برامج «الديتوكس» الحقيقية وأهميتها الصحية

نشر في 07-07-2017
آخر تحديث 07-07-2017 | 00:07
 د. روضة كريز نظراً لكثرة التنقل بين البلاد شرقا وغربا، كنت أضطر لتغيير نظام حياتي وغذائي عما كنت معتادة عليه! مما أثر سلبا في حالتي الصحية، وتعرضت كثيرا لأزمات الربو العصبي والحساسية، والاضطراب المعوي، والقولون العصبي، حسب المسميات التي شخصها الأطباء وقتها، مما دفعني بعد دراساتي في التغذية، إلى تجربة الكثير من الأنظمة الغذائية التي قد تقول "وداعا" لكثير من الأمراض.

وبعد أن تخصصت في التغذية العلاجية وجدت أن لكل جسم نظامه الغذائي الخاص به في عمليات الأيض وطرح السموم الغذائية والبيئية من الدم والجسم، وتقوية الجهاز المناعي ضد المؤثرات الخارجية، وكبحه ضد نفسه! وكل ذلك عن طريق تصحيح الأخطاء الغذائية ونظام الحياة اليومي الذي نرتكبه بحق أنفسنا.

غير أنه انتشرت كثيرا دعايات تجارية عن هذا النوع من الأنظمة الغذائية، وتم استغلال المسمى لعدة طرق ليس لها علاقة بالمصطلح العلمي له، ولا بالهدف المنشود من ورائه، وظهر كثير من الأنظمة الغذائية التي تنادي في تطهير الكبد أو غسل الكلى أو معادلة الدم وغيرها.

كما استغل هذا المسمى في برامج التخسيس وإنقاص الوزن عند المرضى في السمنة العنيدة، غير أن برامج تنقية الدم من السموم الغذائية DETOX الصحيحة قد تعالج تماما مرضى الضغط والقلب والكولسترول المرتفع، وأمراض المناعة، في حال تم اتباع النظام الصحي الشامل بحذافيره، مع تغيير العادات الخاطئة التي كانت السبب في ذلك المرض.

كما يجب أن نؤمن بأن هذا الجسم بما يحتويه من غدد وأجهزة أوتوماتيكية لا تنام، ولا تتوقف عن العمل ما دام الشخص على قيد الحياة! وتعمل هذه الأنظمة متعاونة بأمر من خالقها على سلامة الشخص وتخليصه من السموم أولا بأول، حسب طاقات الاختزان الحرارية والغذائية.

لذلك نجد أن هذه الأنظمة تنفع جدا عند الابتعاد عن المواد الكيميائية المضافة للأغذية، كالمواد الحافظة والأصباغ والمحليات، كما أن الابتعاد عن الوجبات السريعة، ومنتجات الطحين الأبيض (المكرر)، والحلويات والأكلات المقلية، وزيادة شرب الماء المعقم كما ذكرنا في مقال سابق، سيجبر الجسم على تطهير نفسه بطريقة صحية وقوية، ويجب الاحتراز من الماء المكرر كثيرا لما يحتويه من معادن ثقيلة، قد تصل لدرجة التسمم!

ولا بد من الحركة في الهواء الطلق، أو المشي مما يزيد من قوة تدفق الدم ورفع نسبة الأكسجين في الجسم للتطهير الطبيعي خلال عملية قلب الغذاء، وطرح الزائد من العرق والبول محملا بالسموم خارج الجسم، غير أن تعرضنا للروائح الكيميائية والأبخرة الملوثة للجو ما زال يقيد كثيرا من أنظمة حياتنا، مما يتطلب منا البحث بجدية عن الحدائق والأماكن الخضراء التي قد تساعد في تنقية الهواء الذي نستنشقه أيضا، وعندها سنكون فعلا استفدنا من نظام "الديتوكس" الحقيقي والمقصود الصحي منه!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top