ماكينة «الكوكاكولا»

نشر في 01-07-2017
آخر تحديث 01-07-2017 | 00:06
هناك من يريد أن يتعامل مع الأفراد على أنهم ماكينة «كوكاكولا»... يضع في أفواههم النقود، ويختار أن يحصل منهم على ما يريد، لذا تشيع الرشوة في الوطن دون اكتراث لتلك الكارثة الأخلاقية التي تهدم الإنسان.
 فواز يعقوب الكندري فن «الشحاذة» أصبح ملاذ الأفراد في المجتمع، لم تعد النفوس شامخة، ولم يتبق في النفوس عزة، ومضت الأجساد تسير في طرقات الرشوة تطرق أبواب الأسياد قائلة: «لله يا محسنين لله من المال العام»، فيحمل على ظهره «الأصفار» ويعود إلى بيته ملطخا بالذل وإن عظمت ثروته، فهنيئا لمن ارتضى لثيابه أن تتسخ في «الشويخ الصناعية» رافضا مد يده إلى أموال الأجيال القادمة وحقوقها.

هناك من يريد أن يتعامل مع الأفراد على أنهم ماكينة «كوكاكولا»... يضع في فمهم النقود، ويختار أن يحصل منهم على ما يريد، فتشيع الرشوة في الوطن دون اكتراث للكارثة الأخلاقية التي تهدم الإنسان، فيظل الوطن تائهاً يبحث عمن يأخذ بيده إلى الخريطة آمناً في حدوده، معافى في شعبه، عنده قوت أجياله، فلا يجد أحداً، لأن هناك من أقنع البشر هنا بأن الوطن ليس بحاجة إليهم، لديه من يدافع عنه ويحميه، أقنعهم أن الرصيد البنكي أهم من الكرامة، وأن حقل برقان أولى بالاهتمام من الأمان، فيظل هؤلاء رهينة لديهم، وينفذون أوامرهم.

مرض «القلقسة» معدٍّ جداً... فتجنّب أن تخالط مصابيه فترة طويلة، فقد أصاب في الجاهلية بعض الشعراء، ولأن مناعة بعض علماء الدين ضعيفة فقد تمكن منهم هذا فيروس هذا المرض، وأصبحت عدواه تتنقل بين المجالس والتغريدات حتى انتشر وأصاب أكاديميين ومديرين ونواباً ووزراء... وحتى يمكنك أن تقي نفسك من هذا الفيروس، هناك مصل بسيط ومفيد جداً في الوقت ذاته.. احقن وريدك بجرعة كرامة صباح كل يوم، وفي المساء ينصح الفضلاء بشرب كوب من الولاء، وستكون أنقى من يجلس في الديوان.

وفي النهاية كن على يقين أن إقناع الذباب بأن في هذه الحياة ما هو أجمل وأرقى من القمامة، أصعب ما قد تواجهه في حياتك.

back to top