«شاشات سوداء»... مصير ينتظر الفضائيات المصرية المتعثرّة

نشر في 08-07-2017
آخر تحديث 08-07-2017 | 00:03
فوجئ المشاهدون بتسويد شاشتي قناتي «الحياة» و«الحياة 2»، ووقف خدماتهما بما فيها كهرباء البث المباشر، كإجراء أولي، تمهيداً لفسخ التعاقد المبرم بينهما وبين مدينة الإنتاج الإعلامي نهائياً، لعدم الوفاء بسداد الديون المستحقة عليهما.
بعد قطع بث قناتي «الحياة»، أصدرت مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر بياناً حمّلت فيه المسؤولية الكاملة لإدارة هذه الشبكة (الحياة والحياة 2) وبرأت ساحتها، إذ كشفت استنفاد الطرائق السلمية والقانونية كافة معها، موضحةً أنها منحتها مهلاً عدة لسداد ديونها، وسبق أن وجهت إليها ثلاثة إنذارات قانونية بفسخ التعاقد منذ شهر أبريل الماضي. بناءً عليه، أرسلت الشبكة خطاباً إلى المدينة ممهوراً بتوقيع المالك، تعهّد فيه بسداد الديون المستحقة في موعد 12 أبريل الماضي، إلا أنه لم يلتزم بالمهلة.

تابع البيان: «حرصاً منها على إتاحة الفرصة للشبكة ومراعاة لمبدأ تكافؤ الفرص، أبقت المدينة على الحد الأدنى من الخدمات خلال شهر رمضان، ولم تتخذ إجراءات قطع القناتين كي تتمكنا من تحقيق إيرادات تسمح لهما بالوفاء بالتزاماتهما تجاه المدينة. غير أن الإدارة أصرّت على موقفها بعدم السداد، بل ضربت بالإجراءات الودية كافة عرض الحائط».

من جانبهم، حاول مسؤولو «الحياة» حلّ الأزمة سريعاً وأجروا محاولات عدة بعد دقائق من قطع البث، وتواصلوا مع رئيس مجلس إدارة «المدينة» أسامة هيكل لإعادة البث والاتفاق على نظام جديد لجدولة المديونية، إلا أن الإدارة أصرّت على موقفها إلى حين سداد نصف المديوينة على الأقل قبل إعادة البث، ولضمان حسن النويا من «الحياة»، خصوصاً أنهم تجاهلوا الخطابات الودية والإنذارات الرسمية الصادرة من المدينة خلال الأسابيع الماضية.

تعثرات وديون

حادثة «الحياة» ليست الأولى، إذ أغلقت سابقاً قنوات عدة بسبب تعثرها في سداد الديون، لكنها كانت ضعيفة غير مؤثرة، إلا أن الوضع اختلف هذه المرة كثيراً، ما جعل البعض يطالب بتطبيق الطريقة نفسها مع المؤسسات الإعلامية الأخرى المتأخرة في سداد ديونها.

فضائيات كبيرة أخرى مديونة لـ «الإنتاج الإعلامي»، بحسب تقرير «القوائم المالية» الصادر عن «المدينة» بتاريخ 31 مارس 2017، من بينها مثلاً: «روتانا» بمليونين و815 ألف جنيه، و«المحور» بثلاثة ملايين و673 ألف جنيه، و«ميلودي» بخمسة ملايين و361 ألف جنيه، و«أوربيت» بأربعة ملايين و656 ألف جنيه، وتلفزيون السعودية بمبلغ 879 ألف جنيه، وقنوات «كايرو دراما» بمليون و895 ألف جنيه، واتحاد الإذاعة والتلفزيون بمبلغ 43 مليوناً و792 ألف جنيه، و«دريم» بـ864 ألف جنيه.

من جانبه، أكّد مالك قنوات «دريم» د. أحمد بهجت أنهم حريصون على عدم تراكم الديون لدى «الإنتاج الإعلامي»، موضحاً أنهم يسارعون إلى سدادها كي لا تتفاقم الأزمة وتصبح المبالغ كبيرة، وأن فضائيات مصرية عدة تعاني أزمات مالية بسبب السوق الإعلاني المتخبِّط.

من ناحيته، أكّد رئيس قنوات «الحياة» محمد سمير أن مسألة عودة بث قناتي «الحياة 1» و«الحياة 2» أمر مفروغ منه، وسيتم سداد نصف المديونية المتراكمة كنوع من إثبات حسن النوايا. ثم بعد ذلك، سيعود الإرسال مباشرة، مشيراً إلى أنه تواصل مع «الإنتاج الإعلامي» فور وقوع الأزمة، مشدداً على أن الديون المتراكمة على قنواته تعود لسياسات الإدارة القديمة لـ«الحياة».

وأوضح سمير أن الديون سببها التكاليف الكبيرة من دون وجود سقف مادي، أو ميزانية تحكم المصاريف، مشيراً إلى أن القناة ليست على وشك الإفلاس كما يشيع البعض، لا سيما أن سوق الإعلام تؤثر فيه الإشاعات، وأن «شاشة القناة أصبحت أقوى من أي وقت مضى».

د. سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق في مصر، يرى أن مدينة الإنتاج الإعلامي اضطرت إلى قطع الإرسال عن «الحياة» بعدما تراكمت ديونها، موضحاً أن «الإنتاج الإعلامي» مؤسسة تتضمّن عاملين ومساهمين كثيرين، يطالبون بتحقيق أرباح وتحصيل مستحقاتهم كي لا تتمادى بقية القنوات في عدم سداد ديونها.

رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي

أكّد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل أنه والقيمين على «الإنتاج الإعلامي» لن يجاملوا أحداً في تحصيل الديون ولن يتهاونوا مع الوضع في اعتبار أنهم يراعون عدم الوصول إلى إغلاق أية قناة بسبب ديونها، مؤكداً إرسال خطابات إنذار إلى مالكي تلك الفضائيات، ثم قطع الاتصالات والكهرباء عنها، وصولاً إلى قطع الإرسال ووقف البث لكن بعد استنفاد الطرائق السلمية كافة، مشدداً على أنه استطاع خلال الفترة الأخيرة تحصيل أجزاء كبيرة من الديون المتراكمة على هذه المؤسسة الإعلامية العملاقة من إيجارات الأستوديوهات وغيرها.

فضائيات مصرية عدة تعاني أزمات مالية بسبب السوق الإعلاني المتخبِّط
back to top