نور الشريف... الفيلسوف العاشق (19 - 30)

ثم تشرق الشمس

نشر في 14-06-2017
آخر تحديث 14-06-2017 | 00:04
لم يعرف أحد في مصر أو في العالم أن التاريخ سيتوقف عندما بثت الإذاعة المصرية في الثانية من ظهر يوم السبت العاشر من شهر رمضان، عام 1393، الموافق 6 أكتوبر 1973، خبر عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس، ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.
بدأت القوات المسلحة المصرية بشن حرب شاملة على العدو الإسرائيلي، فيما دخلت القوات السورية من الجبهة الشمالية، لتحقق الجبهتان أهدافهما، خلال الأيام الأولى من الحرب.

عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف، وتوغلت شرقاً داخل سيناء، بينما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان، وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبرية، فكان لا بد من أن تتدخل الولايات المتحدة الأميركية لتعويض خسائر إسرائيل في الحرب، عبر مد جسر جوي يزوّدها بأحدث أنواع السلاح.

ككل المصريين والعرب، عاش نور الشريف فرحة الانتصار، غير أنه شعر بضرورة تقديم أمر أو عمل يساهم به، بخلاف التبرع بالدم، وجمع التبرعات للمجهود الحربي. قبل أن يبحث عما يمكن أن يقدمه، وجد المخرج محمد فاضل يطلبه ويوجه إليه السؤال نفسه، فوجدا نفسيهما يتفقان على الهدف نفسه:

* أنا ما عنديش أي مانع أسافر الجبهة... ودلوقت حالاً... بس هم رفضوا.

= وأنا عملت اتصالات كتير علشان آخد تصريح للتصوير على الجبهة... ما أمكنش.

* مش عارف ليه؟

= بيقولوا إن وجودنا هناك مش هينفع يتأمن دلوقت... ومش مسموح لحد غير المراسلين الحربيين.

* أنا مستعد أكتب إقرار على نفسي بأني متحمل مسؤولية أي شيء ممكن يحصللي.

= كلنا عندنا الإحساس ده. لكن المسألة مش زي ما أنت متصور.

* صحيح أنا ما دخلتش الجيش بس والله... أنا مستعد أشيل سلاح وأحارب. دي مصر يا أستاذ فاضل.

= أنا عندي فكرة.

* اتفضل. قول المهم نعمل أي حاجة.

= طالما مش مسوح لنا نسافر الجبهة نصور... إحنا ممكن نعمل حاجة من هنا... من القاهرة. وها نقول برضه اللي إحنا عايزينه.

في 9 أكتوبر 1973، بدأ المخرج محمد فاضل بفيلم تسجيلي عن الجيش المصري وخوضه حرباً لتحرير الأرض، بعنوان «إنه في يوم سبت كان الاستعراض الأخير»، واختار مدخل منزل الشريف للتصوير فيه، حيث جلس الممثل على كرسي وراح يتحدث عن الحرب والجيش المصري ومعركة الكرامة، وعُرض الفيلم يوم 13 أكتوبر في التلفزيون المصري.

إحساس جديد وروح مختلفة سيطرا على جميع المصريين، عقب انتهاء الحرب، رغم عدم تحرير كامل الأرض العربية المحتلة. فالحرب شكّلت وضعاً جديداً ومزاجاً مختلفاً لعبور الهزيمة وتحقيق النصر. غير أن السينما المصرية ظلمت العبور العظيم، ولم تجسد تلك الملحمة العظمى والفاصلة، التي نزلت على رأس العدو الإسرائيلي كالصدمة المدوية فأفقدته توازنه وقدرته في ست ساعات، ذلك باستثناء فيلم المخرج شادي عبد السلام خلال المعركة في سيناء، برفقة الفنانة الوطنية الكبيرة نادية لطفي، واختار له اسم «جيوش الشمس» باعتباره اسم الجيش المصري منذ فجر التاريخ.

من ثم، فرح الشريف عندما عرض عليه المخرج حسام الدين مصطفى أن يقدم دور «شوقي القرماني» في «الأخوة الأعداء» الذي كتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان ونبيه لطفي وحسام الدين مصطفى. العمل مأخوذ عن رواية الأديب الروسي دوستويفسكي «الإخوة كرامازوف»، وشارك فيه كل من نادية لطفي، ويحيى شاهين، وحسين فهمي، وميرفت أمين، وسمير صبري، ومحيي إسماعيل، وعماد حمدي، وأحمد مظهر، وصلاح ذو الفقار.

