«خليفة الصياد» يُهدّد بضرب هارون الرشيد (26 - 30)

نشر في 21-06-2017
آخر تحديث 21-06-2017 | 00:02
 تستكمل شهرزاد في هذه الحلقة حكاية الصياد البغدادي الفقير خليفة، الذي ألقى ذات يوم شبكته في البحر فلم تخرج بالسمك بل بثلاثة قرود، لكل منها قصته الغريبة، وأولها قرد اليهودي أبي السعادات كبير الصيارف، الذي نصح الصياد بأن يبيع سمكة كبيرة لأبي السعادات، في مقابل أن يتنازل عنه، ويقبل القرد الأعرج الأعور. وبعدما رفض الصياد أن يبيع سمكته بدينار لليهودي وأعطاه الأخير خمسة دنانير مقابل السمكة، فوقف الصياد يتأملها متعجباً.
لما كانت الليلة العاشرة بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن خليفة الصياد لما صارت الدنانير الخمسة في يده، وقف يتأمل فيها ويقول لنفسه: سبحان الله، هذه ثروة عظيمة ما أحسب الخليفة نفسه حصل على مثلها اليوم، فأي شيء تكون تلك السمكة إلى جانبها، ولماذا أعرضها للضياع بطمعي وجشعي! ثم أطبق عليها يده وانصرف مسرعاً، حتى كاد يخرج من السوق ولكن نفسه حدَّثته بأن مخالفته مشورة القرد ربما تغضب الأخير منه، فلا يفي بما وعده به من إعطائه خمسة دنانير صباح كل يوم، ومثلها في المساء. لذا رجع إلى أبي السعادات وألقى الدنانير الخمسة بين يديه وقال له: خذ ذهبك وأعطني سمكتي. نظر إليه أبو السعادات متعجباً، وقال له في غيظ وحنق: لا شك في أنك جننت يا خليفة، هل ترفض خمسة دنانير ذهباً ثمناً لسمكة لا تساوي أكثر من دراهم معدودة؟

أجابه خليفة الصياد: بالله يا شيخ الصيارف، لا تحاول أن تضحك على ذقني، إنني أعرف قدر سمكتي، ولا أبيعها بذهب ولا فضة. ضحك أبو السعادات وسأله: بأي شيء تبيعها؟ أجابه خليفة الصياد: ما أبيعها إلا بكلمتين اثنتين تقولهما بأعلى صوتك على مسمع من جميع أهل السوق!

لما سمع أبو السعادات اليهودي كلامه، أخذه الغضب الشديد، ودارت عيناه، وصرّ أسنانه من فرط الغيظ، إذ حسب أن الصياد يطلب منه أن يترك دينه ويعتنق الإسلام، وأن الكلمتين اللتين يريد منه أن يقولهما علانية هما الشهادة، أي «أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله». على هذا، التفت إلى مماليكه وغلمانه وعبيده الموجودين في الدكان، وقال لهم: ويلكم أيها الكلاب، أما سمعتم كيف يطلب مني هذا الصياد اللعين أن أخرج من ديني وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد؟ هيا أوثقوه بالحبال، واضربوه حتى تنقطع أنفاسه.

قال له خليفة الصياد: على مهلك يا شيخ الصيارف، ولا تخرج عن حلمك، فوالله ما أريد لك إلا الخير، فقل الكلمتين تهنأ بالسمكة والدنانير. لم يعبأ أبو السعادات بكلامه، وقال لغلمانه غاضباً: ما لكم وقفتم هكذا كالتماثيل؟ دونكم وهذا الكلب النابح فأدِّبوه. ما إن انتهى من كلامه حتى انهال المماليك والغلمان والعبيد، على خليفة الصياد بالضرب الشديد، وما زالوا يضربونه حتى وقع على الأرض مغشياً عليه، فقال لهم أبو السعادات: اتركوه حتى يفيق.

لما أفاق خليفة الصياد، أخذ في البكاء ثم قال لأبي السعادات: سامحك الله يا شيخ الصيارف، إذا كنت تظن أنك تأخذ بضاعة الناس بالضرب، فاضربني كما تشاء، ولكن ليكن في علمك أني لن أتنازل لك عن سمكتي ولو قطعتني ألف قطعة، فقال له اليهودي: أنا ما أمرت بضربك إلا لطلبك مني أن أخرج من ديني وأنطق بالشهادتين.

لما سمع خليفة الصياد كلامه، ضحك وقال له: أخطأت فهم كلامي يا شيخ الصيارف، فأنا ما أردت أن تترك دينك وتنطق بالشهادتين، وإسلامك لا ينفع المسلمين بأمر ولا يضر اليهود بأمر، كذلك بقاؤك على يهوديتك لا يضرّ المسلمين، ولا يزيد اليهود نفعاً.

