نادية لطفي... العصامية الشقراء .. الأخيرة (20-20)

«دافعت عن نفسي بالذهاب إلى بيروت»

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 00:03
إذا كانت للسياسة مفاتيحها كما يقولون، فقد كانت السينما المفتاح الذي فتح أمام نادية لطفي أبواب السياسة المغلقة في وجه الفنانات. لذلك كانت تكرّر عبارتها المفضلة: «لا أفصل أبداً بين السينما والسياسة»، بل ترى الأخيرة ضرورة حيوية للفنان السينمائي، وليست ترفاً، فالفنان السينمائي بوعيه السياسي يمكن أن يكون سلاحاً فاعلاً في معركة إثبات وجودنا وكرامتنا، والفيلم السينمائي يؤثر في الملايين فعلاً. عن ذلك الحنين إلى الزمن الماضي، وعن المناضلة والفنانة والإنسانة نادية لطفي، نواصل سرد تفاصيل الحكاية.
لم يكن طريق النضال في حياة النجمة الشقراء سهلاً، ولم تكن لعبة السياسة قطعة جواهر، أو معطفاً من الفراء، تتفاخر به النجمة والممثلة، كذلك لم تكن ضمن صراعات الجذب الإعلامي وتبادل المجاملات. ذات مرة، حاول البعض تفسير توجه نادية السياسي بأنه حالة من التعاطف مع بعض صديقاتها وأصدقائها من الشخصيات الفلسطينية واللبنانية، فردت بحسم قائلة: «هذه سخافة وتشويه للموقف الوطني، لأنَّ القضية قد تكون صديقتي، لكن صديقتي لن تكون هي القضية».

وسألوها إذا كانت لديها هذه الرغبة في العمل السياسي، فلماذا لم تفكر في الانضمام إلى حزب سياسي؟ قالت: عرض عليّ كثيراً الانضمام إلى أحزاب سياسية، ولكن لكل حزب رؤية خاصة ومنفذ وزاوية محددة، وذلك لا يتفق مع تركيبتي الشخصية، لأنني أهوى الخروج من المنافذ كافة والتحرك في الزوايا كلها، لأنني أؤمن بالحرية ومنظوري إلى الحياة شامل ومتفتح وجميل، فلماذا أحبس نفسي داخل موقع واحد، وأناضل من أجل فئة قليلة؟

واصلت: لا يمكنني تفضيل ناس على ناس إلا بجديتهم وأمانتهم وأهدافهم، وهذا لا يتوافر في حزب واحد، ومعنى ذلك أنني يجب أن أنضم إلى الأحزاب كلها لأنني أحب الشعب العربي كله، وأنتمي إلى مبدأ وليس إلى برنامج عمل حزبي ضيِّق، لذلك أعتبر نفسي رئيسة حزب فني حر، ليس مقيداً، وغير مُشهر أو رسمي، اسمه حزب المشاركة العامة، يضمّ العناصر كافة التي تهوى وتؤمن بمبدأ الخدمة الاجتماعية من دون قيد أو شرط وهو أجمل وأفضل، وقد يضمّ رجلاً بسيطاً أو وزيراً أو نجماً يهوى الخدمة العامة.

تربية

سألتها: متى بدأت هذه الاهتمامات العامة تسيطر على برنامجك اليومي؟

فأجابت: بدأت نشاطاتي الخيرية معي منذ ولدت وأنا نشأت عليها، وأمي كانت كذلك أيضاً. ولكن لا أحب أن أتباهى بذلك وأعلنه، لأني أعتبره واجباً عليّ. أحب الناس وأحب مساعدتهم لأني أحب بلدي وكل واحد يخدم بلده بطريقته الخاصة، وحسب قدراته المادية والمعنوية والذهنية.