يتناول الفيلم «القرماني الكبير» الذي أنجب أربعة أولاد، لكنه لا يحبهم، كذلك لا يحب كل منهم الآخر، علاقتهم ببعضهم بعضاً علاقة مصلحة، لكنها تصل إلى قمة العداء بين الأب وابنه «توفيق» لخلافاتهما المادية. يكون الأب دائم السهر وينفق أمواله على فتاة الليل «لولا» فيحاول الابن أن يصل إليها ليحذرها من الاهتمام بوالده، لكنه يقع في حبها، فيزيد ذلك التنافس بين الأب وابنه.

يعرض الأب على «لولا» أن تزوره في البيت مقابل ثلاثة آلاف جنيه، فيهدّده الابن أمام الجميع بقتله إذا حضرت إليه. من ثم، يستغل حمزة أحد الموجودين في المنزل، وهو أحد أبناء «القرماني» الذي ينكره، الموقف ويقتل الوالد ويتهم توفيق في الجريمة.

يحاول شوقي إثبات براءة توفيق عن طريق نزع الاعتراف من حمزة، فيعترف له مؤكداً أن شوقي نفسه هو القاتل الحقيقي بسبب أفكاره التي زرعها في داخله. لكنه قبل أن يثبت ذلك، ينتحر حمزة شنقاً، كي لا يخرج توفيق بريئاً.

اتهام بالنجاح

نجح نور الشريف في الفيلم بطريقة ربما ضايقت فنانين في الوسط، فأوعزوا إلى صحافيين أن يشيعوا أن نجاحه في الفيلم يرجع إلى أنه شيوعي ملحد، حتى وصل الأمر إلى أسرته، فغضب عمه إسماعيل وعمته بشدة، وتأكد لديهما الإحساس عندما سمعا منه جملة في الفيلم تقول: «إذا لم يكن الله موجوداً فالأمور كافة مباحة»، وهي جملة موجودة في الرواية الأصلية. لاحقاً، فوجئ الممثل بعمه يطلبه بغضب للحضور فوراً إلى بيت السيدة:

= إيه اللي أنا سمعته ده؟

* إيه يا عمي خير في إيه؟

= أنت خليت فيها خيراً... هي حصلت تكفر بربنا.

* أعوذ بالله... مين اللي قالك كده؟

= الدنيا كلها بتقول الكلام ده. والدنيا كلها سمعت كلامك اللي بتقول فيه طالما ربنا مش موجود يبقى نعمل أي حاجة.

* هاهاها... أنت قصدك على دور «شوقي القرماني» ده تمثيل يا عمي.

= تمثيل إيه... هو أنت فاكر إني مبفهمش في التمثيل، والكلام اللي بيخرج من القلب والكلام اللي بتقوله الشفايف.

* بجد يا عمي.. .بجد؟

= هو إيه اللي بجد... ومش بجد؟

* أنا مش مصدق اللي باسمعه. أنت يا عمي اللي بتقول كده؟

= مش أنا اللي بقول الدنيا كلها والصحافة وكل الناس بتقول إنك والعياذ بالله...

* لا أنا مش قصدي على الكلام الفارغ اللي بيقولوه... أنا أقصد بجد أنت حسيت كده؟

= دي باينه للأعمى... الكلام طالع من قلبك.

* الله عليك يا عم إسماعيل يا رائع يا جميل.

= هو إيه أصله ده؟

* أنا النهاردة حاسس إني أخدت أوسكاراً في التمثيل. لما عمي إسماعيل اللي مربيني وكان بياخدني أصلي معاه الفرض بفرضه يشوفني في دور مهم زي ده ويصدقني... يبقى أنا أخدت أوسكاراً.

= ولا فاهم أي حاجة من اللي أنت بتقولها.

* مش مهم. بس النهاردة أنا أسعد واحد في الدنيا بشهادتك دي... أخيرا اعترفت أني ممثل كويس يا عمي.

= هو ده اللي يهمك في الموضوع.

* طبعاً... لأن مسألة إيماني بربنا مفروغ منها... واللي بيتقال كله كلام فارغ مش صحيح.

= طب احلف على المصحف ده.

