أبوعبيدة بن الجراح... أمين الأمة

نشر في 21-06-2017
آخر تحديث 21-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هو عامر بن عبدالله بن الجراح القرشي الفهري يلتقي مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في أحد أجداده (فهر بن مالك)، وأمه: أميمة بنت غنم، وهي من بنات عم أبيه، أدركت الإسلام وأسلمت، وقُتل أبوه كافراً يوم بدر، كنيته أبو عبيدة وبها اشتهر، وكان رجلاً نحيف الجسم، طويل القامة، معروق الوجه، خفيف اللحية، ينحني كاهله على صدره.

وهو أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من الدفعة الأولى التي أسلمت بدعوة أبي بكر الصديق، حتى قيل: أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر، وكان في السابعة والعشرين من عمره، انطلق في معية الصديق وصحبة عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث وعبدالرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد، حتى أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعرض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا في ساعة واحدة، وأعلنوا بين يديه كلمة الحق، ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دخل بعد دار الأرقم، وهو رضي الله عنه بشهادة رسول الله أمين هذه الأمة، قال (صلى الله عليه وسلم): (‏إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح).

سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أحب إلى رسول الله، قالت: أبو بكر، قيل: ثم من؟، قالت: عمر، قيل: ثم من؟، قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح، قيل ثم من؟، فسكتت.

ولما وقع وباء الطاعون في الشام حيث يقاتل مع جنوده، رفض أبو عبيد أن يغادر، ولقي الخليفة عمر بن الخطاب قبل أن يدخل إلى الشام وأخبره بأمر الطاعون، فاستشار عمر من معه من المهاجرين والأنصار، فاختلفوا بين رأيين أولهم يرى رجوعه ومن معه ولا يقدم بهم على هذا الوباء، ورأي آخر قال إنك قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، فاستشار مشيخة قريش فاجتمع رأيهم على الرجوع، فقرر الخليفة الرجوع فقال أبو عبيدة: أفراراً من قدر الله؟، فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله.

وحاول عمر أن يستقدم أبا عبيدة، ليخرجه من أرض الوباء فبعث إليه أنه قد عرضت لي إليك حاجة لا غنى لي بك عنها، فقال أبو عبيدة: يرحم الله أمير المؤمنين يريد بقاء قوم ليسوا بباقين، ثم كتب إلى الخليفة يقول: إني في جيش من جيوش المسلمين لست أرغب بنفسي عن الذي أصابهم، فلما قرأ عمر الكتاب استرجع حتى ظن من معه أن أبا عبيدة قد مات.

حدث أبو عبيدة بن الجراح عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وفي كتابه: (أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد) وضعه ابن حزم الأندلسي رقم 147 من الصحابة الرواة، وعدَّه من أصحاب الأربعة عشر رضي الله عنهم، وذكر أن له أربعة عشر حديثاً، وذكر صاحب كتاب سير أعلام النبلاء أن عبيدة بن الجراح روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة، له في صحيح مسلم حديث واحد، وله في جامع أبي عيسى حديث، وفي "مسند بقي" له خمسة عشر حديثاً، وحدث عنه العرباض بن سارية وجابر بن عبدالله وأبو أمامة الباهلي وسمرة بن جندب وأسلم مولى عمر وعبدالرحمن بن غنم الأشعري وآخرون.

back to top