Megan Leavey فيلم فريد عن الحرب

نشر في 08-07-2017
آخر تحديث 08-07-2017 | 00:00
كيت مارا وكلبها في الفيلم
كيت مارا وكلبها في الفيلم
يروي Megan Leavey (ميغان ليفي) قصة حقيقية، ولا شكّ في أنه فيلم فريد عن الحرب. يتناول بطولة، وتضحية، وعلاقة نشأت في ساحة القتال. لكن هذا العمل يتميَّز بأن الرواية التي يسردها شخصيةٌ جداً، وذلك يلغي الاعتبارات السياسية كافة. يصيب Megan Leavey بتركيزه على الجنود، خصوصاً الجنود الذين لا نرى دوماً قصصهم على الشاشة: النساء والكلاب.
يحمل فيلم Megan Leavey اسم امرأة حمت الجنود في العراق بمساعدة كلبها من وحدة اكتشاف المتفجرات، العريف ريكس. صحيح أن قصته تدور حول الحرب، إلا أنها تركّز في تفاصيلها على الرابط بين البشر والحيوانات. تتولى إخراج هذا العمل مخرجة Blackfish غابريلا كوبرثوايت، علماً بأنه أول فيلم سينمائي لها، وتشارك فيه النجمة كيت مارا، التي تأثرت كثيراً بدفاع كوبرثوايت عن الحيوانات في الفيلم الوثائقي Sea World.

إذاً، يسلّط Megan Leavey الضوء على العلاقة بين عناصر وحدة الكلاب والأشخاص الذين يتولون توجيهها، فيتحوَّل الفيلم عن الحرب إلى قصة عن رابط عاطفي يولد تحت النيران لا عن الظروف التي قادت إلى أحداث مماثلة.

تتطوع ليفي (مارا) في البحرية للهرب من حياتها التي وصلت إلى حائط مسدود. وهناك تعثر على هدف لحياتها ورفيق لدربها: ريكس. ولما كانت جندية تتولى توجيه كلب من فرقة الكلاب في العراق خلال ذروة الصراع في مطلع العقد الماضي، فتضطر إلى العمل على الجبهة حتى قبل أن يُسمح للنساء بالمشاركة في القتال. وتنجح كوبرثوايت في تصوير شعور الانزعاج السقيم والرعب المخيف الذي يولد مع دخولك منطقة تجهلها وقد تدوس فيها على قنابل مزروعة في كل مكان. تتعرّض ليفي لإصابة في الحرب، فتُمنح وسام القلب الأرجواني وتغادر سلاح البحرية. إلا أن هذه الخطوة تؤدي إلى انفصالها عن ريكس، الذي يُرسَل مجدداً إلى الحرب. وهكذا، تبدأ نضالاً لتستعيد صديقها العزيز.

دوافع الشخصيات

صحيح أن أحداث الفيلم تبدأ عام 2001، إلا أنه لا يأتي على ذكر هجمات 11 سبتمبر. في المقابل، يركّز الكتّاب باميلا غراي، وآني مومولو، وتيم لوفستيدت على الدوافع بين الشخصيات، مبقين الأضواء مسلطة على تجربة ميغان مع ريكس. فضلاً عن ذلك، نلاحظ محوراً آخر غير معلن إنما دائم الحضور في مختلف أجزاء الفيلم: اضطرابات الصحة العقلية. لا نعلم ما إذا كانت ميغان واجهت حقاً صراعاً مماثلاً، إلا أنه يظلّ مشكلة يُبتلى بها كثير من المحاربين السابقين. وفي هذا الفيلم، تولّد تحديات الصحة العقلية هذه تفاعلاً مؤثراً في قصة ميغان: تجعلها كآبتها تتطوَّع في الجيش، وتعزِّز الصدمة علاقتها بريكس، ويدفعها حزنها ما بعد الحرب إلى التحرك لاسترجاعه.

صحيح أن هذا المحور يتفاعل تحت السطح، إلا أن الحوارات التي تُبرزه تبدو صريحة أكثر من اللازم. لا شك في أن الحيوانات تشكِّل أدوات جيدة في النص، لما كانت الشخصيات تستطيع التعبير عن مشاعرها نيابة عنها، فإنها لا تعدّ أسلوب الكتاب الأكثر إتقاناً وفاعلية.

لحظات درامية غير مبالغ فيها

لا تميل كوبرثوايت كمخرجة إلى اللحظات الدرامية المبالغ فيها، حتى إن هذه اللحظات تنقضي غالباً بسرعة مفاجئة في أعمالها. صحيح أن هذا الأسلوب يؤدي أحياناً إلى دوافع شخصية ربما تبدو ناقصةً وسطحيةً إلى حد ما، إلا أنه يُعتبر منعشاً في هذا النوع من الأعمال. فمع أن Megan Leavey يدور حول بطولة في زمن الحرب، فإنه لا يتحوَّل إلى فيلم عن الوطنية الصافية التي تفيض بالمشاعر. على العكس، يبدو دراما حميمة عن رحلة شخصية وقصة عن الحب والصداقة الحقيقيين: كيف يدفعك الدفاع عن الآخرين إلى الدفاع عن نفسك. ولا شك في أن هذه العبر تصح في كل زمان ومكان وتبقى دوماً مصدر إلهام.

أحداث الفيلم تبدأ عام 2001 إلا أنه لا يأتي على ذكر هجمات 11 سبتمبر
back to top