الدين الشعبي في مصر

نشر في 20-06-2017
آخر تحديث 20-06-2017 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً عن الهيئة العامة للكتاب المصرية، كتاب بعنوان "الدين الشعبي في مصر... نقد العقل المتحايل" للدكتور شحاتة صيام، والكتاب يناقش نظريات الاعتقاد الديني، وتقسيمه إلى قسمين: رسمي وغير رسمي أو شعبي.

ويوضح المؤلف أن التمييز بين ما هو رسمي وما هو غير رسمي يقوم على اعتبار أن الأول يمارس من خلال المؤسسات التابعة للدولة، أما الآخر وهو غير الرسمي أو الشعبي، فيتم رسمه من خلال التشدد، وكذلك من تأويل الدين من خلال الرموز والصور الخاصة، بعيدا عن القواعد الأساسية، إذاً هناك صراع بين ما هو رسمي وما هو غير رسمي.

والمؤلف يعقد مقارنة بين الدين الرسمي والدين الشعبي فيقول: إذا كان الدين الرسمي يستند إلى الكتاب والسنة والوحي، فإن الدين الشعبي له مجموعة من الخصائص التوفيقية والاسترضائية التي تبتعد فيها عن النص المكتوب، إذ إنه إسلام الطبقات الشعبية والضعيفة، التي تبتعد عن الإطار الرسمي وعن الحياة اليومية، وتنغمس في الحياة الروحية، إنه رد فعل سلبي للوعي الاجتماعي، وإنه خطاب الحياة العلمية الذي يدير ظهره للشكل الرسمي المنغمس في الشكل اللامرئي من الطقوس.

ويؤكد المؤلف أن الدين الشعبي يعتبر أداة من أدوات العوام وغيرهم لحل مشاكلهم بطريقة ذاتية، وقد جاء ذلك كرد فعل للتعامل مع المشكلات الصعبة، التي تقف حائلا أمام إشباع الاحتياجات الاجتماعية، كما أنه جاء لتجاوز عجزهم، وكذلك كرد فعل للتزمت بالنصوص والتضييق على العقل، لهذا فالدين الشعبي هو ثورة شعبية ضد السلطة البطركية التي تحاول إضفاء الشرعية على المؤسسة الدينية الرسمية.

ويحصر المؤلف الدين الشعبي في الطرق الصوفية باعتبارها تنظيمات اجتماعية تضم بين جنباتها أكثرية من أبناء الطبقات الفقيرة أو العوام، وباعتبارها آلية لتخفيف الشكوى والتكيف مع الحياة المادية شديدة الصعوبة، لذلك فالانضمام إلى الطرق الصوفية جاء نتيجة ضرورية للاندماج في جماعات تمكن لهم عملية تجاوز عجزهم عن تلبية حاجاتهم، والإفلات من هيمنة المؤسسة الرسمية من جانب آخر، ولهذا زهدت الطرق الصوفية في أمور الدنيا التي تفشى فيها الفساد الأخلاقي، ودعت إلى تطهير النفس بالتقشف.

back to top