نور الشريف... الفيلسوف العاشق (20 - 30)

كل هذا الحب

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 00:04
حقّق فيلم «أبناء الصمت» نجاحاً جماهيرياً ونقدياً، لذا مثّل اتصال رئاسة الجمهورية بنور الشريف لغزاً حقيقياً للأخير، وراح رأسه يفيض بأسئلة ذكرته بذلك الهاتف الذي تلقاه من رئاسة الجمهورية عندما أراد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يبلغه إعجابه به، وبضرورة أن يعرف دور الفن وأهمية رسالته للمجتمع. لكن الرئيس السادات لم يرسل إليه من يبلغه رسالة، بل طلب مقابلته شخصياً، فلماذا؟ وهل هي مقابلة عادية مثلما يقابل رئيس الجمهورية أي فنان؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا طلب مقابلته بمفرده بعيداً عن أية مناسبة؟ وهل لهذه المقابلة علاقة بفيلم «أبناء الصمت»؟ وإذا كان كذلك، لماذا لم يطلب لقاء بقية فريق الفيلم أو المخرج؟
في الموعد المحدد، وقفت سيارة أمام بيت نور الشريف، ثم أقلته إلى قصر الرئاسة، ليجد نفسه بعد دقائق إلى جانب رئيس الجمهورية، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة إليه. لذا لم يستطع تحديد المشاعر التي انتابته في هذه اللحظة، هل هي فرح أم خوف أم قلق؟ هل يحق له أن يفخر بلقاء الرئيس المنتصر في إحدى أهم حروب التاريخ المعاصر؟ أم أنه يشعر بخليط من ذلك كله؟ لكن المؤكد أن مشاعره ستتحدد بناء على الهدف من الزيارة. وقبل أن يسترسل في الأفكار والأسئلة، وهو يقف موجهاً نظره تجاه الرئيس وعلى وجه الأخير ترتسم ابتسامة تميّز صوره في الصحف وفي التلفزيون، بعد حرب أكتوبر، حتى بادره بالتحية:

= أهلا يا نور. أزيك؟ أنا عارف أنك ما بتخرجش من البيت من غير فطار... تعالَ أنا عزمك تفطر مع رئيس الجمهورية.

* سيادة الريس ده شرف كبير ليا إني أقابل سيادتك... وشرف فوق الشرف إني أفطر مع سيادتك.

= تعرف يا نور إني عمري ما أعرف أفطر أي شيء غير الفول المدمس المصري الجميل... حتى لو رحت أية دولة في العالم.

* ألف هنا وشفا يا سيادة الريس... ده لأن سيادتك إنسان مصري أصيل.

= مصر تستحق الكتير مننا يا نور... ومهما عملنا علشانها قليل برضه.

* ربنا يخليك لنا يا سيادة الريس... ويخليك لمصر اللي رفعت راسها قدام الدنيا كلها.

= الحمد لله. أكتوبر دي هتتدرس في أكاديميات العالم العسكرية.

* ده أكيد يا سيادة الريس.

= بس الناس... أهلنا البسطاء من حقهم هم كمان يعرفوا جيشهم البطل خاض الحرب دي إزاي... وده دور الإعلام والفن.

* أكيد يا سيادة الريس.

= لازم يعرفوا إن الجيش اللي صمت طويلا قدر يرد... ويرد بقوة ويحطم الأسطورة... وأنه مش هيفضل صامت على طول... ويفضل أسير الظروف اللي قهرته.

* طبعا سيادتك... مفهوم أكيد.

= أنت فنان ذكي يا نور... وأعرف إنك ابن بلد جدع.

* دي شهادة أعتز بها يا سيادة الريس.

= وأنا واثق إنك هتكون واحد من أهم الفنانين العرب في وقت قليل. أنت وصاحبك المجنون ده... اللي اسمه محيي إسماعيل.

* محيي ممثل هايل.

= والله أنا كنت فاكره مجنون بجد بعد ما شوفته في «الأخوة الأعداء» وكنت ناوي أعالجه على حساب الدولة.

* سيادتك شوفت «الأخوة الأعداء»؟

= شوفت أغلب شغلك لحد «أبناء الصمت»... وعارف إنك لسه عندك حاجات كتير كويسة لسه هتعملها.

* إن شاء الله يا ريس.

= ولازم هشوفك تاني.