* أحلفلك يا عمي إني ما فيش حاجة غيرتني ولا غيرت إيماني بربنا... ولا أي حاجة هتغيرني... وخليني افرح النهاردة باعترافك إني ممثل جامد.

خرج نور الشريف من بيت عمه، إلى بيت والدته ليزورها للمرة الأولى، وسط دهشتها وعدم تصديقها أن أهم أمنية في حياتها تتحقق بزيارة ابنها لها، غير أنه لم يكن وشقيقته عواطف، ولديها الوحيدين، فقد أنجبت من زوجها الثاني، وأصبح لهما أخوة غير أشقاء. شعر الشريف بأنهم مثل أولاده، خصوصاً عندما أبدوا سعادتهم الكبيرة به، وأنهم يتباهون أمام الجميع بأن الفنان نور الشريف شقيقهم، ولكن لم يصدقهم أحد لاختلاف اسم الأب. لذا وعدهم ووعد والدته بأنه لن ينقطع عن زيارتهم، خصوصاً بعدما وصل إلى مرحلة النضج الإنساني، مثلما وصل إلى مرحلة النضج الفني، وأدرك أهمية، بل وضرورة، أن تتزوج سيدة لم تبلغ العشرين من عمرها عقب رحيل زوجها في سن مبكرة، وأن من الظلم أن تقضي ما تبقى لها من حياتها بلا رجل.

ميلاد جديد

لم تكن المرة الأولى التي يسافر فيها نور الشريف إلى خارج مصر، ولكن صادفته مشاكل عدة عندما زار بصحبة فريق فيلم «الأخوة الأعداء» طشقند، إحدى مدن الاتحاد السوفياتي، ذلك بسبب التناقض بين اسم الشهرة والاسم الحقيقي المسجل في جواز السفر، إذ لم يستقبل كممثل سينمائي، ولم يُدع مع الوفود الرسمية، ولم يعرف أحد أن محمد جابر هو نفسه نور الشريف. كي يتلافى ذلك تقدّم بطلب إلى وزارة الداخلية، لتغيير اسمه المسجّل في بطاقته الشخصية والأوراق الرسمية، من «محمد جابر محمد عبد الله» إلى «نور الشريف جابر محمد عبد الله»، ثم أشهر ذلك ووضع إعلاناً في الصحف الرسمية للدولة لمدة ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنه يتحمل الالتزامات كافة التي تترتب عليه وهو يحمل اسمه القديم، سواء في العقود أو الشيكات أو التعاملات كافة، ليصبح اسمه الحقيقي اسمه الفني نفسه.

رغم نجاح الفيلم، وإشادة الجميع به في الداخل والخارج، وحصوله على أربع جوائز عنه، فإن الشريف شعر بأنه جسد الدور بعصبية وتشنج، إذ اندمج أكثر من اللازم. هنا يبرز دور المخرج الذي لا بد من أن يكون «ترمومتر» الممثل أمام الكاميرا قبل ظهوره على الشاشة، وعليه أن ينبهه كي لا يصبح العمل «خليطاً» من الأداء غير المنسجم من كل ممثل على حدة.

آنذاك، شعر الشريف بأنه ولد من جديد، إذ رضيت عائلته أخيراً عن عمله كممثل، بل ومنحته شهادة تفوق، كذلك أصبح اسمه الرسمي هو اسمه الفني نفسه، فقرر أن يبدأ حياة جديدة، يلقي فيها مساوئ حياته السابقة خلف ظهره. كان أول قرار اتخذه الإقلاع عن «الحبوب» التي كان لا يزال يتعاطاها. كان قراراً واحداً لا رجعة فيه، وكان أول اختبار عملي له في ذلك في بيروت حيث كان يصوّر «آنسات وسيدات»، قصة محمد خليل فرج وفريد عبد المنعم، وسيناريو كارولين، وإنتاج كمال صلاح الدين وإخراجه. في الفيلم، تقدّم اسمه لأول مرة اسم سهير رمزي، وأسماء المشاركين كلهم، مريم فخر الدين، ونجوى فؤاد، وسيد زيان، وتوفيق الدقن، وسعيد صالح، وسمير غانم. آنذاك، أصرّ الشريف على موقفه وقراره التخلي عن الحبوب، ورغم الإغراءات الكثيرة التي كانت تدفعه إلى العودة إليها، فإن عزيمته وإصراره كانا دافعين قويين للاستمرار، وهو ما مثّل دهشة كبيرة لزوجته بوسي:

= أنا مش مصدقة. كده في يوم وليلة تبعد عن كل الحبوب دي.