تعجب اليهودي غاية العجب، وقال له: أي أمر تريد مني إذن، وما الكلمتان اللتان تطلب أن أقولهما أمام الناس جميعاً هنا في مقابل سمكتك بدلاً من الدنانير الخمسة التي رددتها؟

قال له خليفة الصياد: أريد أن تجمع أهل السوق، وتعترف أمامهم وتشهدهم على نفسك بأنك رضيت أن تعطيني قردك، وتأخذ قردي الأعرج الأعور، فإذا أنت فعلت هذا فالسمكة حلال لك. ضحك أبو السعادات وقال له: هل هذا كل ما تريد؟ إنه أمر سهل، وسأنفذِّه في هذه الساعة.

 

المئة دينار

لما كانت الليلة الحادية عشرة بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن اليهودي جمع أهل السوق وأشهدهم على نفسه، أنه تنازل عن قرده لخليفة الصياد، في مقابل قرده الأعرج الأعور، فشهدوا بذلك جميعاً، ثم التفت إلى خليفة وسأله: هل بقي أمر آخر تريده؟ أجابه: لستُ أريد أي أمر بعد ذلك. وانصرف من السوق وهو يفكر في أمره، ولم يزل سائراً حتى وجد نفسه على شاطئ النهر، فتوكل على الله وألقى شبكته في الماء لعله يصطاد شيئاً من السمك. لما أخرج الشبكة وجدها امتلأت بالسمك من الأصناف كافة، ثم جاءته جارية وابتاعت منه بعض ذلك بدينار، وجاءته جارية أخرى فاشترت بدينار أيضاً، وما هي إلا ساعة حتى كان باع السمك الذي اصطاده بعشرة دنانير، فأخذها وانصرف راجعاً إلى بيته، واشترى في طريقه شيئاً كثيراً من أطايب الطعام والملابس الثمينة، وأمضى ليلته مع عائلته وكأنهم في عيد.

في اليوم التالي، خرج بشبكته إلى النهر، فاصطاد سمكاً كثيراً، باعه بعشرة دنانير أيضاً، ولم يزل كذلك حتى بلغ ما ادخره من بيع السمك مئة دينار، فقال لنفسه: أولاد الحرام كثيرون، وأخشى أن يحسدني أحدهم فيبلغ الخليفة هارون الرشيد أن عندي مئة دينار، فيطمع فيها، ويطلب مني أن أقرضه إياها، وإذا رفضت أو أنكرت أنني أملكها، يسلط عليّ الوالي فيضربني ويأخذها مني غصباً. لذا يجب أن أحتاط لهذا الأمر، فأدرب نفسي منذ الليلة على تحمل الضرب.

بعدما تناول خليفة الصياد عشاءه مع عائلته في تلك الليلة، بقي ساهراً حتى نام كل من في البيت، ثم خلع ثيابه كلها، وجاء بسوط غليظ، وأخذ يضرب نفسه بكل ما فيه من قوة، وكلما آلمه الضرب بكى وصاح قائلاً: لا تصدق كلام الناس عني يا أمير المؤمنين، فما أنا إلا رجل صياد فقير، وطوال عمري ما حصلت على شيء من الدنانير.

اتفق في تلك الساعة أن سمع بكاءه وكلامه بعض التجار من جيرانه، فظنوا أن اللصوص سطوا على داره، وأنهم يضربونه ليحملوه على الاعتراف بالموضع الذي يخبئ فيه ما يدخره من المال.

قال أحد التجار: ليس من المروءة أن نترك هذا المسكين لمثل هذا الضرب والنهب. وافقه زملاؤه على ذلك، وأرادوا دخول المنزل من الباب، فلما وجدوه مغلقاً، لم يروا أن يطرقوه خشية أن يهرب اللصوص، ودخلوا المنزل المجاور له حيث صعدوا إلى سطحه، ومن هناك أخذوا ينظرون إلى ما يجري من الضرب والصراخ في منزله، وكانت دهشتهم شديدة حينما وقعت عيونهم على خليفة الصياد وهو واقف وليس على جسمه أي شيء من الملابس، وفي يده سوط ينهال به على نفسه ضرباً، بينما هو يبكي ويصيح مؤكداً أنه مظلوم ولا يملك شيئاً من الدنانير.