واصلت: في مستشفى قصر العيني أيام حرب 1967 وحرب 1973 رأيت بعيني جنوداً بسطاء مقاتلين محترقين تماماً من القنابل، ولا ترى منهم شيئاً سوى بياض العين ومع ذلك تجد حالتهم النفسية هادئة تماماً، بل ويضحكون معنا ويصرون، رغم كل ما يعانون من آلام، على العودة إلى الجبهة لمواصلة القتال بمنتهى الشجاعة والتحدي. وعلى الجانب الآخر، رأيت أيضاً نساء «غلابة» لا يعرفن أحداً من المصابين لكنهن جئن كي يقمن بأعمال الطبخ، ويقدمن الوجبات للجنود المصابين. باختصار، رأيت في هذه الفترة أرقى السلوكيات الإنسانية في حياتي.

نشاطنا لم يكن في المستشفيات فقط، بل كنا نذهب إلى الجبهة كوفد فني، وأذكر من الفنانين الذين كانوا يشاركونني فؤاد المهندس، وفطين عبد الوهاب، وسمير صبري، وجورج سيدهم، وماجدة الخطيب.

كنت أزور الجنود والضباط في قصر العيني وغيره من مستشفيات، وأحد هؤلاء الضباط، كان ضابطاً كبيراً اسمه العميد «صفي» حكى ذات مرة عن بطولات جنود عظام كنت أزورهم في مستشفى المعادي، وقال إن مجموعة منهم كانت تختبئ داخل حفرة في رمال سيناء، ومرت فوق بعضهم الدبابات الإسرائيلية وهشمت عظامهم ولم يصرخ هؤلاء الأبطال كي لا يسمع العدو صوتهم ويكتشف وجود بقية زملائهم. إنها بطولات عظيمة لا أظن أن أحداً يتخيلها أو يتصورها. لذلك نحن مدينون لهؤلاء الأبطال، وأنا كفنانة لا بد من أن أعبِّر عن إحساسي بالامتنان والفخر تجاههم.

عنوان

هل يمكن أن ينسى أحد ما فعلته نادية لطفي بعد النكسة؟

كتبت المناضلة الراحلة فتحية العسال مقالاً قالت فيه: في سنوات حرب الاستنزاف، طافت نادية على الفنانين في بيوتهم وهي تصرخ «لازم نروح الجبهة... لازم نقف مع جنودنا على خط النار».

لم تكن عباراتها من قبيل الإنشاء والادعاء... فقد فعلتها وذهبت وأصبح شغلها الشاغل تجميع رموز الفن والأدب والصعود إلى الجبهة لشد أزر الجنود.

ومنها رضع ابنها أحمد الوحيد لبن الوطنية والشموخ يوم كان يدرس في الهندسة في جامعة جورج تاون الأميركية، أثناء حرب أكتوبر، وشعر بالغضب من تصرفات الطلبة اليهود وهم يعلقون اللافتات على جدران الجامعة تأييداً لإسرائيل... فمزقها، ودخل معهم في معركة انتهت بفصله من الجامعة. لم تغضب الأم، بل قالت له عندما استمعت إلى القصة وكأنها تزهو بما فعل: ولا يهمك يا ابني... مش كسرت ضلوعهم... أحسن. إيه يعني رفضوك؟ ما إحنا عندنا جامعة أحسن منها.

بيروت في أوراق مبعثرة

منذ 30 عاماً، تحاول نادية كتابة مذكراتها بنفسها، كانت تقول إنها لن تترك للآخرين تنميطها وتقديمها بحسب عقلياتهم وتصوراتهم عنها. في عام 1993، قررت تصوير مذكراتها بالفيديو تحت عنوان «أوراق مبعثرة»، وعندما سألها الصحافيون بلهفة عن الموضوعات والفترات والملامح الرئيسة التي ستتناولها في أوراقها المبعثرة قالت إنها ستضم حوادث عامة، وسياسية وأدبية وفنية من خلال التحاور مع شخصيات لها علاقة بالحوادث. لكن المشروع لم يُنفَّذ حتى الآن ربما لأنها تشعر بأن حياتها ما زالت مستمرة ومتواصلة وأن عطاءها أكبر من أن يتحوّل إلى ماض، لكن في الوقت نفسه كان لديها دوما ما تقوله.

