«تقليص زمن الحلقات»... بداية النهاية لصناعة الدراما؟

نشر في 02-07-2017
آخر تحديث 02-07-2017 | 00:05
رغم كثرة الأعمال التي تعرضها الشاشات المصرية، فإن الرابط المشترك بينها قصر مدة الحلقات، لدرجة أن بعضها لا يتجاوز الـ 20 دقيقة بعدما كان زمن الحلقة 45 دقيقة كاملة من دون مط أو تطويل. فهل جاء تقليص مدة العرض بسبب كثرة الإعلانات وارتباط القنوات بزمن محدد لكل مسلسل؟ أم أنها حالة من الاستسهال من الصانعين يصنفها البعض «غشاً تجارياً»؟
بنظرة سريعة يمكن القول إن المسلسلات الكوميدية هي الأكثر انتماء إلى ظاهرة الحلقات القصيرة. مثلاً، «خلصانة بشياكة» لأحمد مكي وشيكو وهشام ماجد أحد أقل المسلسلات في مدة عرضه، إذ لم تتخط الحلقة منه الـ24 دقيقة، بل وصل بعض الحلقات إلى 20 دقيقة مع شارتي البداية والنهاية.

«ريح المدام» من بطولة أحمد فهمي وأكرم حسني ومي عمر هو أيضاً أحد أقصر الأعمال الدرامية، إذ لم تتخط الحلقة منه 25 دقيقة، بل يصل بعض الحلقات إلى 22 دقيقة فقط.

«في اللا لا لاند» لدنيا سمير غانم اختزل بطريقة ملحوظة، إذ وصلت مدة الحلقة إلى 22 دقيقة أو 23، وبعد إضافة شارتي البداية والنهاية تصبح 26 أو 27 دقيقة فقط.

واختزال زمن الحلقات لم يتوقف على الأعمال الكوميدية، فمدة الحلقة من «واحة الغروب»، من بطولة خالد النبوي ومنة شلبي، 25 دقيقة علماً بأن شارة البداية وحدها أربع دقائق.

تلك الظاهرة عرفها الجمهور في العام الماضي، وارتبطت بالمسلسلات التي يتواصل تصويرها عادة حتى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. بتعبير أدق، تتجه غالبية الأعمال نحو تقليص الحلقات الأخيرة أحياناً، كما حدث مع «القيصر» الذي عرض في العام الماضي، ووصلت مدة الحلقة منه إلى 15 دقيقة، كذلك الحلقة قبل الأخيرة من «ظرف أسود» الذي عرض في العام قبل الماضي لم تتجاوز مدتها 15 دقيقة.

التسويق والترويج

تقول الناقدة ناهد صلاح إن وصول الحلقات الدرامية إلى الوضع الحالي مسألة لا علاقة لها بالدراما ولا بالكتابة، بدليل أن الإيقاع يكون سريعاً أحياناً، لكن المشكلة كلها تكمن في التسويق والترويج، ورغم وجود طفرة نوعية في الكتابة خلال السنوات القليلة الماضية، تحديداً الأربع سنوات الأخيرة بسبب دخول أسماء جديدة في مجالي التأليف والإخراج، فإن المسلسلات تعتمد على الإعلانات أكثر من المنتج الدرامي نفسه.

وأضافت صلاح أن ثمة علاقة اضطرادية بين المسلسل الإعلانات التي تتخله، إذ لا تُحسب جودته حالياً من خلال النص والإخراج والتمثيل، بل من خلال حجم الإعلانات التي يجذبها على القنوات.

وأشارت ناهد صلاح إلى أن ثمة مسلسلات، مثل «هربانة منها»، ورغم أنها من بطولة فنانة كبيرة لها نقلها الفني فإنها لم تقدم أية موضوعات جديدة، وكل ما أثير عبرها موضوعات سطحية وتافهة ولا تتضمّن أية أفكار مهمة ولا تصلح للعصر الراهن، ما يفسِّر سرّ تقليص زمن الحلقات ببساطة، لأن الصانعين ليس لديهم ما يقدمونه.

عدلي: توغل الإعلانات في صناعة الدراما

أكَّد الناقد السينمائي نادر عدلي عدم وجود حلقات تتخطى مدة الواحدة منها الـ30 دقيقة، بل ثمة مسلسلات، تحديدا الكوميدية مثل «خلصانة بشياكة، وفي اللا لا لاند وريح المدام وهربانة منها»، تعتمد كلياً على المفارقات الكوميدية التي تشبه «السيت كوم»، رغم أنها معلنة للجميع كمسلسلات عادية، ما يفسر قصر مدتها، نظراً إلى أن فكرة كل حلقة أو حلقات عدة لا تحتمل أكثر من هذا الزمن.

وأشار عدلي إلى توغّل الإعلانات في صناعة الدراما، إذ تصل مدتها إلى 45 دقيقة، بمعنى أننا أصبحنا نشاهد إعلانات وليس مسلسلات، ما أفسد أي دراما قد نشاهدها هذا العام، محذراً من استمرار هذا النظام في العام المقبل، ما يعني القضاء التام على الدراما التلفزيونية، والمحصلة النهائية استخدام نجم أو نجمة للترويج لتلك الإعلانات عبر أحداث درامية.

وختم نادر عدلي: «لو قمنا باستقصاء أو استفتاء حول المسلسلات المعروضة لا نجد مسلسلاً يجتمع عليه المشاهدون، وذلك دليل ضعف هذه الأعمال»، مشدداً على ضرورة النظر إلى الدراما بوجهة نظر أخرى، وتقييم علاقتها بالإعلانات كي لا تنتهي هذه الصناعة.

back to top