خاص

المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية الشيخ عبدالكريم الخصاونة لـ الجريدة.: فتاوى غرف النوم دخلت بيوت المسلمين بلا استئذان

رسائل «الواتساب» الداعية إلى الصلاة على النبي تنطُّع في الدين

نشر في 18-06-2017
آخر تحديث 18-06-2017 | 00:00
الشيخ عبدالكريم الخصاونة هو قاضي القضاة والمفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية، عمل مفتيا في الجيش قبل توليه الهيئة العامة للإفتاء، له كتب عديدة تتناول أمور الفتوى، وهو عالم مستنير مطلع على مستجدات العصر يواجه الأفكار المتطرفة والداعشية بكل حزم، وأيضاً عضو في العديد من مجامع الفقه والفتوى في العالم الإسلامي، «الجريدة» التقته أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، وحملنا إليه تساؤلات حول وضعية الفتوى ومخاطر التصدي لها من قبل غير المتخصصين، ورؤيته لما يعرف بـ «فتاوى غرف النوم» المنتشرة في وسائل الإعلام العربية... وإلى نص الحوار:
● هل الفتوى اليوم تحتاج إلى مراجعات من العلماء؟

- الفتوى دائماً في مراجعات، كونها ليست أمرا ثابتا يمكن تطبيقه، فكل مكان وزمان له فتواه التي تناسبه، لذا نحن اليوم في حاجة إلى مراجعة الفتاوى أكثر من السابق، نظرا لتغير الأحداث وتحول العالم إلى قرية صغيرة، فالفكر الإسلامي دائما متجدد يواكب كل العصور والأحداث، وبفضل الله الأمة الإسلامية زاخرة بالعلماء القادرين على مواكبة هذا التطور الذي يتناسب مع عقيدتنا من دون إفراط أو غلو.

● ما الإجراءات التي اتخذتها دار الإفتاء الأردنية لمواجهة الأفكار المتطرفة؟

- اتخذت تدابير عدة لمواجهة الفتاوى المتطرفة، عبر إعداد لجنة تضم مجموعة من الشباب الدعاة وتأهيلهم بالفقه الشرعي لمواجهة الفتاوى التي تحض على القتل والتكفير، ونعمل من خلال التعاون مع مجامع الإفتاء في البلدان الإسلامية للتوافق حول الحكم الشرعي في القضايا المهمة التي تمس حال المسلمين اليوم، كما نعمل على توثيق الفتوى الصادرة من أهل العلم وليس من مدعي الإسلام بغير علم، ونحن في الأردن نعتمد على الفتاوى البحثية التي تعتمد على الدليل والمرجعية والإجماع وموافقة الشرع لها، لأن الفتاوى مثل درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث إن هناك فتاوى تؤدي إلى الإثارة وأخرى تؤدي إلى الفتنة، وفتوى لا تؤدي الغرض، وسير العلماء تؤكد أن الإمام الشافعي كان يُسأل عن أربعين مسألة فيجيب عن 4 فقط، ويعرض عن الأخرى لما لها من أضرار حال التعرض لها.

● فتاوى "غرف النوم" والفتاوى الجنسية أصبحت الشغل الشاغل لعلماء الفضائيات اليوم، كيف تنظر إلى هذه النوعية من الفتاوى؟

- مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية كثرت هذه النوعية من الفتاوى، ومع الأسف من يتولون هذه الفتاوى ليسوا أهل اختصاص، فهذه الفتاوى دخلت بيوت المسلمين بلا استئذان، وديننا الحنيف يدعو إلى ألا تكون هذه الفتاوى على الملأ، ويجب على المتصدي لهذه الفتاوى أن يكون واعيا تماما لخطورة التعرض لها، وأنها فتاوى شرعية وليست مادة للتسلية أو حصد أكبر نسبة مشاهدة، ويكون ضررها أكثر من نفعها، ونحن في دار الإفتاء لا نجيز نشر مثل هذه الفتاوى على الملأ، فقد تكون مناسبة لشخص ولا تتناسب مع جموع المسلمين.

● عارضت من قبل رسائل تطبيق "الواتساب" التي تدعو إلى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم مئة مرة وضرورة نشرها، ما الحكمة من معارضتكم لهذا الأمر؟

- باتت هذه الرسائل منتشرة بشكل واسع عبر وسائل التواصل المجتمعي، وعلى التلفونات المحمولة، وجاءت معارضتنا لهذه الأمور لأن هذه الرسائل تدخل في باب التنطع والتكلف، الذي نهى عنه الإسلام، فلا يصح أن يرسل شخص رسالة يحمل فيها المرسل أمانة نشر هذه الرسالة لكل المحيطين به، باعتبارها أمانة في عنق المرسل إليه تستدعي نشرها، وشريعتنا السمحة لا ترغب ولا ترهب أحدا على طاعة الله، فضلا عن أن هذه الرسائل لا تليق بمقام النبي، صلى الله وعليه وسلم، بأن تكون مادة للترهيب، لذا يجب منع هذه الرسائل بين عموم المسلمين، ثمة أمر آخر بأن هذه الرسائل مليئة بالخرافات والأكاذيب، والهدف منها هو كسب المال فقط لشركات الاتصالات، وأناشد المسلمين أن ينتبهوا جيدا لهذه الرسائل، وأقول إن الصلاة على الرسول، صلى الله عليه وسلم، واجبة، والصلاة عليه تكون باتباع نهجه وطاعته.

الفتاوى القديمة بحاجة إلى مراجعة... وتأهيل الدعاة وسيلتنا لمواجهة «داعش»

الإمام الشافعي كان يُسأل عن أربعين مسألة فيجيب عن ٤ فقط
back to top