قالت: المؤكد أنني سأتعرض لفترة خطيرة في حياتي، حيث كانت اللحظة دهراً، والموت كان يحاصرني، ويتربص بي في كل مكان. هناك في بيروت حيث سقطت الأقنعة كافة في ذلك الحصار الرهيب في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، سافرت إلى إخوتي الفلسطينيين واللبنانيين لمؤازرتهم في تلك المحنة الكبيرة، ووجدت بيروت أشبه بمسرح دائري ليس له كواليس، وعشت ثلاثة أسابيع كأنها ثلاثة قرون. لكنها كانت تجربة لا توصف، ولا تقدر على نقلها الكلمات. من هنا، جاءتني فكرة التصوير الحي، لأنني أردت أن أنقل بعضاً من هذه اللحظات الرهيبة للأجيال العربية في كل زمان ومكان، ليعرفوا بشاعة العدو الذي يسكن في قلب الوطن.

أما عن سفري إلى بيروت ودخولي الحصار، فهذا لأنني لا أعترف بالحدود، لا أفرِّق بين مصر وسورية ولبنان... فالخريطة العربية كلها عندي سواء. عندما يضربون الناس في بيروت كأنهم يضربونني أنا، فكيف أقف صامتة متفرجة؟ لذلك، سافرت حتى لو قتلوني فهل حياتي أغلى من الذين كانوا يذبحون هناك؟ لم أقبل أن يكسر أحد رجولة وكبرياء الرجل العربي في أي مكان في الدنيا... واستفدت كثيراً من هذه التجربة وأعتبرها نعمة من الله عليّ لأني رأيت الحقيقة بعيني، رأيت صبياً لا يتعدى عمره التسع سنوات يسير في الشوارع وسط الضرب والقنابل ولا يهمه أي أمر، كان يوصل الخبز إلى القوات، واندهشت لبطولته النادرة رغم صغر سنة، وعلمت بعد ذلك أنه في اليوم التالي بترت يده بسبب إصابته بشظية، وكان سعيداً واعتبر نفسه بطلاً وسجلت لهذا الطفل حواراً طويلاً على شريط ما زلت أحتفظ به إلى الآن.

نظرت إليها باندهاش وقلت: تفرطين في أفلامك وتحتفظين بحوار عابر مع طفل؟

أجابت: البطولة لا تفرق بين الأطفال والكبار، وهذا الولد بطل، حبه لوطنه يحميني ويحميك، ويمنحنا الكرامة التي لا يريدها الأعداء لنا.

سألتها: هل تذكرين مضمون الحوار الذي دار بينك وبينه؟

قالت بلهجة قاطعة: طبعاً... ما زلت أذكر جيداً هذا الطفل الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات. اسمه إسماعيل. زرته في مستشفى عكا بعدما تعرفت إليه قبلها بالمصادفة. كان يحمل الخبز والطعام ويتسلل إلى صفوف المقاومة على خط التماس مع جنود العدوان. استمر فترة طويلة يقدم أشياء كثيرة للفدائيين حتى أصابته شظية غبية، عندما زرته لم يترك لي الفرصة للنطق بكلمات المجاملة والتشجيع، أسكتتني كبرياؤه، كذلك إباؤه، شعرت بوميض أخاذ في عيني إسماعيل الذي يعمل أبوه خبازاً، فتعطلت لغة الكلام لدي. كانت كل أمنية إسماعيل أن يُخرج الأطباء الرصاصة من جسده كي يعود بسرعة ليؤدي واجبه. ولو أنه على قيد الحياة الآن فلا بد من أنه صار شاباً فدائياً عظيماً يوجع قلب إسرائيل. وأتمنى أن يكون حياً وتصله تحياتي ومحبتي... ورأيت هناك في بيروت بشاعة وحيوانية العدوان الإسرائيلي... رأيت الأطفال الأبطال العظام وقد أسرهم العدو... وبقدر هائل من السادية قص اليهود الصهاينة أصابعهم. نعم، رأيت أطفالاً كثيرين بلا أصابع، بلا أياد... ولهذا أدعو كل عربي إلى كراهية إسرائيل كراهية مطلقة.

