زيد بن ثابت... جامع القرآن

نشر في 12-06-2017
آخر تحديث 12-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري النجاري، وأمه النوار بنت مالك النجارية، كنيته‏‏‏‏ أبو خارجة‏، بابنه خارجة، كان يوم "بعاث" ابن ست سنين، وكانت مقتلة عظيمة بين الأوس والخزرج، وفيها قتل أبوه، وبعد خمس سنوات قدم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة وعمر صاحبنا إحدى عشرة سنة، فاستصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وردَّه مع صبية آخرين، فكانت الخندق أول مشاهده، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏‏ حين رأى همته وحسن عزيمته: "‏‏إنه نعم الغلام‏".

‏كلمة عامة، وشهادة أولية أدخلته في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره من الكتب التي يتوجه بها إلى خارج المدينة، وبناء على توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم العبرية في زمن قياسي: سبعة عشر يوماً، أتقن لغة قوم ليأمن المسلمون شرهم، وكانت راية بني مالك بن النجار يوم تبوك مع عمارة بن حزم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعها إليه تقديرا له، ولما يحمل من علم، وعمارة‏‏ يسأل عن السبب في أن تنزع منه الراية وتعطى لشاب من قومه فيقول: يا رسول الله، بلغك عني شيء‏؟،‏ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:‏‏ ‏‏لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذاً للقرآن منك‏‏‏.‏

كانت أول أدوار زيد بن ثابت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلموبتكليف منه أن يتعلم العبرية، قال صلى الله عليه وسلم: يا زيد، تعلم لي كتاب اليهود، وقال: إنها تأتيني كتب لا أحب أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية أو قال: السريانية، فقلت: نعم، قال: فتعلمتها في سبع عشرة ليلة.

ولا يكاد يذكر زيد بن ثابت إلا ويذكر معه عملية جمع القرآن، وهو المعروف بجامع القرآن، وكان واحداً من أربعة جمعوا القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان على رأس الذين كلفهم الخلفاء رضي الله عنهم بجمع القرآن، وكان مبرزاً في الفرائض، وشهد له بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب يقول من كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعن عبد الله بن عثمان رضي الله عنهم جميعا، وروى عنه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه، ويذكر صاحب كتاب (سير أعلام النبلاء) أن زيداً حدث عنه أبو هريرة وابن عباس وقرأ عليه، وحدث عنه خلق كثير، وتلا عليه ابن عباس وأبوعبدالرحمن السلمي وغير واحد، وكان من حملة الحجة.

وكان عبدالله بن عباس يجله ويقدره، وهو من هو، وقال فيه لقد علم المحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم، وقد أخذ بن عباس لزيد بن ثابت بالركاب، فقال تنح يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبدالله: "هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا"، وقال ابن عباس لما دفن زيد بن ثابت: "هكذا يذهب العلم، لقد دفن اليوم علم كثير"، وقال أبوهريرة: "اليوم مات حبر هذه الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا"‏.‏

back to top