خاص

مصر : عشماوي: شنقتُ ألفاً أشهرهم الجاسوسة هبة سليم

قال لـ الجريدة•: «أديت الحج بتوصية من العادلي... ومنفذ أحكام الإعدام في الكويت تلميذي»

نشر في 12-07-2017
آخر تحديث 12-07-2017 | 00:05
عشماوي
عشماوي
في ظل تزايد جرائم الإرهاب التي تنظرها المحاكم المصرية، وصدور أحكام إعدام بحق بعض مرتكبيها، كان لابد أن نلتقي منفذ تلك الأحكام في مصر، حسين قرني، الذي يعرفه المصريون باسم «عشماوي»، نسبة إلى أول من امتهن ذلك العمل في مصر.
عشماوي سرد، في لقاء مع «الجريدة»، تفاصيل عمله خلال عقود طويلة في القصاص من المجرمين... وفيما يلي نص اللقاء:

• كيف التحقت بتلك المهنة؟

- أنا من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1947، ودخلت الجيش وخرجت منه عام 1967، فقدمت طلبا للالتحاق بالعمل في قطاع السجون "عسكرياً"، وبعدها بشهر وصل إلي خطاب الالتحاق بسجن الاستئناف، وكانوا يستفيدون من بنياني الضخم وملامحي الصارمة وشاربي الكبير، حيث كنت أرافق السجناء الخطيرين، وحين رأيت "عشماوي"، لأول مرة، تمنيت أن أكون مثله، فقد كان يأخذ مقابل تنفيذ كل حكم إعدام 5 جنيهات، في حين كان مرتبي 15 جنيهاً شهرياً، وذات يوم خرج مساعده إلى المعاش وبالصدفة اختارني مدير المصلحة وقتها لأكون مساعداً لعشماوي.

• هل تذكر أول حالة إعدام نفَّذتها؟

- من يمتهن مهنتي تلك لا يمكنه أن ينسى، وأول حالة إعدام نفذتُها كانت في سبعينيات القرن الماضي، لاثنين (سيدة وشقيق زوجها)، قتلا الزوج لاستكمال علاقة آثمة جمعتهما، وقبل الذهاب للتنفيذ خاصمني النوم يومين، وأصابني خوف لم أشعر به قبل ذلك.

• من أسهل في عملية الشنق الرجل أم المرأة؟

- الرجل بكل تأكيد، فالسيدة بطبيعة جسدها ذات رقبة لينة، ويمكن أن تحدث مشاكل لحظة الشنق، مثل أن يفصل الحبل جسدها عن رأسها تماماً.

• من أشهر الذين حضرت إعدامهم مع معلمك "عشماوي"؟

- حضرت إعدام الإخواني سيد قطب، والذي دخل مُهللا على "حبل المشنقة" وظل مبتسماً، وعندما طالبوه بنطق الشهادتين قال: "فزتُ ورب الكعبة"، كما أعدمت "عزت حنفي" خُط الصعيد وإمبراطور النخيلة، الذي لم يكن خائفاً من الإعدام وصعد بنفسه إلى "الطبلية" ونفذ كل ما أمرته به، وظل متمالكاً نفسه وسألته "نفسك في ايه؟" فقال: "رد المظالم لمن ظلمته من أهل النخيلة"، ونظر لي قائلا: "خلص.. هي موتة ولا أكتر؟"، كما أعدمتُ هبة سليم أشهر جاسوسة مصرية، وكانت لا تنطق بكلمة، ونطقت الشهادتين بالكاد، وأشرفت على إعدام الإرهابي عادل حبارة.

• ما أشهر المواقف الغريبة التي صادفتك أثناء الإعدام؟

- أثناء إعدام سيدة في سجن شبين الكوم عند إمساكي بالحبل حدث زلزال، فأطلق أهلها الزغاريد، وزعموا أنها صاحبة كرامة, وظنوا أنني سأهاب إعدامها، إلا أنني نفذتُ الحكم فيها، وذات مرة انقطع الحبل أثناء تنفيذ الحكم على أحد المجرمين، واضطررنا لتبديله بآخر، كما كانت هناك سيدة فاتنة الجمال، قتلت زوجها بطريقة بشعة، وطلبت قبل تنفيذ الحكم ألا يراها أحد وهي تشنق، وبالفعل ظلت تخبِّئ وجهها حتى وصلت إلى "الطبلية" لكنني رفضت وأصررت على كشف وجهها ورؤية رقبتها جيداً، وهنا فوجئت بجمالها النادر، والكثير ممن رأوني قبل التنفيذ فقدوا وعيهم وهناك سيدة ماتت قبل التنفيذ من شدة الرعب.

• كم عدد عمليات الإعدام التي نفذتها؟

- 1070 حالة.

• هل قابلت وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي؟

- مرة واحدة بعد تنفيذي حكم إعدام بحق 5 مدانين في قضية اغتصاب، ووقتها تم استدعائي لوزارة الداخلية للقاء صحافيين، وشعرت برهبة شديدة لأن حبيب العادلي كان وزيراً قوياً، وحين قابلته ابتسم وأعطاني مكافأة مالية، فوضعتها في جيبي، وطلبت منه أن أذهب إلى الحج على نفقة الوزارة وقد حدث.

• هل جاءت إلى مصر بعثات لتعليم منفذي الإعدام طريقة القصاص بالشنق؟

- جاءت بعثة من الكويت إلى مصلحة السجون المصرية، وقد علَّمت منفذ أحكام الإعدام لديهم الشنق على الطريقة المصرية، وهي مثل السيف تماماً في حدتها.

back to top