«إحنا مو كرايخ»

نشر في 17-06-2017
آخر تحديث 17-06-2017 | 00:07
 فواز يعقوب الكندري نظرية المؤامرة التي كانت اعتقاداً يلازمني منذ قرأت قوله تعالى "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..." باتت يقيناً أعيشه واقعاً مع كل حدث، فالتآمر بشكل هرمي يبدأ من الشمال متّجهاً بقسوة إلى الجنوب، حتى إذا وصل إلى القاع، ولم يجد أحداً ممن يعيش هناك في الأسفل للتآمر عليه، يبدأ كل منهم بالتآمر على الآخر وتسليم الملف بيد "إبليس" الذي يقوم بدوره بإيصال البريد العاجل إلى الأعلى.

الدكتورة الفاضلة معالي العسعوسي، صانعة الأمل في اليمن، التي تركت الرفاهية، وعرضت شركتها الخاصة للبيع لتساعد أكثر من مئة أسرة هناك أملاً في الحياة، تجاهلها الإعلام وأتى لنا بإحدى مشهورات علب المكياج، داعياً إناث مجتمعنا أن يتخذنها نموذجاً للقدوة، فاهتمام إعلامنا أصبح "مسكرة".

لتعذرني عائلة الحصينان الكريمة أن أسمي ابنها محمد "الكحيلان"، هذا الرّجل الذي رفع بيرق البُشرى للأسر العاجزة، فقابله الشّعب السّخي بمدّ الأيادي، فجمع لهم هو ورفاقه أربعة ملايين دينار في يوم واحد، فامتلأت الشوارع والباصات بصور المهرجين، بدلاً من أن تنصب التماثيل للمتطوّعين.

الشعور بالمؤامرة ارتابني هنا وأنا أرى الإعلام يدعم "الكرايخ" عبر برامجه، ويظهر سيئات مجتمعنا في تمثيلياته على أنّها هي السائدة، وأنّ أمثال الأخت الفاضلة المتطوّعة في فعل الخير أروى الوقيان باتت من المظاهر البائدة، فهناك من يريد لمجتمعنا أن يهتم بتوافه الأمور ويتجاهل عظائمها، ويسعى إلى أن نبقى في سراديب التخلف حيث الظلام بدل الانطلاقة إلى الأدوار العليا، فنتعرّض لأشعة التّقدم، وهذا ما سيعجز عنه هؤلاء، لسبب بسيط جداً، أنّنا شعب "مو كرايخ".

أمنياتنا للطفلة "سارة" ابنة محمد الحصينان ولجميع المرضى أن يمنّ الله عليهم بالشّفاء العاجل.

back to top