* عندك حق ما تصدقيش. بس ده قرار خدته ومش ممكن أرجع فيه مهما كانت العواقب.

= بالسهولة دي؟

* لا طبعا مش بالسهولة دي. بس في حاجة مهمة أوي لازم تعرفيها.

= عارفة.. إن أنت نور الشريف.

* لا ده كمان خدت قرار بأني أبطله.

= هو إيه ده؟

* الغرور. أنا بعترف أني كنت مغروراً.. ومغروراً أوي كمان. بس كان غصب عني. حاجات كتير حواليّ ساهمت في ده.

= طب الحمد لله.

* لكن اللي أقصده حقيقي. أنك لازم تعرفي إنه بمقدار ما عقلك يكون شغال بمقدار ما تقدري تحمي نفسك.

أبعد نور الشريف عن نفسه الحبوب والغرور، غير أنه لم يستطع أن يتغلب على كم الأفلام «الخفيفة» التي كانت تعرض عليه، خصوصاً أنها كانت تمثّل موجة جارفة في المجتمع منذ مطلع السبعينيات، حتى بعد انتهاء الحرب وتحقيق النصر، إذ وجد المنتجون أنها «البطاقة» التي تحقق أرباحاً سريعة، وإذا امتنع هو عنها، فمؤكد أنه سيجلس في بيته منتظراً أن يطلبه منتج لأحد أفلامه كل عام أو عامين.

الملاذ الآمن

لم يجد أمامه سوى اللجوء إلى ملاذه الآمن، فقدم فانتازيا مسرحية للشاعر صلاح عبد الصبور بعنوان «بعد أن يموت الملك» التي كتبها عام 1973، ليقدمها نور مع أستاذه نبيل الألفي في العام التالي 1974، وتلفت الأنظار بقوة إلى فنان مسرحي من طراز فريد، لتطلبه بعدها ماجدة الخطيب، لمشاركتها بطولة فيلم «في الصيف لازم نحب» الذي أنتجته من إخراج محمد عبدالعزيز، في تجربته الثانية للإخراج، وبمشاركة كل من صلاح ذو الفقار، ومديحة كامل، وسمير صبري، قصة سلامة حسن ومحمد حسن، وسيناريو محمد سالم وحواره، ليعود بعده إلى المخرج عاطف سالم في «امرأة حائرة» مع ناهد شريف، وشريفة فاضل، وعميد المسرح السوري عبد اللطيف فتحي، وأحمد الطراديشي، وسلوى سعيد، ونادية أرسلان، وعمر الكوشة، وأحمد أيوب. ثم يشارك في «البنات والحب» قصة وسيناريو فيصل ندا وحواره، وإخراج حسام الدين مصطفى، إلى جانب ميرفت أمين، وصفاء أبو السعود، ولبلبة، ومحمد عوض، ويوسف فخر الدين، وتوفيق الدقن، وسيد زيان، وحسن مصطفى. وبعده شارك في فيلم «حبيبتي شقية جدا» قصة فيصل ندا وحواره، سيناريو نيازي مصطفى وإخراجه، مع كل من سهير رمزي، وسمير غانم، ليجمع المخرج نجدي حافظ بينه وبين بوسي في «النصابين الخمسة» الذي صوّر بين سورية ولبنان، مع ناهد شريف، وبمشاركة عدد من الفنانين السوريين، من بينهم ياسين بقوش، ورفيق سبيعي، ونجاح حفيظ، ومحمود جبر، وعبد الله النشواتي. كذلك قرر المخرج حمادة عبدالوهاب الجمع بينهما من خلال التلفزيون، فعرض على الشريف بطولة «الحواجز الزجاجية» ليعرض على «القناة الأولى» خلال رمضان، فلم يتردد لتشاركه البطولة ليلى طاهر، ومعهما بوسي، التي اضطرت إلى أن تعود إلى كتابة اسم «صافيناز قدري» على الشارة باعتبار التلفزيون جهة رسمية، إذ طلب منها كتابة اسمها كما هو موجود في التعاقد، وشاركهم البطولة كل من زيزي البدراوي، وناهد جبر، وعبد العظيم عبدالحق، ووداد حمدي، فيما تولى كتابة القصة يحيى زكي، والسيناريو والحوار مصطفى بركات، ليحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، ويحوِّل الجمهور من الإذاعة إلى التلفزيون خلال الشهر الفضيل.

