبية التي يتعرض لها هؤلاء الشباب.

نحتاج إلى رؤية ذات نمط إداري ناجح يشمل معايير واضحة في الاختيار ؛ فالديمقراطية الإدارية بما تحمله من علاقات إنسانية والتي تقود حتماً إلى الاحترام المتبادل بين الرئيس والمرؤوسين تكون أهم ملامح هذا النمط؛ لتتشكل بعد ذلك بيئة صالحة رحبة تستوعب الجميع على اختلاف خلفياتهم الاجتماعية، فالقاسم المشترك بينهم هو حب الوطن والرغبة الصادقة في تنميته؛ نتحدث عن غرس قيم الولاء في نفوس المواطنين بكل الأشكال والمستويات؛ فيبدأ الولاء للكويت والمجتمع بكل مكتسباته وللأسرة، وينتهي بولاء للمؤسسة مكان العمل.

إن الإدارة بالحب هي المدخل الصحيح للعودة بمؤسستنا إلى تكاملها وتوازنها ومرونتها في ظل مبادئ الدستور الكويتي الذي أكد في أكثر من مادة على حقوق الإنسان وتقبل الآخر وتنظيم العلاقات والتعايش من خلال مبادئ الأخلاق التي تحث على التعامل الإنساني بين المواطنين داخل وخارج العمل.

فالحب هو الأداة الرئيسة والعصا السحرية للفسلفة القائمة على الارتقاء بالذكاء العاطفي للعاملين، وتدريبهم على إدارة عواطفهم وحثهم على التعبير عنها في أماكن العمل، لتتم صيانة لرأس المال الاجتماعي وتنميته.

ختاماً:

إن الأجهزة الحكومية الحالية لا تستطيع القيام بمهمتها في ظل ترهل الأنظمة وتفشي الثقافة الاستهلاكية في المجتمع، وما نتج عنها من قيم مادية أثرت بشكل مباشر على أداء الفرد داخل منظومة العمل، زد على ذلك الإهمال والتسيب وعدم القدرة على التخطيط.

لذلك يجب التكاتف من جديد لمواجهة تحديات هذه الأزمة، والخروج بصيغ إدارية يتبناها الجميع لا محل فيها للمحاصصة السياسية في اختيار القيادي، والقائمة على المكاسب الآنية.

ودمتم بخير

back to top