صراعات ولكن!

نشر في 10-06-2017
آخر تحديث 10-06-2017 | 00:05
 عفاف فؤاد البدر ينقسم الناس في الصراعات ثلاثة أقسام، في القسم الأول نجد الناس يتصارعون مع الحدث الذي جرى لهم في الخارج، فتقض مضاجعهم وتلتهب مشاعرهم، ليصنعوا من ذلك الحدث فيلماً درامياً يذهبون فيه إلى أبعد ما يكون، بحيث يغوصون فيه، ويكون كل منهم هو البطل الأول في الدراما، فيهيأ لهم أنهم سيَهلكون وتنهدم الدنيا على أكتافهم، وتنقلب الأحداث رأساً على عقب، فيعيشون في دوامة لا يمكنهم الخروج منها، لأنهم شطحوا بالتفكير استنادا إلى بعد عاشوه في السابق، وشعروا تجاهه بما يتوافق مع شخصياتهم من الاضطهاد والأسى واللوعة، وأحبوا عيش هذا الدور، لأنهم يجدون أنفسهم فيه، فمشاعرهم هي التي تقودهم.

والقسم الثاني هو الذي ينظر إلى الحدث من الأعلى، فيرى أنه بما أن هذا الحدث هز فئة من الناس فلنزد عليهم بعض البهارات ونرمِ بعض الشباك لتصطاد أكبر عدد من البشر ونحركهم كيفما نشاء لمصلحتنا، أياً كانت هذه المصالح تجارية أو سياسية أو اقتصادية، فلنشغل البشر بأكبر قدر كي يسعوا لتلبية أغراضهم الشخصية، وكلما أبدى الناس الضعفاء مزيداً من ردة الفعل وصلوا هم إلى غرضهم وعرفوا من أين تؤكل الكتف، فتزيد سطوتهم وغالباً ما يدير هؤلاء أفكارهم النفعية على حساب الغير و»الإيجو».

أما القسم الثالث فهو المحايد في شعوره والمحايد في فكره، حيث قد يعلم أن هناك صراعاً، وإن كان يمسه، إلا أنه لا يتعامل معه كردة فعل، بل يقوم بالفعل أو العمل المطلوب منه، سواء بالدعاء أو بإصلاح بين النزاعات المتصارعة، لا يعطي أهمية فائضة لذلك الصراع، بل يستمر في عمله الذي كان يعمل به قبل الصراع، ويراقب عن بعد دون أن يدخل في معمعته كي لا يثنيه عن عمله، مع استمراره في نشر الحب والسلام والإصلاح، وهؤلاء هم المتحكمون في إدارة مشاعرهم وفكرهم، فضمن أي قسم تصنف نفسك؟

back to top