كان نور الشريف اعتاد على ألا يبدي رأيه بالرفض أو الموافقة على أي عمل يُعرض عليه قبل قراءة السناريو والحوار، خصوصاً في تلك النوعية «الخفيفة» من الأفلام. لكن ما إن كانت أسماء بعينها من المخرجين تتقدّم إليه للعمل معها أو يعرف اسم مؤلف بعينه، حتى يوافق قبل القراءة. من بين هؤلاء المخرج عاطف سالم، الذي ما إن طلب منه العمل في الجزء الثاني من «أم العروسة» والذي يقدمه باسم «الحفيد» حتى قبل، ليس لمعرفته بمدى نجاح وجماهيرية الجزء الأول فحسب، لكن أيضاً لأنه عن رواية الكاتب عبد الحميد جودة السحار، وسيناريو أحمد عبدالوهاب وحواره، ومن إخراج عاطف سالم، ليشاركه بطولته كل من ميرفت أمين، وعبد المنعم مدبولي، ومنى جبر، وكريمة مختار، ومحمود عبدالعزيز، ونسرين. فرح بعد ذلك بالعمل مع المخرج كمال عطية من خلال رائعة الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي «الشوارع الخلفية» والتي كانت أول مسرحية يشارك فيها على مستوى الاحتراف من إخراج أستاذه سعد أردش، وقال فيها جملة واحدة، ليقف بطلاً لعمل حوّله إلى السينما، كتب له السيناريو والحوار عبد المجيد أبو زيد، ذلك إلى جانب كل من ماجدة الخطيب، ومحمود المليجي، وسناء جميل، ومحمد توفيق، وعبدالرحمن أبو زهرة، وأشرف عبد الغفور، ورجاء حسين، إذ قدّم له المخرج محمد راضي واحداً من تلك الأدوار التي انتظرها طويلاً في فيلم «أبناء الصمت»، قصة وسيناريو مجيد طوبيا وحواره، إلى جانب محمود مرسي، وميرفت أمين، ومديحة كامل، وحمدي أحمد، وأحمد زكي، وسيد زيان، ومحمد صبحي، والسيد راضي، ومحمد لطفي. ما إن عرض الفيلم في 16 نوفمبر 1974، حتى فوجئ النجم باتصال من رئاسة الجمهورية، لتحديد موعد له لمقابلة الرئيس أنور السادات.

«مدرسة المشاغبين»

حين قررت فرقة «الفنانين المتحدين» اقتباس فكرة «مدرسة المشاغبين» لتحويلها إلى مسرحية (ثم فيلم)، لم يكن أحد يتوقع النجاح الهائل الذي ستحققه. حتى أنها قضت على فرصة تحقيق الفيلم أي نجاح، وفي يوم 31 ديسمبر 1973، ليلة رأس السنة الميلادية، عرض فيلم «مدرسة المشاغبين» لنور الشريف مع كل من ميرفت أمين، ومحمد عوض، ويوسف فخر الدين، وسمير غانم، وجورج سيدهم، وسيد زيان، وعبد المنعم مدبولي، وتوفيق الدقن، ومحمد رضا، سيناريو علي سالم وحواره، وإخراج حسام الدين مصطفى، وكان الشريف من الشجاعة ليعترف بأن بإمكانه تقديم عمل كوميدي، لكنه لن يستطيع أن يجاري نجوم الكوميديا أو ينافسهم.

البقية في الحلقة المقبلة

محمد فاضل صوّر فيلماً تسجيلياً عن حرب أكتوبر في مدخل بيت نور الشريف

الشريف واجه تهمة «الإلحاد» من الأسرة والجمهور بسبب «شوقي القرماني»

بعد سنوات طويلة أنهى الشريف المقاطعة مع والدته وزارها في بيتها

في «آنسات وسيدات» نور تحدى نفسه وأقلع عن تعاطي «الحبوب» نهائياً

قدم فانتازيا مسرحية للشاعر صلاح عبدالصبور بعنوان «بعد أن يموت الملك»
back to top