خرج نور الشريف من مقابلة الرئيس السادات برسالة واضحة ومهمة، وهي أهمية التركيز على بطولات حرب أكتوبر دون غيرها، ولم تكن تلميحات الرئيس خافية عليه عندما قال له إن الجيش المصري لم يكن ليصمت، في إشارة واضحة إلى فيلم «أبناء الصمت» الذي تناول «حرب الاستنزاف» في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. رغم ذلك، قرر الشريف ألا يفعل شيئاً، لا يأتي في موعده، فهو كان يرى ضرورة الابتعاد عن الحرب سنوات عدة حتى تتضح الصورة لديه، ليستطيع تقديم عمل حقيقي عن حرب أكتوبر، بعيداً عن التجارب التي سارع البعض إلى إطلاقها لمجرد الرغبة في ذلك، فضلاً عن ارتباطه بأفلام عدة تعاقد عليها، بدأها بـ«لقاء مع الماضي»، قصة وسيناريو فيصل ندا وحواره، وإخراج يحيى العلمي، إلى جانب كل من ميرفت أمين، وعادل أدهم، محمود المليجي، حمدي أحمد، ثم قدم بعده فيلم «الكل عاوز يحب» قصة وسيناريو يحيى الليثي وحواره، وإخراج أحمد فؤاد، مع عادل إمام، وسهير رمزي، وحسن حامد، ونادية أرسلان، ونبيلة السيد.

شرط النجومية

من فيلم إلى آخر، راح نور الشريف يؤكد نجاحه ونجوميته، ولفت نظره تهافت المنتجين والمخرجين عليه، حتى أنه أصبح يهرب من مقابلتهم كي لا يضطر إلى التعاقد على مزيد من الأفلام، خصوصاً أنه كان يخجل من إلحاح البعض منهم، فيوافق خجلاً. غير أنه رأى أن ثمة جانباً إيجابياً آخر في هذا الأمر، وهو أنه يطلب من كل منتج يتعاقد معه أن يقدم إلى جانبه في الفيلم عدداً من الوجوه الجديدة وخريجي المعهد من دفعته والدفعات التالية له. فعل ذلك من خلال «بائعة الحب» مع كل من ناهد شريف، وصلاح السعدني، وسمير غانم، ومحمود المليجي، وتوفيق الدقن، حيث دفع بمجموعة من الوجوه الجديدة للعمل معه في الفيلم من بينهم صديقه هادي الجيار، إلى جانب الوجهين الجديدين هناء ثروت، وتيسير فهمي، عن قصة سمير نوار، سيناريو سيد موسى وحواره، وإخراج سيمون صالح.

أثناء التصوير، عرض عليه الفنان محمود المليجي أن يطلق فيلماً من إنتاجه لإنعاش شركة الإنتاج الخاصة به، فلم يتردد وقدّم معه «ألو أنا القطة» لتشاركه البطولة فيه زوجته بوسي، ومعهما كل من عادل إمام، ومحمود المليجي، وسهير زكي، والمطرب محمد حمام، والعمل قصة محمد إسماعيل رضوان، وسيناريو محمد كامل عبد السلام وحواره، وإخراج الإيراني المقيم في مصر «منوجهر نوذري». غير أن الفيلم لم يحقق النجاح المرجو منه لأسباب عدة، ربما أهمها الاختلاف في الرؤية ووجهات النظر مع المخرج الإيراني، فضلاً عن عدم توزيعه في لبنان، وهو إحدى الدول الأساسية التي يعتمد عليها الفيلم المصري في العرض الخارجي، ذلك بعد اكتشاف أن كلمة «القطة» تعني في هذا البلد «فتاة الليل»، فرفض الموزع شراءه بسبب اعتراض الرقابة.

إلى جانب الأفلام البسيطة التي تهدف إلى التسلية، حرص الشريف على أن ينتقي أعمالاً ذات هدف ومضمون، فقدّم «يا رب توبة» مع كل من رشدي أباظة، وسهير المرشدي، وحسين فهمي، ومريم فخر الدين، وسيد زيان، قصة وسيناريو محمد عثمان وحواره، وإخراج علي رضا، ليطلق من خلاله أيضاً الوجه الجديد «علوية قدري» شقيقة زوجته، والتي اختارت «نورا» ليكون اسماً فنياً لها.