سألتها: كراهية؟! هل يمكن أن يدعو الفنان إلى الكراهية؟

قالت: من يحب الخير لا بد من أن يكره الشر، ومن يحب الحرية لا بد من أن يكره السجن، ومن يحب بلده لا بد من أن يكره أعداءه، وأعداء الإنسانية.

وأضافت: أنا لا أتعامل بعنصرية، بل بواقعية. إنهم يقتلون أهلي وأبناء بلادي، وسجّلت هذه الجرائم كي لا ننسى، ولدي مجموعة كبيرة من التسجيلات النادرة عن حصار لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. عندما دخلت إلى الأراضي اللبنانية أثناء الحصار صوَّرت ما شاهدت، وحصلت على مواد مصورة من بعض المقاتلين، وأحتفظ بتلك التسجيلات كوثائق تاريخية للنضال العربي، سجلتها عدسة شاهد عيان، لما فعله ويفعله العدو الإسرائيلي بالعرب. ولن أتردد في عرض هذه المواد، كلما أتيحت لي الفرصة. لذلك أحرص على تناولها في مذكراتي، وفي كل أحاديثي، وسأتناول في مذكراتي أيضاً دور لجنة الفن في المعركة التي شرفت برئاستها من 1967 حتى 1970 أثناء حرب الاستنزاف، حيث كنا جسراً يربط الجنود على جبهات المواجهة، بالمواطنين في الجبهة الداخلية.

إلى هذا الحد لم تكن نادية لطفي تفرق بين سيرتها وسيرة الوطن، ولم تستطع الفصل بين مذكراتها الشخصية وبين تاريخ الأمة التي تنتمي إليها. حتى أنني عندما سألتها عن أفلامها السينمائية، وهل تحتفظ بنسخ فيديو لها؟ فوجئت بما لم أكن أتوقعه...

إذ قالت: لا أشاهد نفسي، ولا أحتفظ بأفلامي. منذ سنوات أرسل لي المنتج جمال الليثي نسخة من معظم أفلامي، لكن استعارات الأصدقاء قضت عليها نهائياً، فلم يعد لدي أي فيلم من أفلامي.

وعندما سألتها عن الأفلام التي تحتفظ بها أجابت: أهم مجموعة عندي هي أشرطة الفيديو المصورة في بيروت والجبهة المصرية، والأشرطة التي صورتها بنفسي لتوثيق المواقف الوطنية، والحوادث العامة التي تعتبر جزءاً مهماً من تاريخ العرب الحديث.

الفن في المعركة

أجمل ما في الأمر أن اهتمامات نادية لطفي السياسية لم تكن مجرد إنفلونزا عارضة سرعان ما يُشفى منها الفنان، ولم تكن تجارة، أو لعبة مصالح، أو ارتباطات حزبية ضيقة، أو «موضة» عابرة مثل تسريحات الشعر الغريبة وصيحات الفنانين التي اعتدناها تحت تأثير العدوى الهوليودية. لذلك ظلت نادية وحدها الأكثر فاعلية والأقل ضرراً، والأطول بقاء على الساحة. لعل ذلك ما دفعها في عام 1983 عقب عودتها من بيروت إلى الالتحاق بقسم الدراسات الحرة بالمعهد العالي للسينما، لتنفيذ فيلم طويل عن المقاومة اللبنانية أثناء الحصار بعنوان «أيامي مع المقاومة». صحيح أن المحاولة لم تُكلل بالنجاح، لكنها تعبِّر عن انصهارها في قلب الوطن، وامتزاجها بحاضره ومستقبله.

قالت نادية: ذهبت إلى لبنان على رأس فريق من لجنة «الفن في المعركة»، وهي لجنة كانت تضم عدداً من الفنانين، وبصفتي مقررة اللجنة تحركت مع زملائي ونسقنا مع الأحزاب والنقابات والصحافيين، وجمعنا تبرعات، وذهبنا إلى وزارة الصحة المصرية وحصلنا على أدوية لصالح المقاومة اللبنانية. كنت طوال الوقت أفكر كيف تواصل لجنة «الفن في المعركة» دورها الوطني كما فعلت أيام حرب 1967 و1973.

