زبدة الهرج: الرجال وأشباه الرجال

نشر في 08-07-2017
آخر تحديث 08-07-2017 | 00:08
 حمد الهزاع أجريت معه لقاء صحافياً حصرياً قبل أربع سنوات تقريبا في منزله بدولة الإمارات، وأطلعني على خفايا اجتماعات حكومته التي شارك فيها بوصفه وزيراً للثقافة آنذاك، وقبل ثلاثة أيام اتصلت به ودار بيننا حديث حول أوضاع الوطن العربي والأزمة السورية التي طال أمد انفراجها... هو الأخ العزيز الدكتور رياض نعسان وزير الثقافة السوري السابق، والمتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، والذي أثنى على سمو أمير البلاد، واعتبر سموه زعيم العرب والأب الحنون الذي يحمل في قلبه هَمَّ الأمة العربية، وأن مواقف سموه من القضية السورية على جميع الصُّعُد لا تنسى أبداً، وما قدمه سموه من مساعدات مالية سخية من خلال المؤتمرات الثلاثة للمانحين التي عُقِدت بالكويت أو الرابع الذي عُقِد في لندن ينم عن إنسانية قائد الإنسانية.

طرحت على الدكتور رياض سؤالاً كان يجول في صدري عن محكمة العدل الدولية في لاهاي! لماذا لم تعقد أي جلسة إلى الآن بخصوص الأطراف المتسببة في قتل الأبرياء السوريين؟ وما سبب عدم اهتمام الأمم المتحدة بملف مجرمي الحرب في سورية، كما فعلت بجنرالات الصرب الذين ارتكبوا الفظائع بحق الشعب البوسني؟ وكلنا يتذكر مذبحة سربرنيتشا، فباح لي بتحسر بأن المشكلة تكمن في الأمم المتحدة التي لم تأخذ بعين الاعتبار أياً من الملفات التي قدمت إليها، والتي تحتوي على "بلاوي" وكوارث ارتكبت بحق الشعب السوري الأعزل، والذي يُقتَل ويُنكَّل به على مرأى ومسمع من العالم، وتساءل: هل الأمين العام للأمم المتحدة والأميركيون والأوروبيون لم يشاهدوا الفيديوهات وصور البشر الذين قُتِلوا بالكيماوي أو بباقي آلات الفتك أم أنهم كانوا يشاهدون مباريات كرة قدم؟ ولا يخفى على أحد أن النظام السوري وحلفاءه و"داعش" وبعض الجبهات التي تعمل خارج مظلة الجيش الحر جميعهم اشتركوا في جرائم حرب في سورية، والجميع يعلم أن الشعب السوري مغلوب على أمره ولا يملك من الأمر شيئا، وكل ما نسمعه هو مجرد وعود بالوقوف إلى جانبه لتخليصه من الظلام الذي هو قابعٌ فيه، ولذلك من الواضح أن الدول العظمى تريد إطالة أمد الأزمة، ولا يهمها موضوع مجرمي الحرب.

ثم أما بعد:

إن أسعفتني الذاكرة... في أحد المؤتمرات كان عبدالباري عطوان يقف مع مجموعة من الصحافيين، وكان سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وزيراً للخارجية فِي ذلك الوقت، فذهب سموه وسلم على الصحافيين بما فيهم عبدالباري، وقال له: "نحن نختلف سياسياً ولكن لا نكره أحداً أو نسيء له"، ولكن السفيه عطوان لم يتعلم من كلمات سموه كرم الأخلاق وحلم الرجال وشجاعة الأبطال وبقي ينبح كما هو ولم تغيره الأيام والسنون.

back to top