التفاوت في نجومية أبطال الدراما... هل يؤثر في نجاحها؟

نشر في 20-06-2017
آخر تحديث 20-06-2017 | 00:00
لماذا يفضل معظم نجوم الصف الأول اقتسام البطولات مع ممثلين ما زالوا على أولى عتبات النجومية. حتى أننا في بعض الأعمال الدرامية نجد فنانين يصغرون البطل والبطلة سناً بدرجة ملحوظة ورغم ذلك يشاركونهما البطولة. وأحياناً، تُفصَّل الأحداث من البداية للاستغناء نهائياً عن أية أدوار مهمة في مقابل انفراد النجم بالعمل.
حول الأسباب التي تدفع النجوم إلى هذا الاتجاه، ومدى انعكاس ذلك على العمل تدور السطور التالية.
تقول الناقدة ماجدة خيرالله إن استعانة القيمين على المسلسل بنجوم شباب وأصحاب خبرة أقل لأداء الدور الثاني إلى جانب أبطال الصف الأول محاولة لإعطاء فرص جديدة للشباب، مضيفة أن زمن الجمع بين أحمد السقا ومنى زكي، أو عادل إمام ويسرا، انتهى.

تتابع: «آنذاك، كانت البطلة تابعة للبطل، ما أدى إلى ظلم العنصر النسائي في الدراما. لكن اليوم، أصبحت النساء نجمات صف أول ويستطعن تحمّل بطولة العمل وتسويقه بمفردهن، اعتماداً على أسمائهن وحجم نجوميتهن».

وتضيف خيرالله أن ثمة أعمالاً تحتمل اقتسام البطولة بين نجمين كبيرين مثل «هي ودافنشي» الذي عرض في رمضان الماضي وتولاه كل من ليلى علوي وخالد الصاوي. لكنّ «فوبيا» مثلاً من بطولة خالد الصاوي وآيتن عامر الذي خرج من السباق للأسف في اللحظات الأخيرة، لا يحتاج إلى نجمة كبيرة، من ثم أسندت البطوله إلى آيتن.

وتوضح الناقدة أن الأمر ليس تكراراً بلا معنى أو قوالب ثابتة، أو قواعد لا يمكن خرقها. ولكن طبيعة القصة تحدد إسناد العمل إلى بطلين على الثقل الفني نفسه أو لا، وثمة اليوم وجوه شابة لديها من الموهبة الفنية ما يؤهلها للبطولة، كآيتن عامر التي نجحت في أعمال كثيرة. كذلك غيرها من النجمات الشابات، ومن النجوم أيضاً.

وتوضح خيرالله أن «الفنانة إذا نجحت في تحقيق النجومية وقبلت شركات الإنتاج والفضائيات تسويق العمل باسمها حينها يُستعان بفنان قريب من ثقلها الفني، أو بفنان شاب بحسب حاجة العمل»، مدللة على قولها بمسلسل «أرض جو» من بطولة غادة عبدالرازق الذي يشارك فيه المطرب هيثم شاكر رغم فارق العمر والنجومية بينهما.

ويتفق الناقد رامي عبد الرازق مع رأي خير الله، مشيراً إلى دور القصة والسيناريو في هذا المجال، فهما يحدّدان حاجة العمل إلى أبطال على الثقل الفني نفسه أو إلى وجوه شابة، معتبراً أن قياس البطولة على أساس النجومية «سبب مشكلات الدراما في السنوات الأخيرة»، واستشهد بـ«الحصان الأسود» لأحمد السقا وشيري عادل قائلاً: «لو اعتبرنا أن البطلة ليست بنجومية البطل فإننا نظلمها، فضلاً عن أن طبيعة الدور ربما لا تحتاج إلى نجمة كبيرة».

ويؤكد عبد الرازق أنه ضد ما يعرف بـ«قياسات النجومية»، مفضلاً الحكم على الممثلين بحسب اتقانهم الدور. ويشير إلى أن بعض مسلسلات السقا الأخيرة، مثل «ذهاب وعودة» أو «خطوط حمرا»، كان متواضعاً للغاية ولا يليق بتوقعات ينتظرها الجمهور من نجم في حجمه، فكانت نسب المشاهدة ضعيفة، ولم تشفع نجومية السقا له».

ويطالب عبد الرازق بتقييم الأعمال الدرامية وفقاً لمستوى الإخراج والقصة والسيناريو والأداء التمثيلي وتوزيع الأدوار، لافتاً إلى أن حجم النجومية والثقل الفني للممثلين في الدراما يتعلق بسعر الإعلانات ولا يؤثر في المشاهد. ويقول: «إن لم يُعجب الجمهور بعمل ما من الحلقات الأولى سينصرف عنه، ولن تشفع نجومية الفنان له، لأن التلفزيون مصدر قوته الحكاية وتسلسلها وحبكتها».

حكم غير دقيق

ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن الحكم على المسلسل من زاوية ثقل الأبطال الفني غير دقيق، وأن فكرة النجومية يحدّدها المنتجون وميزانية العمل، موضحة أن اختيار شيري عادل مثلاً إلى جانب أحمد السقا أمر يتعلق بتحقيق التوازن في الأجر، فالأخير نجم صف أول يتقاضى رقماً معيناً، وفي هذه الحالة يختار القيمون نجمة جيدة لديها ما يكفي من خبرة وقبول جماهيري وبإمكانها أداء الدور بشكل جيد، ولكنها ليست بالضرورة من نجمات الصف الأول».

وتضيف: «كذلك لا فرق كبيراً في النجومية بين شيري ونجمات الصف الأول، ولكن الاختلاف سيكون في الأجر، ما يحقِّق نوعاً من التوازن الإنتاجي».

وترى الناقدة أن مساحة الدور لا تليق أحياناً بنجمات الصف الأول اللاتي تفضلن القيام ببطولة مطلقة في عمل منفرد، مؤكدة أن المشاهد لا يستطيع أن يلاحظ تلك التفاصيل لأنه يتعامل مع العمل الدرامي بالتركيز على البطل. وتشير إلى أن الدراما المصرية شهدت نجاحات لمسلسلات كان فيها الأبطال وجوهاً جديدة وحققت نجاحاً جماهيرياً، «كذلك شاهدنا ممثلين في أدوار ثانوية أثاروا اهتمامنا بعيداً عن النجم، لا سيما في «ليالي الحلمية»، وكانوا آنذاك وجوهاً جديدة ولكنهم كتبوا شهادة ميلادهم الفنية عبر هذا العمل، وغيرهم كثر في أعمال أخرى».

back to top