خاص

خطيب المسجد الأقصى الدكتور يوسف جمعة سلامة لـ الجريدة.: القدس تتعرض للتهويد... والمسجد الأقصى في وضع صعب

إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني لتنفيذ مخطط طمس معالمها العربية والإسلامية

نشر في 17-06-2017
آخر تحديث 17-06-2017 | 00:02
أكد خطيب المسجد الأقصي المبارك وزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الدكتور يوسف سلامة، أن الإسرائيليين يخططون للسيطرة على المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم بدلاً منه، وأن إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني لتسير في مخططها تدريجياً، واستغلت الصمت العربي والتآمر الدولي لتنفيذ ذلك... وإلى نص الحوار:
● صف لنا ما يحدث على الأرض الآن في المسجد الأقصى على يد اليهود؟

- المسجد الأقصى في وضع صعب لا يخفى على أحد، حيث يتعرض لعملية تهويد منظمة، فالإسرائيليون منذ أن سيطروا على مدينة القدس عام 1967 وأول إجراء قاموا به هو السيطرة على باب المغاربة ثالث يوم للحرب مباشرة، ومازالوا يمارسون مخططهم تدريجياً، للسيطرة الكاملة على المسجد واستبداله بهيكلهم المزعوم.

● لماذا اهتمام اليهود بباب المغاربة تحديداً؟

- هذا الباب هو ذاته الذي دخل منه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ليلة الإسراء والمعراج، وربط دابته بحائط البراق المطل على حارة المغاربة، التي أزالها اليهود، لكي يوسعوا الفناء والأرض التي يصلون عندها، حيث إنهم يطلقون زوراً وبهتاناً على حائط البراق ما يسمى بـ"حائط المبكى"، وهذا كذب وافتراء، فهناك وثيقة بتاريخ 9/6/1931، ووقتها لم تكن هيئة الأمم المتحدة موجودة بل كانت توجد عصبة الأمم، وثار الفلسطينيون عام 1929 عندما أراد اليهود السيطرة على هذا الحائط، وكانت فلسطين خاضعة وقتذاك للحماية البريطانية، ورأت عصبة الأمم أن ترسل لجنة تحقيق بريطانية وأصدرت تقريرها الذي ينص أن حائط البراق حائط إسلامي، وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وليس لغير المسلمين حق فيه، وبعد ذلك توالت الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس.

● كيف ينفذ اليهود حفرياتهم أسفل المسجد الأقصى التي يعملون عليها منذ سنوات؟

- الإسرائيليون يخططون للسيطرة على المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم بدلاً منه وقاموا بعدة خطوات عملية منها الحفريات التي تتم أسفل المسجد، وتسببت في تصدع بنيانه، وتصدع المنازل المجاورة له، كما تم منع أبناء غزة والضفة من الوصول إلى المسجد، أما أبناء القدس فيحملون بطاقة زرقاء فقط وممنوع دخول من عمرهم أقل من 55 عاماً، كما أن الإسرائيليين يمنعون هيئة الأوقاف الإسلامية عن الترميم في الأقصى، وهي الجهة المسؤولة عن هذا المكان المقدس.

● كيف يمكن أن يدعم المسلم البسيط في كل مكان المسجد الأقصى؟

- الرسول (صلى الله عليه وسلم) سألته ميمونة في حديث أخرجه الإمام أحمد قائلة: "يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ما هو بيت المقدس وما مكانته؟"، فقال صلى الله عليه وسلم: "أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن كل صلاة فيه كألف صلاة في غيره", فقالت: "يا رسول الله ومن لم يستطع أن يأتيه من العرب والمسلمين"، فقال: "فليبعث بزيت يسرج في قناديله فإن من أهدى له زيتا كان كمن أتاه"، فالكاتب يساهم بقلمه، والشاعر بقصيدة وآخر بريشة، لأن فلسطين ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم، بل ملك للفلسطينيين والعرب والمسلمين، ومن يملك شيئا يجب أن يحافظ عليه.

● ألا ترى أن إسرائيل وجدت فرص الانقسام الفلسطيني لتنفيذ كل هذه المخططات؟

- إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني لتسير في مخططها لتهويد القدس وطمس معالم المدينة العربية والإسلامية خطوة خطوة، واستغلت الصمت العربي واستغلت التآمر الدولي لتنفيذ ذلك، وكما يقولون إسرائيل من النيل إلى الفرات، ولم تقف عند فلسطين، فإسرائيل تعتبر أن فلسطين هي رأس الحربة.

● ما دور المسيحيين في العالم لحماية مقدساتهم في القدس؟

- من يريد أن يرى التسامح يذهب إلى فلسطين، لأن الفلسطينيين ملتزمون بالعهدة العمرية التي أسس قواعدها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع بطريرك الروم سنة 15هـ، ووضع أسسا للمعاملة، المسلمون والمسيحيون مثل بعضهم في المعاملة كل يدافع عن الوطن وعن المقدسات، لذلك نناشد المسيحيين في العالم إذا كانت فلسطين والقدس ملكاً لمليار ونصف المليار مسلم، فما موقف المليارات من المسيحيين من أقدس مقدساتهم في فلسطين عيسى عليه السلام ولد في بيت لحم في فلسطين، وكنيسة المهد وغيرها.

● كيف ترى وضع القدس في حالة التسوية وقيام الدولتين؟

- لا قيمة لفلسطين بدون القدس, التي هي لؤلؤة فلسطين، ولا قيمة للقدس بدون الأقصى, لأن الأقصى هو قلب فلسطين النابض، وهو جزء من عقيدتنا ونحافظ عليه، وتبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية إن شاء الله تعالى.

المسلمون والمسيحيون مثل بعضهم في المعاملة كل يدافع عن الوطن وعن المقدسات
back to top