زبدة الهرج: وما أدراك ما الإعلام؟!‎

نشر في 01-07-2017
آخر تحديث 01-07-2017 | 00:05
 حمد الهزاع حاولت أن أبتعد عن متابعة الأخبار وأتفرغ للاستمتاع برحلة الصيف في ربوع فرنسا، غير أنني لم استطع أن أقاوم أناملي وهي تداعب جهاز الريموت كنترول بالتنقل بين القنوات الإخبارية للوقوف على خبر مفرح أو انفراجة في الأزمات المتفجرة داخل الوطن العربي، لكنني كنت كمن يبحث عن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، فكيف لي أن أتفاءل بأن يطرق مسامعي خبر يسر؟!

مما زاد مآسي العرب إلى مآسيهم، التي هي كثيرة، ما شاء الله، وكما يقولون «زيادة الخير خيرين»، وإن لم تكن خيراً أبداً تلك الأزمة الخليجية التي أصبحت ملهى للقاصي والداني، والشامت والطامع، والنطيحة والمتردية، وحديثا للقنوات الإخبارية، سواء المحسوبة أو غير المحسوبة على أطراف النزاع، والتي تحاول كل منها أن تبرئ ساحة من تتبع له مع اجتهادها في البحث عن خبر قديم أو قضية ما لتأجيج النار، وكلما هدأت الأمور وخفت حدة تصريحات المتخاصمين قامت تلك الفضائيات بالنفخ فيها ليتطاير منها الشرر، وقد سبق لي أن كتبت مقالاً عن هذه الفضائيات، وكيف أنها تعاطت مع الأزمة الخليجية بكل شراسة، وأنها لا تريد الخير والاستقرار للخليج، وأنها توقد نار الحرب بين الأشقاء، وأنها ستفشل وتذهب ريحها وسترجع على أعقابها خائبة.

لفت انتباهي أن بعض القنوات الفضائية التي كانت تربط خصرها لتهز وسطها على إيقاع الإساءة لوطني الكويت في كل شاردة وواردة، أصبحت الآن تنقل تصريحات المسؤولين الكويتيين وتشيد بهم، وكنت قبل ذلك لا أرى سوى الإساءة، ولا أسمع إلا الحقد غير المبرر، وأنا أعلم أن هذا الود سينتهي مع نهاية الأزمة، وعلى هذه الفضائية أو غيرها ألا تعتقد أننا سذج حتى نصدق هذا الإطراء وتلك الإشادة، فلا أحد يستطيع أن يجر الكويت إلى صفه لأن موقف الكويت أميراً وحكومة وشعباً ثابت وراسخ مع حل الأزمة بأسرع وقت، فلسنا مع هؤلاء أو أولئك، وما يهمنا هو إصلاح ذات البين، ويجب أن يعلم الجميع أن المتضرر من هذا الخلاف هو الشعوب، وما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء الخليج من سب وشتم وتخوين هو نتاج مخرجات تلك الفضائيات التي تدق الإسفين بين الإخوة، وإنه لأمر مخجل ومحزن أن يصل الحوار إلى أدنى مستوى من الانحطاط بين الأشقاء، وقد يراودني الشك بأن هؤلاء المغردين ليسوا خليجيين، ولا أبرئ بعض أبناء الخليج الذين أخذتهم العزة بالإثم، فرفعوا شعار إن لم تكن معي فأنت ضدي، فأصبحوا يرمون الاتهامات جزافا على كل من يقف على الحياد.

ولهذا فإن الوضع لا يطمئن أو يبشر بخير ما لم يتداركه العقلاء ويحتويه النجباء.

ثم أما بعد:

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لا حس ولا خبر، على الأقل تصريحاً بأنك تدعم الوساطة الكويتية... يا سيدي أنت تمثل الدول الخليجية.

back to top