نجحت في جمع الجهود، وعندما ذهبت إلى لبنان رأيت تجسيداً لمعنى الصمود الحقيقي، والإرادة والحياة، والإصرار على النصر حتى النهاية، وأهم ما لفت نظري في البداية أن الجميع كانوا كتلة واحدة، لا فرق بين عسكري ومدني. انصهر جميع اللبنانيين في بوتقة واحدة. لم يكن ثمة جيش منظم بقدر ما كانت مقاومة متجددة ومتفاعلة مع أية حوادث... العسكريون والمدنيون كانوا يقاتلون في خندق واحد، ويقاومون الحصار بآليات كثيرة، أهمها الإرادة الإنسانية، والإيمان بالله والوطن.

كان الشعور العربي كله عارماً ضد الاحتلال الإسرائيلي. أذكر أني قابلت مصريين كانوا يزورون لبنان بالمصادفة للاستجمام أو للعمل، وعندما حدث العدوان الإسرائيلي تطوعوا في صفوف المقاومة اللبنانية. وأذكر منهم عدداً من النساء من الإسكندرية كن يضمدن جراح المصابين ويجمعن أشلاء القتلى. كذلك رأيت أطفالاً لبنانيين في عمر الزهور ينظفون الشوارع ويعملون في دأب... مشاعر إخاء صافية من نساء لبنانيات كن يقدمن لي ولزملائي ثمار الإجاص، وأذكر أن إحدى النساء الفلسطينيات لاحظت عليّ الإرهاق بينما كنت أسير في الشمس أمام محل بقالتها المغلق فأعطتني مظلتها وهي تربت على كتفي.

مشاعر سامية، وعواطف مشتعلة، ومبادئ طاهرة، طهرتني كما طهرت كل من شارك في مقاومة العدوان والحصار. تلك الأيام التي أمضيتها في لبنان وسط أنبل المشاعر الإنسانية المفعمة بالحب والمقاومة كانت لها قدرة عجيبة على تطهير نفس من يملك ذرة إحساس.

وثيقة للتاريخ

«ذهبت إلى بيروت دفاعاً عن نفسي، ولا شك في أن حضوري هناك جعلني أعيش المأساة كاملة. كنا في مواجهة دائمة مع الموت في كل دقيقة، لكنني لم أشعر بالخوف وسط حالة الصمود العظيمة والشجاعة التي لمستها هناك، لدرجة أنني تشبعت بروح النضال والجسارة وخرجت بنفسي إلى الشوارع وصوَّرت 18 ساعة أفلاماً عن تفاصيل الحرب والدمار، أعتقد أنها وثيقة حية تزداد قيمتها مع الأيام، ومن دون مبالغة تسمح لي بأن أكون شاهدة على هذا العصر... وما فعلته في بيروت أعتبره شرفاً لي... وتطبيقاً حقيقياً للشعارات التي نرددها كثيراً بأن الفن يجب أن يكون في خدمة المعركة».

أذكر أن نادية لطفي بعدما عادت من بيروت واصلت نضالها لدعم الشعب اللبناني، بل إنها كتبت بنفسها تقريراً مهماً قدمته للدورة 16 للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر بين 14 و20 فبراير 1983، طالبت فيه بمحاكمة الصهاينة الذين ارتكبوا مذابح صبرا وشاتيلا وغيرها من فظائع ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين أثناء الاجتياح الإسرائيلي الغاشم عام 1982. كذلك شاركت في الفعاليات لدعم المقاومة اللبنانية ونضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المسلوبة.

عُرض عليّ الانضمام إلى أحزاب سياسية لكنني اخترت الحزب الذي أعرفه «المشاركة العامة»

زُرت جنودنا على الجبهة عام 1973 ورأيت العساكر محروقين تماماً ولا تظهر منهم سوى أسنان تضحك لتمنحنا الأمل
back to top