خاص

الأمين العام لـ «بيت العائلة» في الأزهر الدكتور محمد جميعة لـ الجريدة.: انطلقنا من ثوابت الإسلام وتطبيق مبدأ الإصلاح بين الناس

● الأخوة الإنسانية مبدأ تعايش بين الأديان
● استطعنا إيقاف الحرب بين أهل إفريقيا الوسطى

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 00:00
قال الأمين العام لمبادرة الأزهر الشريف المسماة بـ"بيت العائلة"، الدكتور محمد جميعة، إن المبادرة تنطلق من ثوابت الإسلام الوسطي المتسامح الداعية إلى مبدأ تطبيق الإصلاح بين الناس، وان دورها تخطى حل المشكلات الداخلية، إلى خارج الحدود بعد نجاحها في وقف الحرب بين المسلمين والمسيحيين في إفريقيا الوسطى.
وأوضح جميعة خلال حوار أجرته معه "الجريدة" أن مبدأ التعايش لابد أن يقوم على الأخوة الإنسانية، التي لا ترتبط بمسائل العقيدة أو الجنس أو المستوى الاجتماعي، وأن التشاحن والتقاتل ينتجان عن تفسخ هذه المبادئ... وإلى نص الحوار:
● حدثنا عن مبادرة "بيت العائلة" ومتى تمت الدعوة لها؟

- المبادرة تمت الدعوة لتأسيسها منذ خمس سنوات، وتعد جهداً موصولاً بالجهود السابقة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، لوأد الفتن بين المسلمين والمسيحيين من ناحية وبين السنة والشيعة من ناحية أخرى، وهدف المبادرة لم شمل الأسرة المصرية، التي لا فرق بين أفرادها مسلماً أو مسيحياً، وتدعم فكرة المواطنة والتعايش الودي بين أبناء الوطن، وهي مبادرة هادفة وجادة من ذوي الشأن لعرض مشكلاتهم على بعضهم البعض، ووضع أفضل الحلول لها، ووضع الأفكار والرؤى التي تؤدي إلى تكريس تفاعل أصحاب الديانات السماوية، وما ينبغي أن يعرفه كل مسلم أن الدين الإسلامي والدين المسيحي دينان من عند الله، أتباعهما من عباد الله الذين ينبغي أن يكونوا من أكثر الناس تألفا ورحمة في علاقاتهم ببعض، ولا ينبغي أن تكون الأديان وسيلة انقسام وتفريق واختلاف، بل يجب أن تكون وسيلة توحد وتلاقي بين الناس، بعيداً عن الطائفية.

● هل تقتصر مهام "بيت العائلة" على حل المشكلات الطارئة داخل مصر؟

- بيت العائلة هو بيت للإنسانية جمعاء، فمفهومه يعني "الاخوة الإنسانية" التي لا ترتبط بمسائل العقيدة أو الجنس أو المستوى الاجتماعي، وجاء التشاحن والتقاتل بين البشر نتيجة لتفسخ هذه الأمور، وحلت العصبية والقبلية والمذهبية بديلاً عن الإنسانية، والجميع يعلم ما يقوم به بيت العائلة في لم الشمل بالداخل، أما خارجياً فقد كان لبيت العائلة دور مشهود في وقف المجازر التي حدثت بين المسلمين والمسيحيين في إفريقيا الوسطى وفشلت جميع الأطراف الدولية في إنهائها، وبمبادرة من شيخ الأزهر تم إيفادي مبعوثاً عنه لحل هذه الأزمة، واستطعنا بكلمات المودة والإنسانية وروح الدين في هدوء الجانبين بعد معارك استمرت ثلاث سنوات، قتل من قتل، وتشرد من تشرد، وبعد مؤتمر الصلح المسمى "بانجي" وعلى صوت الأذان عاد الهدوء بين أهل هذه الدولة، واعترفت جميع المنظمات الدولية بدور الأزهر، المتمثل في بيت العائلة لإنجاز هذا الصلح الكبير وعلى رأسها الأمم المتحدة.

● بين الحين والآخر يتعرض الأزهر للهجوم من قبل بعض المثقفين أو التيارات المتشددة، فكيف ترى هذا الهجوم؟

- الأزهر دائماً مستهدف، ليس من المثقفين بل من أعداء كثيرين، لأنه حائط الصد المنيع للإسلام الوسطي، الذي بنى عليه الأزهر توجهه منذ أكثر من ألف عام، وهناك تيارات دينية كثيرة تحارب الأزهر وتريد عرقلته وتشويه صورته ووصفه بالمتراجع، وعدم مواكبته لمستجدات العصر، حتى لا يصبح له دور، وأقول إن من يهاجم الأزهر في خططه الدعوية، ومناهجه الدراسية ومدى التحامه بالعديد من قضايا المجتمع يقوم بمغالطة، وتعالوا ننظر كيف اقتحم الأزهر مشكلات عديدة وقضايا خلافية وقدم حلولا لقضايا معقدة، ولكن مبدأ المهاجمة مرفوض، فالأزهر لا ينسحب عن المجتمع وعن القضايا المجتمعية.

● الفتاوى الضالة على الفضائيات أحياناً تثير الفتن الطائفية، وتخلق تشاحناً بين أفراد المجتمع، فكيف ترصد هذه الحالة؟

- الفتاوى عبر وسائل الإعلام يجب أن ننظر إليها من خلال أمرين، الأول أن الفتاوى الفضائية منحت مجالاً واسعاً لنشر العلم الشرعي، وأتاحت لكثير من العوام فرصة للتزود بالعلم، ومنحت المجتمعات مكانا واسعا لتبادل الأفكار الدينية، ووقتا كافيا للاشتغال بالعلم، ووسيلة للقضاء على الأمية الدينية، وعلى الرغم من ذلك فإن برامج الفتاوى الفضائية عليها كثير من الملاحظات التي أذهبت كثيراً عن فوائدها، وأتت بنتائج عكس المقصود، وهذا هو الملمح الثاني من رؤيتي لهذه الحالة، فهناك فتاوى فضائية أساءت لكثير من المسلمين وللإسلام نفسه، ما جعل كثيراً من الناس يتهكمون عليها، ويصفونها بالفتاوى الهوائية، بمعنى أن المفتين يفتون حسب هواهم واتجاهاتهم لا بالكتاب والسنة، فهناك فعلا فتاوى أضرت بالعلاقة التي بين المسلمين وغير المسلمين، ولكن السواد الأعظم من المسلمين لا يتقبل الفتاوى المتشددة.

الفتاوى الفضائية تحمل سماً وعسلاً في رسالتها
back to top