بعدها واصل تقديم أفلام جادة تمتعه كممثل في «يوم الأحد الدامي» للمخرج نيازي مصطفى، حيث أدى دور «حمادة»، شاب مصاب بحالة اضطراب نفسي سببه له شقيقه الأكبر في طفولته، ما يدفعه ليكون لصاً مثله، وتكون النتيجة دخولهما معاً إلى السجن، ثم يهربان بصحبة ثالث، وتقودهم الأقدار إلى أسرة مسالمة للاختباء لديها بعيداً عن أعين الشرطة. وعندما يستغل الشقيق الأكبر سلطان نقطة ضعف أفراد الأسرة طفلهم للضغط عليهم للامتثال لأوامره، يتذكّر حمادة عقدة طفولته وما فعله معه شقيقه فيقتله.

شارك نور الشريف في البطولة إلى جانب كل من رشدي أباظة، وميرفت أمين، وزهرة العلا، وعماد حمدي، ومحمود عبد العزيز، وعلي الشريف، والعمل قصة رؤوف حلمي، وسيناريو عبد الحي أديب وحواره.

رغم النجومية التي بات يتمتّع بها نور الشريف، فإنه رفض استغلالها في فرض شروطه برفع أجره، أو كتابة اسمه بطريقة مميزة على الشارة، أو الإصرار على أن يشارك المقربون منه من أصدقاء أو معارف في أعماله، ولم يطالب أياً من المخرجين بفرض وجود زوجته بوسي في أي عمل يشارك فيه، رغم أنها لم تكن في حاجة إلى ذلك، بل كل ما يهمه كان إتقان تنفيذ المشروع، والحرص على متابعة كل كبيرة وصغيرة فيه، بهدف التعلم.

حرص نور على أن يتعلّم كل كبيرة وصغيرة في صناعة السينما، فكان يتابع كتابة العمل، إذا ما كان في مرحلة الكتابة، ثم يناقش المخرج في التفاصيل، ويبدي آراء مهمة باعتباره دارساً للإخراج، كذلك كان يتابع مدير الإنتاج في عمل ميزانية الفيلم، وشكل الكادر وحركة الكاميرا. ذلك كله، لم يكن بهدف استغلال الخبرة في أعمال خاصة به، بل لعشقه هذه الصناعة وإدراكه أهميتها، وتحيّن الفرصة المناسبة للنهوض بها.

عشق نور الشريف للسينما كان غير محدود، حتى أنها استطاعت أن تأخذه بشكل كبير من المسرح. وهو لم يندم على ذلك، فمثلما انتشرت سينما التسلية كانت التسلية في المسرح أكبر، إذ تحوّل إلى ما يطلق عليه «المسرح السياحي» الذي يهتم بالرقص والترفيه والتسلية. من ثم، قرّر الممثل التركيز في السينما، والتلفزيون إذا عرض عليه عمل مناسب. ما إن طلب إليه المخرج فايز حجاب القيام ببطولة مسلسل «ابن الليل» حتى وافق بمجرد قراءة الحلقات، غير أنه اعترض على ترشيح المخرج بوسي للبطولة النسائية أمامه:

= أنا بقولك بوسي مش حد تاني.

* ما أنا عارف. وسمعك كويس. بس أنا لما قريت الحلقات ما شفتش بوسي فيها.

= أنت بتقول إيه؟ أنا ما شفتش حد زيك كده. أنا مش عايز أقولك أسماء فنانين بيجروا ورا المنتجين والمخرجين علشان يشغلوا زوجاتهم في الأعمال اللي بتتعرض عليهم.

* أنا مش محتاج تقوللي الكلام ده أستاذ فايز. ده مش مدح فيا. لأن اللي بقوله ده الطبيعي لأي فنان بيخاف على شغله. بوسي ممثلة ممتازة وعندها حس عال جدا... وفي أدوار ما حدش غيرها ينفع يعملها. بس أنا مش شايفها في الدور ده.

* وشايف مين في الدور ده؟

* نورا.

= أيوا بس نورا لسه...

* نورا ممثلة هايلة. وعندها إمكانات مش موجودة عند كتير من الممثلات. والاختيار ده على مسؤوليتي.