لما نادوه وسألوه: لماذا تفعل بنفسك هكذا؟ قال لهم: إني ربحت بضعة دنانير من عملي، فرأيت أن أدرب نفسي على تحمل الضرب، استعداداً لما قد يحدث لي إذا عرف الخليفة بأمر هذه الدنانير، وأمر الوالي بأن يأخذها مني بالضرب. ضحك التجار، وقالوا له: لا بأس عليك يا خليفة، فالخليفة عنده دنانير كثيرة لا تحصى، ولا حاجة إليه بدنانيرك التي سلبت عقلك وأفقدتك رشدك، فجعلتك تضرب نفسك وتزعج أهلك وجيرانك بالصراخ والعويل. ولم يزالوا يتحدثون إليه حتى اقتنع بصحة كلامهم، فتركوه كي ينام، وانصرفوا وهم يتضاحكون عليه.

وحاول خليفة النوم، ولكنه لم يستطع لما يشعر به من آلام الضرب، ولأنه خشي أن ينتهز اللصوص فرصة نومه فيسطو بعضهم على داره وهو نائم، وربما يقتلونه بعد سلبه المئة دينار التي ادخرها، وبقي على هذه الحال طوال الليل.

ثم ضاعت الصرة

لما كانت الليلة الثانية عشرة بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن خليفة الصياد لما أراد الخروج بشبكته إلى النهر في صباح اليوم التالي، لم يشأ أن يترك المئة دينار في البيت، خشية أن يسرقها اللصوص في غيبته، كما خشي أن يحملها في جيبه فتكون سبباً لقتله، بأيدي من يطمعون فيها. عليه، وضعها في صرة أحكم ربطها، ثم وضع الصرة في جيب صنعه في طوق جبته، وربطها بحبل لفه حول عنقه.

عندما وصل إلى النهر وألقى الشبكة فيه على عادته ثم جذبها بعد قليل، لم يجد فيها شيئاً من السمك، فتعجب من ذلك، ثم أخذ يتنقل من موضع إلى آخر، وصار كلما ألقى الشبكة ثم أخرجها لا يجد فيها سمكة، فقال لنفسه: يبدو أن الحظ تخلى عني، وعلى كل حال لن ألقي الشبكة في الماء بعد ذلك إلا مرة، فإذا خرجت فارغة، رجعت إلى منزلي قانعاً من الغنيمة بالإياب في هذا اليوم المشؤوم.

لما ألقى الشبكة للمرة الأخيرة، ثم أراد جذبها وجدها ثقيلة، واضطر إلى النزول في النهر كي يخلص خيوطها مما عسى أن تكون علقت به، ولم يزل يجاهد في معالجتها حتى استطاع إخراجها إلى الشاطئ، لكنه لم يجد فيها إلا بعض الحجارة، فأخذ يلتقطها ويقذفها إلى النهر حجراً بعد الآخر، إلى أن تخلّص منها كلها، ثم طوى الشبكة وحملها على كتفه معتزماً الرجوع إلى منزله.

ولكنه حين تفقد الصرة التي تحوي الدنانير، لم يجدها في الجيب الذي احتفظ بها فيه في طوق جبته، ووجد الحبل الذي يربطها مقطوعاً، فأدرك أنها سقطت منه في النهر، حينما كان يحاول إخراج الشبكة، وكاد عقله أن يطير جزعاً وغماً، وأخذ يبكي ويلطم وجهه، ثم ألقى بنفسه في النهر، وأخذ في البحث عنها، وهو يغطس تارة ويعود طوراً، إلى أن هدّه التعب ونال منه الإعياء، من دون أن يعثر على أي أثر لها. عندئذ، تملكه اليأس، وخرج من الماء، فنشر الشبكة والتف بجزء منها وحمل الباقي، وأخذها وانطلق هائماً على وجهه لا يدري أين يذهب، ونسي جبته، حيث تركها على الشاطئ، ولم يفطن إلى ذلك لفرط حزنه وغمه على ثروته الضائعة وحظه المنحوس. ولم يزل يضرب في الطريق على غير هدى أكثر من ساعة، وكأنه حصان جامح، أو شيطان مارد كان محبوساً في قمقم من نحاس ثم وجد نفسه فجأة مُطلق السراح.

الصياد والرشيد

لما كانت الليلة الثالثة عشرة بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أنه فيما كان خليفة الصياد هائماً على وجهه في الضواحي الواقعة على شاطئ النهر، كان الخليفة هارون الرشيد خرج للتريض في تلك الجهة، كي يرفه عن نفسه ما يجده من العشق والهيام بجارية عزيزة عليه اسمها «قوت القلوب»، وكان يصحبه وزيره جعفر البرمكي، وهو من أشار عليه بالخروج إلى تلك الضواحي للتفرج على بساتينها وأشجارها وأطيارها، وتمضية بعض الوقت في الصيد والقنص، لعله يسلو هوى تلك الجارية التي شغلته بجمالها وأدبها وظرفها عن كل شيء عداها، حتى أنه لم يكن يفارق مقصورتها إلا ساعة كل أسبوع لصلاة الجمعة، وظل كذلك شهراً كاملاً حتى كادت تتعطل أعمال الديوان، وضجت زوجته السيدة زبيدة بالشكوى غيرةً منها. لما وصلا إلى قرب الموضع الذي سبقهما إليه خليفة الصياد، ووقعت عليه عين الخليفة وهو يسير هائماً على وجهه، تذكر هيامه بحب الجارية قوت القلوب فأنشد يقول:

أردد الطرف كي أحظى برؤيتها

فلا أرى غير طيفٍ من خيالاتي

وكلما لاح لي ظبي يعاودني

خيالها بانعطافات ولفتات

أدرك جعفر البرمكي أن الخليفة عاوده الشوق والحنين إلى محظيته «قوت القلوب»، فقال له: إن أذن لي مولاي أمير المؤمنين، فإني أدعو ذلك الرجل الهائم على وجهه في الفلوات، فلعل في قصته ما يبعث على التسلية. فقال له الخليفة: بل امكث أنت هنا حتى أذهب  إليه وأرى ما خبره. ثم همز جواده وانطلق قاصداً إلى الربوة التي كان خليفة الصياد وصل إليها، فلما اقترب منه أوقف جواده وصاح به قائلاً: هل أنت حارس هذا البستان أيها الشيخ؟ نظر إليه خليفة الصياد مستنكراً، ولم يرد على سؤاله.

تعجَّب الرشيد وقال له: إني غريب عن هذه الديار، وأصابني العطش بعد طول السفر، فهل عندك قليل من الماء؟ التفت إليه خليفة الصياد وسأله: هل أنت أعمى؟ إن النهر هناك على مسافة خطوات منك، فاذهب إليه واشرب ماءه كله إذا شئت. ضحك الخليفة هارون الرشيد، وأخذ يتأمل متعجباً في هيئة خليفة الصياد، وهو عريان لا يغطي جسمه إلا شبكته، وقد انتفش شعر رأسه، وجحظت عيناه، وصارتا بلون الدم لشدة غيظه وبكائه على فقد دنانيره، فقال له: من تكون يا سيدي؟ وما صناعتك؟

نظر إليه خليفة ساخراً وقال له: هذا أعجب وأغرب من سؤالك عن الماء، ألا ترى آلة صناعتي على كتفي؟ فقال له الرشيد: نعم أنت تحمل شبكة صياد، ولكنك تستعملها بدلاً من الملابس. لما سمع خليفة الصياد كلامه تذكر أنه ترك ملابسه على الشاطئ عند خروجه من النهر يائساً من العثور على دنانيره المفقودة، وخيل إليه أن الشخص الغريب الذي يخاطبه وجدها عند مروره عليها وأخذها لنفسه، فاشتد غضبه، وتقدم إليه فأمسك لجام جواده وصاح به قائلا: أنت سرقت جبتي وشملتي وحزامي، ولن أتركك حتى تردها أو آخذ روحك بدلاً منها.

وكان الصياد يتكلّم والزبد يخرج من فمه وعيناه تقدحان بالشرر، وقد أمسك لجام الجواد بإحدى يديه، ووضع يده الأخرى على عصاه، فخشي الخليفة أن يصيبه شر من جنونه الذي بدا ظاهراً، وكف عن الضحك كي لا يزيد في جنونه، ثم قال له متلطفاً: لم أسرق ملابسك، ولكني خشيت أن يسرقها أحد غيري من المارة فنقلتها من موضعها على الطريق إلى موضع آخر بالقرب منه، فإذا كنت تريدها الآن فأنا أمضي بجوادي وأحضرها إليك هنا أسرع من البرق.

وظنّ الخليفة هارون الرشيد أنه سيتخلّص بهذه الحيلة من قبضة خليفة الصياد، ولكن الأخير ما كاد يسمع كلامه حتى شدّد قبضته على لجام جواده، ثم شهر بيده الأخرى عصاه في وجهه وصاح به محتداً: وحق هذه العصا، إن لم ترد لي ثيابي التي سرقتها بالتي هي أحسن، لأضربنك حتى تبول على نفسك وتلوث ثيابك. فقال الخليفة لنفسه: ألقيت بنفسي إلى التهلكة إذ خاطرت بالمجيء وحدي إلى هذا المجنون، وما أظن أنني أتحمَّل ضربة من يده القوية بهذه العصا الغليظة.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

وإلى حلقة الغد

أبوالسعادات اليهودي يضرب المسلم معتقداً أنه سيجبره على الدخول في الإسلام

خليفة لليهودي: دخولك الإسلام لن يزيده شيئاً وخروجك من اليهودية لن يضرّها

الصياد الفقير يضرب نفسه بالسوط استعداداً للضرب من الوالي الذي سيطمع في ثروته
back to top