بعد نجاح مسلسل «ابن الليل»، سيناريو فيصل ندا وحواره، كتب لنور خصيصاً قصة فيلم «الأنثى والذئاب»، سيناريو نيازي مصطفى وإخراجه، وشاركه بطولته كل من ميرفت أمين، وعادل أدهم، ونوال أبو الفتوح، وفاروق يوسف، وحسن عابدين، ليقدم بعده «صابرين» إلى جانب كل من نجلاء فتحي، وعادل إمام، ويوسف شعبان، وهدى سلطان، وعماد حمدي، قصة جاذبية صدقي، وسيناريو أحمد صالح وحواره، وإخراج حسام الدين مصطفى. بعده، عرض عليه المخرج والمنتج حسن رمزي بطولة فيلم «امرأتان» الذي كتبه نيروز عبد الملك عن قصة «مروحة الليدي وندرمير» للكاتب أوسكار وايلد، وكتب له السيناريو والحوار محمد العشري، وشارك فيه كل من نيللي، وأحمد مظهر، وعماد حمدي، وصلاح نظمي، وعبد الرحمن أبو زهرة. وتردد حسن رمزي في تقديم ابنته «هدى» في الفيلم، غير أن الشريف ما إن شاهدها وجلس معها، حتى أصر على حضورها، لتكون بداية الوجه الجديد «هدى رمزي».

لاحقاً، قدم الشريف «شهيرة» مع كل من ناهد شريف، وعماد حمدي، وصلاح السعدني، ونادية الكيلاني، قصة سعد مكاوي، وسيناريو مصطفى كامل وحواره، وإخراج عدلي خليل، ثم شارك في «الضحايا»، قصة وسيناريو فيصل ندا وحواره، وإخراج حسام الدين مصطفى، إلى جانب بوسي، وحياة قنديل، وماجدة حمادة، ومشيرة إسماعيل، وزهرة العلا، وعماد حمدي.

رد الجميل

فجأة وجد المخرج محمد

فاضل أن التلفزيون أخذه من السينما. بعدما انتهى مسلسل «القاهرة والناس» الذي استمر نحو أربع سنوات، قدّم مسلسلي «أيام المرح» و«الرجل والدخان»، فشعر بشوق كبير للعودة إلى السينما. ما إن عرض عليه مصطفى كامل فيلم «شقة في وسط البلد» الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار، حتى تحمس له جداً، خصوصاً أنه يناقش مشكلة العصر، أزمة الإسكان للشباب المقبلين على الزواج، ذلك بعدما ظهرت طبقة أثرياء الحرب الجديدة، وسيطرت على كل شيء، وتسببت في رفع الأسعار، بما فيها أسعار الشقق، لتختفي فجأة لافتة «شقة للإيجار» وتحل محلها لافتات «شقق تمليك»، ما شكّل أزمة إسكان كبيرة تسببت في العزوف عن الزواج لصعوبة تملك شقة.

حاول محمد فاضل العثور على جهة تتحمس لإنتاج الفيلم غير أنه فشل، فقرر أن يدخل شريكاً في إنتاجه مع المؤلف مصطفى كامل والمنتج سعيد سيدهم. كانت أحداث الفيلم تستدعي وجود ستة أبطال، ثلاثة رجال وثلاث فتيات، فاختار محمود ياسين، وصلاح السعدني، وميرفت أمين، وزيزي البدراوي، وشهيرة، وكل منهم بإمكانه أن يتحمل بطولة فيلم بمفرده باستثناء شهيرة زوجة محمود ياسين، التي كانت لا تزال في بداية طريقها الفني، وبقي النجم الثالث، فعرضه على نور الشريف، الذي فاجأه:

* طبعا موافق... بس أنا ليا شرط.

= بشرط. ماشي يا سي نور... ما أنت النجم ومن حقك تتشرط يا سيدي. اتفضل قول.

* أنا موافق إني أقوم ببطولة الفيلم بشرط أخد نص أجري.

= إيه... زيادة أجرك؟

* أنت سمعتني كويس يا أستاذ.

= أيوا سمعتك. بس كدبت ودني... كل الناس تطلب زيادة أجرها وأنت تطلب تاخد نص أجرك... ليه؟

* لأنك أستاذي ولك فضل عليا... وعمري ما أنسى إنك غامرت وقدمتني للبطولة وأنا لسه طالب في المعهد... وده أقل حاجة ممكن أقدمهالك... وصدقني لولا أن الظروف صعبة شوية. أنا كنت اتنازلت عن أجري كله.

البشارة

نجح الفيلم، خصوصاً بين أوساط الشباب، ما نبّه نور إلى أهمية تناول مشاكل جيله من الشباب، في ظل الطفرة التي طرأت على المجتمع، وهو ما أسعده عندما عرض عليه المخرج يحيى العلمي «الدموع الساخنة» إلى جانب كل من حسين فهمي، وميرفت أمين، ومحمود المليجي، ووحيد سيف، والمطرب شفيق جلال، وكتب القصة والسيناريو والحوار محمود أبو زيد، وهو أعجب الشريف بأسلوبه في الكتابة، وأبو زيد بالثقافة الموسوعية التي يتمتع بها هذا النجم الشاب، ذلك على عكس كل من عمل معهم، وغالبية الموجودين على الساحة، فأصبحا صديقين مقربين إلى حد كبير. اعتاد نور الشريف أن يمرّ يومياً ليأخذ زوجته بوسي بعد انتهاء عملها في المسرح، حيث كانت تشارك في بطولة «أولاد علي بمبه» مع عبد المنعم مدبولي، وسيد زيان، وإبراهيم سعفان، ونبيلة السيد، وفاروق فلوكس، وسمية الألفي، من تأليف الفنان عبد الله فرغلي، وإخراج سمير العصفوري. ما إن انتهت وخرجت من المسرح، حتى لاحظ نور اصفرار وجهها وإرهاقها الواضح، فشعر بخوف وقلق عليها، خشية أن تكون مريضة، وما زاد من قلقه زيادة تعرقها، فأصر على أن يعرضها على الطبيب في صباح اليوم التالي، ليقف أمامه مشدوها غير مصدق كلامه، بعدما أخبره بأن زوجته حامل في أشهرها الأولى، وعلى عكس ما كانت تتوقع بوسي، طار نور من الفرح، فهي كانت اعتقدت أنه سيثور ويغضب لأنهما اتفقا على عدم الإنجاب سنوات عدة، إلى حين تحقيق توازن في مستقبلهما الفني، لكنها فوجئت به تغمره سعادة بالغة:

= ما كنتش متصورة أنك هتفرح بالشكل ده.

* أقولك على حاجة؟

= قول.

* ولا أنا. أنا أول ما الدكتور قاللي حسيت زي ما يكون بقع من فوق جبل عالي أوي... وفجأة حسيت إن أيدين حنينه بتشيلني وتنزلني على الأرض واحدة واحدة.

= يا سلام... أوام إحساس الأبوة خلاك بقيت شاعر.

* لا بجد... إحساس مختلف مش عارف أوصفه.

= على مهلك شوية ده لسه ما جاش... أمال لما يجي هتعمل إيه؟ صحيح قوللي... عايز ولد ولا بنت؟

* لو جه ولد هبقى سعيداً.. لكن لو جت بنت هبقى في منتهى السعادة.

= للدرجة دي؟

* زمان كنت بتمنى يبقالي أخ ولد... لكن لما شفت حنية أختي عواطف... وبعدها أنت جيتي مليتي حياتي حب وحنان... اتمنيت إني أخلف بنت... بس بشرط... تبقى في جمالك وحنانك وحبك.

= أنا بقى نفسي يبقى ولد... واسميه محمد... على اسمك.

نورا

في فيلم «يا رب توبة» إلى جانب رشدي أباظة، وسهير المرشدي، وحسين فهمي، ومريم فخر الدين، وسيد زيان، قدّم نور الشريف الوجه الجديد «علوية قدري» شقيقة زوجته، والتي اختارت «نورا» ليكون اسماً فنياً لها.

ما إن عرض عليه المخرج فايز حجاب القيام ببطولة مسلسل «ابن الليل» حتى وافق بمجرد قراءة الحلقات، غير أنه اعترض على ترشيح المخرج بوسي للبطولة النسائية، مقترحاً اسم شقيقتها نورا، إذ أرادت زوجته أن تعطي دفعة لأختها لتنطلق في عالم الفن، وهو ما تحقق بعد ذلك وأصبحت نجمة كبيرة وشاركت الشريف عدداً من الأعمال الفنية.

وقفت نورا إلى جانب نور الشريف لأول مرة في البطولة النسائية من خلال مسلسل «ابن الليل»، وشاركهما كل من حمدي أحمد، ويوسف فخر الدين، وحسين الشربيني، وفريدة سيف النصر، قصة ثروت أباظة، وسيناريو فيصل ندا وحواره.

البقية في الحلقة المقبلة

الرئيس السادات دعا الشريف لمقابلته بعد فيلم «أبناء الصمت»

الشريف أخذ على عاتقه مهمة تقديم الوجوه الجديدة ومساندة المواهب

فايز حجاب رشّح بوسي لمشاركته مسلسل «ابن الليل» ففوجئ بنور يرشّح نورا

الشريف تنازل عن نصف أجره للمخرج محمد فاضل عرفاناً بجميله

تنبّه إلى أهمية تناول مشاكل جيله من الشباب في الأفلام
back to top